الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين تفاجئ العالم بـ فيروس جديد ..أول حالة وفاة منذ 90 عاما

أرشيفية
أرشيفية

لم تحمل لنا الصين إلا الأمراض والأوبئة، فبعد فيروس كورونا المستجد الذي انتشر من قلب الأسواق الصينية إلى باقية العالم تفاجئ الصين العالم بـ فيروس آخر، فقد أثيرت مؤخرًا مخاوف بعد أن أكدت السلطات الصينية أول حالة وفاة بشرية بسبب فيروس "القردي بي" المروع.

وأعلنت الصين وفاة أول مصاب بمرض الفيروس القردي بي أو هربس بي، وهذه تعتبر أول حالة وفاة بشرية بهذا الفيروس.

ووفقا لوسائل إعلام صينية فأن المتوفى هو دكتور بيطري من بكين يبلغ من العمر 53 عاماً، ويعمل في مؤسسة تجرب أبحاثاً عن الرئيسيات غير البشرية، في نهاية شهر مايو الماضي، بعد أن عانى من بعض أعراض فيروس القرد بي.

وقال المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن "الطبيب المتوفى قام بتشريح قردين ميتين في مارس من هذا العام، وبعد شهر ظهرت عليه أعراض مثل الغثيان والقيء، قبل أن يجمع الباحثون عينات من سائلة النخاعي ويكتشفوا أنه مصاب بالفيروس، ونقل الطبيب على إثره إلى أكثر من مستشفى لتلقي العلاج، ومع ذلك، فقد لفظ أنفاسه الأخيرة في 27 مايو".

انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان

الدكتورة شيرين علي زكي، المفتش بمديرية الطب البيطري بالجيزة، قالت إن "الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان تنتقل بين الحيوان والإنسان أو العكس"، مؤكدة أن "هذه الأمراض ليست وليدة اللحظة بل موجودة مر الزمن".

وتابعت "زكي" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن "كل مرض من هذه الأمراض له طرق انتقال وأعراض وحدة خاصة به، وتحديدا الفيروسات؛ لأن الفيروسات تتحور وتتطور يتم بشكل سريع بخلاف الميكروبات الأخرى"، مشيرة إلى أن "التحور والتطور شائع بالفيروسات وأبسطها الإنفلونزا".

وعن الفيروس القردي بى أو هربس بي، قالت "زكي"، إن "الفيروس القردي بي مرض مثله مثل أي مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، وأصاب طبيب بيطري لم يكن يعالج قرودا بل كان في مختبر  بحثي ونضع حول ذلك علامات استفهام كثيرة".

وتابعت: "الطبيب قام بتشريح جثتي قردين من المكاك، بعدها ظهر عليه بعض الأعراض العادية التي تتشابه مع أعراض أمراض أخرى كثيرة، ومنها: الغثيان والقيء والاجهاد، وحين طال أمد المرض وذهب لأكثر من مستشفى ولكن بدون جدوى وتوفى".

90 عاما على وجود هربس بي

ولفتت "زكى"، أن "الطبيب البيطري سبحت منه عينات أثبتت وجود فيروس هربس بي، والذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وتحديدا من القرود"، وأكدت أن "الفيروس ليس بجديد ولكنه مكتشف منذ 1932".

وأشارت إلى أنه "وبعد مرور 90 عاما من اكتشاف الفيروس لم يتجاوز عدد الإصابات حول العالم 50 إصابة"، مضيفة أن "الضجة التي حدثت حول الطبيب الصيني كان سببها أنها أول حالة وفاة بين البشر، وهذا أمر غير شائع".

أسباب وفاة الطبيب الصيني

وعن أسباب وفاة الطبيب الصيني أشارت إلى أنها "متعددة ومنها: ضعف المناعة أو سنه أو تعرضه لدوس عالي من الفيروس نتيجة للمكان الذي كان يتواجد به، وتشريحه لقرود مصابة بالفيروس".

ولفتت: "هناك تفسير آخر للوفاة لم يتطرق له احد يتعلق بمكان عمل الطبيب وهو مختبر بحثي، يمكن أن يكون هناك نوع من أنواع التجارب على تطوير هذا الفيروس، مثلما حدث مع فيروس كورونا، الذي قيل أن مصدره مختبر صيني".

وأكدت أن "العدوى شائعة ما بين الأطباء البيطريين والحيوانات نتيجة تلامس الأطباء البيطريين وتعاملهم المباشر مع الحيونات".

هربس بي نادر التحور

وأشارت: "توجد نقطة ضوء لا بد من الالتفات لها، تتمثل في أن الغالبية العظمى من الفيروسات التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان تكون الإصابة بها محصورة من الحيوان للإنسان فقط، ولكن من النادر تحور الفيروس أو تطوره ومن ثم ينقل العدوى من إنسان إلى آخر، لأنه في هذه الحالة يحتاج إلى ظروف خاصة، والمثال الحي لذلك إنفلونزا الطيور".

وأكدت أن "الدليل على صحة كلامها أن عائلة الطبيب المتوفى عند خضوعها للإجراءات الطبية والفحوصات وسحب العينات لم يكونوا مصابين بالفيروس القردي بي، لم يكن في دمهم ".

وأوضحت أن "فيروس هربس بي ينتقل عن طريق الحيوانات المصابة أو إفرازات الحيوانات المصابة أو إفرازات الحيوانات الميتة، وهذا شائع ووارد في أمراض مشتركة كثيرة بين الحيوان والإنسان".

واختتمت: "رغم أن الفيروس لا ينتقل من الإنسان لأخر، إلا أنه من الممكن أن يتحور ويتطور سواء كان تطور مختبري أو تطور في جسم الكائن الحي، مما يؤدى إلى خروج عترات أخرى من الفيروس بشراسة أعلى وبصفات مغايرة ومختلفة".

تأثير هربس بي على الإنسان

الفيروس هو شكل من أشكال الهربس الذي يحدث عادة فقط في الحيوانات والقرود ولكن يمكن أن يسبب الغثيان والقيء والحمى والصداع والتعب وآلام العضلات والتقرح لدى البشر، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.

وقال المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CCDC)، إن طبيب بيطري بالغ من العمر 53 عامًا توفى في مايو بعد تشريحه لـ اثنين من الرئيسيات الميتة، يعتقد أنهما من قرود المكاك كجزء من بحثه التجريبي.

وبحسب ما ورد -عانى الرجل من أعراض الفيروس بعد العمل على الحيوانات وتوفي في النهاية في المستشفى.

وحذرت CCDC أي شخص يعمل على الرئيسيات من احتمال تعرضه للأذى بسبب العدوى والتي نادراً ما تنتقل من القرود إلى البشر.

ويعتبر ذلك مثال على عدوى حيوانية المنشأ تنتقل من الحيوانات إلى البشر وتسبب القلق بين المجتمع العلمي.

كما قال تقرير في مجلة CCDC Weekly Journal، إن "عدوى حيوانية المنشأة شملت بشكل أساسي أطباء بيطريين، وموظفي رعاية الحيوانات، أو باحثين في المختبرات في أمريكا الشمالية، ومع ذلك لم تكن هناك إصابات قاتلة أو حتى واضحة سريريًا في الصين قبل عام 2021".

يشكل تهديدا

وأشار التقرير إلى أن فيروس القرد بي "قد يشكل تهديدا محتملا للعاملين في المهن".

كما أضاف التقرير إنه يحتاج إلى القضاء على الالتهابات البكتيرية والفيروسية في الرئيسيات للاستخدام في المعامل وزيادة الفحوصات على الحيوانات وعاملي المختبرات في الصين.