أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن اتصالات روسيا مع حركة طالبان تعني تحويل قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الحوار الأفغاني الأفغاني إلى واقع.
وفي تصريحات لقناة "روسيا 1" التلفزيونية، اليوم الأحد، أكدت زاخاروفا كون حركة طالبان منظمة محظورة في روسيا وتمسك موسكو بمحاربة الإرهاب ورفضها أي أنشطة إرهابية، "بما فيها أنشطة حركة طالبان".
وأشارت المتحدثة باسم الوزارة إلى أن للحركة المذكورة صفة واحدة مهمة وهي أن طالبان تعد جزءا من الحوار في أفغانستان الذي دعا مجلس الأمن الدولي، في عام 2020، جميع بلدان العالم إلى تشجيعه.
وتابعت: "نقوم بتنفيذ قرار مجلس الأمن. لقد دعمناه كدولة، وها نحن نترجمها إلى ممارسة عملية".
وكان وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف أكد الجمعة أن جهود روسيا تتركز على إطلاق حوار شامل في أفغانستان بمشاركة كافة القوى في البلاد ومنها حركة طالبان.
وذكر لافروف في كلمة أدلى بها بعد مشاركته في مؤتمر "آسيا الوسطى والجنوبية: الترابط الإقليمي. التحديات والفرص" المنعقد في عاصمة أوزبكستان طشقند، أن مهمة حلف الناتو في أفغانستان باءت بالفشل، مشيرا إلى أنه لا يشارك أي نظريات مؤامرة بخصوص الأهداف الجيوسياسية الخفية المزعومة لانسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان.
وأوضح لافروف أن خطر الإرهاب في أفغانستان لا يزال قائما وعزز "داعش" وفروع "القاعدة" مواقعه في البلاد، فيما بلغ إنتاج المخدرات مستوى غير مسبوق يصل إلى 90 بالمائة من إجمالي عدد المخدرات على مستوى العالم.
ولفت لافروف إلى أن "تشكيل القوات الأمنية في أفغانستان" لا يشكل إلا "نجاحا افتراضيا"، موضحا أن الإحصاءات تتحدث عن وجود 300 ألف عسكري ضمن قوات حكومة كابل ما يتجاوز بثلاثة وأربعة أضعاف عدد مسلحي طالبان غير أن هذه الإحصاءات لا تتوافق مع الحقائق على الأرض.
وأكد لافروف أن موسكو غير مهتمة بأن تسود حالة من الفوضى في أفغانستان، متعهدا بمواصلة العمل مع الولايات المتحدة وكافة الدول المعنية التي بوسعها التأثير على الوضع في أفغانستان.
وردا على سؤال عن إمكانية وصول طالبان إلى الحكم في أفغانستان قال الوزير الروسي: "نعمل الآن ليس من أجل تغلب طرف واحد في أفغانستان على آخر لأن مثل هذا الحل سيكون هشا وغير مستقر ومؤقتا جدا".
وأوضح لافروف أن كل الجهود التي تبذلها روسيا تجاه الملف الأفغاني الآن تستهدف أن يكون الحوار الذي يجب أن يؤدي إلى التسوية السياسية للنزاع شاملا بمشاركة كافة القوى السياسية والعرقية والأخرى في البلاد، بما فيها طالبان.
وردا على سؤال عن تصريحاته السابقة حول النقاش الجاري داخل "الترويكا الموسعة" (التي تضم روسيا والولايات المتحدة وباكستان والصين) بشأن إمكانية توسيع هذه الصيغة، أوضح لافروف أن الحديث يدور خاصة عن الهند وإيران، معربا عن قناعته بأن انضمامهما إلى "الترويكا" سيزيد من إمكاناتها.