متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ، وما حكمه ؟، لعله أكثر ما يبحث عنه الكثيرون الآن ، حيث تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك ساعات قليلة ، وقد حثنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - على إحياء سنة تكبيرات عيد الأضحى ، لأنها تمثل تمهيداً لاستقبال العيد وهو يوم بهجة وفرحة للمسلمين فى كل مكان واجتماعهم على كلمة الإسلام، بما يطرح السؤال عن متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ؟، وفيه ورد أنه بدأ بعد صلاة الفجر اليوم - يوم عرفة التاسع من ذي الحجة.
متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى
متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ، يبدأ بعد صلاة الفجر من يوم عرفة التاسع من ذى الحجة وينتهي بعد صلاة العصر من آخر أيّام التشريق الثالث عشر من ذى الحجة، بحيث تكون التكبيرات لمدّة خمسة أيّام، وعن وقت التكبير في عيد الأضحى فإن للتكبير في عيد الأضحى وقتين؛ مُقيّد ويكون بعد الصلوات المفروضة فقط، ومُطلق ويكون في كُلّ وقت ومكان، ومن المستحب التكبير المطلق في كل وقت ومكانٍ، فيُكبر المسلمين في المساجد، والأسواق، والبيوت، ويجهروا بالتكبير حتى تقام صلاة العيد.
متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ، ورد أنه يبدأ التكبير في عيد الأضحى من أول رؤية هلال ذى الحجة إلى آخر أيام التشريق، لقوله تعالى: «لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ»، والأيام المعلومات هي أيام العشر، والمعدودات هي أيام التشريق، وأيام التشريق ثلاثة أيام بعد يوم الأضحى، وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
فترة استمرار التكبير وانتهاؤه يستمر التكبير إلى آخر أيام التشريق، وذلك لأنّ أيام العشر هي أيام تُعرض فيها الأنعام في الأسواق بقصد البيع والشراء، وتليها أيام الأُضحية والعيد.
متى يبدأ التكبير المطلق في عيد الأضحى
متى يبدأ التكبير المطلق في عيد الأضحى؟، وفيه بيّن الشافعيّة أنّه يسنّ أن يكون التكبير جهراً في المنزل والسوق وغير ذلك، ويبدأ من غروب شمس ليلة العيد، ويمتد إلى وقت صلاة العيد، وأمّا إن صلى المسلم لوحده فإنّه يبقى يُكبّر إلى أن يُصلي العيد، وأمّا إذا لم يُصلي العيد فإنه يبقى يُكبّر إلى وقت الزوال، وهذا الحُكم عامٌ للرجال والنساء على حدٍ سواء، ولكنّ المرأة تخفض صوتها بالتكبير في حضرة الرجال الأجانب، ويرى الحنابلة أنّ التكبير المُطلق خاصٌ بعيد الأضحى، ويبدأ عندهم من دخول شهر ذي الحجة إلى حين انتهاء الإمام من خطبة العيد، ويُسنّ الجهر بالتكبير للرجال، وأمّا المرأة فتخفض صوتها به.
متى يبدأ التكبير المطلق في عيد الأضحى؟، يكون التكبير المُطلق في عيد الأضحى في أيّ وقتٍ من ليلٍ أو نهار، وفي كُلّ مكان، قال -تعالى-: «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ».
متى يبدأ التكبير المقيد في عيد الأضحى
متى يبدأ التكبير المقيد في عيد الأضحى ؟، تعددت آراء الفُقهاء في وقت التكبير المُقيّد، وجاءت أقوالهم كما يأتي:
- الحنفية: قالوا بابتداءه بعد صلاة الفجر من يوم عرفة، ويمتد إلى ما بعد صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وهو اليوم الرابع من أيام العيد. المالكية: قالوا بابتداءه بعد صلاة الظُهر من يوم العيد، ويمتد إلى آخر أيام التشريق، وهو اليوم الرابع من أيام العيد.
-الشافعية: قالوا بالتفريق بين الحاج وغيره؛ فالحاج يبدأ بالتكبير من ظهر يوم العيد إلى آخر أيام التشريق، أمّا غير الحاج فيبدأ من فجر يوم عرفة ويمتد إلى اليوم الرابع من أيام العيد.
- الحنابلة: قالوا بالتفريق بين المُحرم وغيره؛ فالمُحرم يبدأ من ظهر يوم العيد ويمتد إلى اليوم الرابع من أيام العيد، وأمّا إن كان غير مُحرم فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى اليوم الرابع من أيام العيد.
شعيرة التكبير في عيد الأضحى
التكبير في عيد الأضحى ، يُعد التكبير من شعائر الإسلام التي يُندب فعلها، وقد حثّ الله -تعالى- على فعله في آيات كثيرة في كتابه؛ كقوله: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ»، وقوله -تعالى-: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ»، ويُعرف التكبير بأنه تعظيم الله -تعالى- بتكبيره، وعبادته، وروي عن علي وعُمر وابن مسعود -رضي الله عنهم- أن صيغة التكبير تكون بقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر ولله الحمد".
الحكمة من مشروعية التكبير
الحكمة من مشروعية التكبير ، شرع الله -تعالى- التكبير لِحَكَمٍ كثيرة، ومنها ما يأتي: توحيد وإخلاص العبادة لله -تعالى-، والخُضوع له بالطاعة، قال -تعالى-: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ»، تعظيم الله -تعالى-؛ فمعنى كلمة الله أكبر أيّ أنّه أكبر وأعظم وأجل من كُل شيء، مما يُشعر الإنسان بعظمة الله -تعالى- في قلبه في جميع أحواله، بحيث يذلّ ويخضع ويتواضع لخالقه، تخصيص الذبح باسم الله -تعالى- منافاة لفعل المشركين قديماً؛ فقد قال الخطابي: إنّ الناس في الجاهلية كانوا يذبحون لآلهتهم في أيام عيد الأضحى.
صيغة تكبيرات عيد الاضحى
صيغة تكبيرات عيد الاضحى ، تعددت أقوال الفُقهاء في الصيغة التي يُسنّ أن يكبّر الناس بها في عيد الأضحى على قولين كما يأتي:
-الحنفية والحنابلة: تكون صيغة التكبير عندهم بقول:"الله أكبر والله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر".
- المالكيّة والشافعية: تكون صيغة التكبير عندهم بقول: "الله أكبر" ثلاث مرّات، والتكبير بهذه الصيغة هو الأفضل عند المالكيّة، وإن زاد المُسلم: "لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، فهو حَسن؛ بدليل فِعل الصحابة، كابن عبّاس، وجابر -رضي الله عنهم-، واستحبّ الشافعية أن يزيد بعد التكبيرة الثالثة بأن يقول: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً"؛ بدليل قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك على جبل الصفا، ويُسَنّ أيضاً أن يقول بعدها: "لا إله إلّا الله ولا نعبد إلّا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر"، ويختم ذلك بالصلاة والسلام على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وعلى آله، وأصحابه، وأزواجه -رضي الله عنهم جميعاً.
حكم تكبيرات عيد الأضحى
حكم تكبيرات عيد الأضحى ، ذهب جُمهور الفقهاء إلى أنّ التكبير في عيد الأضحى سُنّة أو سُنّة مُؤكَّدة، في حين رأى الحنفية أنّه واجب، ويُعَدُّ التكبير من الأُمور التي واظب عليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-، وقد ثبت عن أمّ عطيّة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ).
حكم الجهر بتكبيرات العيد
حكم الجهر بتكبيرات العيد ذهب جُمهور الفُقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة، وفي رواية عن أبي حنيفة، وأخذ به أيضاً أبو يوسف، ومُحمد بن الحسن من الحنفية إلى أنّ الجهر بالتكبير سُنّة في حقّ الرجال؛ واستدلّوا بحديث أمّ عطية -رضي الله عنها- الذي ورد سابقاً، ورأوا بأنّ الرجال كانوا يُظهرون التكبير في عهد النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فلو لم يُكبّر الرجال، لَما كبَّرَت النساء من خلفهم.
عدد التكبيرات في صلاة عيد الأضحى
عدد التكبيرات في صلاة عيد الأضحى تعددت آراء الفقهاء في عدد تكبيرات صلاة عيد الأضحى، كما يأتي:
- الحنفية: يُكبّر الإمام ثلاث تكبيرات في الركعة الأولى، وتكون بعد تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية ثلاث تكبيرات، وتكون بعد القراءة وقبل الرُكوع، وهي رواية عن الإمام أحمد أيضاً.
-المالكية والحنابلة: يُكبّر الإمام سبعَ تكبيرات في الركعة الأولى مع تكبيرة الإحرام، وستّ تكبيرات في الركعة الثانية، وتكون بعد الرفع من الرُكوع وقبل القراءة، وقد ذهب إلى هذا القول ابن تيمية، وابن باز أيضاً.
-الشافعية: يُكبّر الإمام سبع تكبيرات في الركعة الأولى وتكون بعد تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، وتكون بعد تكبيرة القيام من السجود، وقال بذلك ابن حزم، وابن عبد البرّ أيضاً.
حكم التكبيرات الجماعية في عيد الأضحى
حكم التكبيرات الجماعية في عيد الأضحى يعدّ فقهاء المالكية والشافعية أبرز من تناول حكم التكبير الجماعيّ في العيد، وبيان أقوالهم في المسألة كما يأتي:
-المالكية: قالوا بعدم سُنّية التكبير الجماعيّ، وقد ذهب إلى هذا القول أيضاً الإمام الشاطبيّ، ومن المُعاصرين: ابن باز، والألبانيّ، وابن عثيمين؛ واستدلّوا بحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: «مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ»، فالتكبير فيه نوع من الالتزام، والإسلام لم يُشرِّع هذا الالتزام، كما أنّه لم يَرِد عن الصحابة، ولا التابعين شيءٌ في ذلك.
- الشافعية: يُشرَع التكبير الجماعيّ في العيد؛ واستدلّوا على ذلك بقول الصحابية أُم عطيّة -رضي الله عنها- في صفة تكبيرهم زمنَ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، قالت: «كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ»، كما استدلّوا بفِعل عُمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بأنّه كان يُكبِّر بمِنى، فيسمعه الناس، فيُكبّرون بتكبيره حتى ترتجّ مِنى من التكبير، أمّا المرأة فإنّها تخفض صوتها بالتكبير؛ سواء كانت تُكبّر وحدها، أو في جماعة.
عدد أيام عيد الأضحى المبارك
عدد أيام عيد الأضحى المبارك ، فقدحدّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للمُسلمين عيدَين، هُما: عيدُ الفِطر، وعيد الأضحى، وقد حُدِّدت أيّام عيد الأضحى بأربعة أيّام؛ يُسمّى الأوّل منها بيوم النَّحر، أمّا الأيام الثلاثة التي تأتي بعده فتُسمّى بأيّام التشريق، وقد جاء ذِكر هذه الأيّام في الحديث الشريف؛ إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ)، وقال الإمام الشوكانيّ إنّ هذا الحديث فيه دلالةٌ على أنّ أيّام التشريق الثلاثة هي من أيّام العيد.