كانت دائمًا تدعو عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بأن يرزقها الله حسن الخاتمة، فماتت وهي صائمة، خلال حادث انقلاب سيارة تاكسي كانت تقلها مع أسرتها في مجرى مائي "ترعة" بإحدى القرى في محافظة كفر الشيخ؛ لتتشح قرية منشأة الشاذلي "الهلباوي"، التابعة لمركز قلين بالسواد حزنًا على وفاة علا السعيد سلطان، محفظة قرآن، وتبلغ من العمر 23 عامًا، التي أطلقوا عليها "عروس الجنة".
تخرجت "علا" في كلية التربية جامعة كفر الشيخ، وكانت تحفظ القرآن الكريم مجودًا، وحرصت على أن تنفع أطفال قريتها وتساعدهم في حفظ كتاب الله، فتعلق بها الأطفال وأحبوها لما كانت تتميز طريقتها في تحفيظ القرآن إلى البساطة ومكافأة المتميزين وتشجيعهم على مواصلة واستمرار حفظ كتاب الله بطريقة راقية ومحببة إلى قلوبهم.
بينما كانت في طريقها من دسوق إلى قريتها الهادئة "الهلباوي"، مع أسرتها بعد أن انتهت من ترتيبات حفل خطبتها الذي كان مقررًا أن يكون خلال إجازة عيد الأضحى، انقلبت سيارة التاكسي التي كانت تقلها مع أفراد أسرتها، فلقيت مصرعها غرقًا، وجرى انتشال جثتها، ونقلها إلى المستشفى؛ لتنتهى فرحتها سريعًا، وينطبق عليها المثل القائل "يا فرحة ما تمت".
وكأنها تودع أصدقاءها، فقد كتبت آخر منشور لها على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني، لعلي ذكرتكم بالله ولو مرة واحدة .. فضلاً دعواتكم في هذه الأيام المباركة بأن يعفو عنا ويهدينا سبل السلام"، وانهالت التعليقات بعض وفاتها حزنًا عليها وذكرًا لمحاسن أخلاقها الكريمة وتعاملها الراقي مع أصدقائها ومساعدة الجميع في الخير وتشجيع الأطفال على حفظ القرآن الكريم.
وتحولت صفحة "عروس الجنة"، التي كانت تستعد لحفل خطوبتها للعيد، إلى دفتر عزاء كبير، فقالت صديقتها آية : ربنا يرحمك يا حبيبتي ويسامحك ويصبر أهلك ويصبرنا على فراقك.. كنتي دايما بتكلميني عن الجنة وحبك ليها ربنا يرزقك الفردوس الأعلي يارب .. هتوحشيني أوي يا علا والله ربنا وحده أعلم بالنار اللي جوايا من الخبر دا .. كنتي دايما بتقوليلي والله يا آية أنا بحبك في الله ومعرفش بحبك كدا إزاي وإحنا عمرنا ماشوفنا بعض.. الله يرحمك يا حبيبتي ويصبرني يا رب".
وبكلمات مؤثرة وحزينة، قالت إحدى صديقاتها، أقسم بالله العظيم لم أعد أتحمل لقد انكسر ظهري على فراقك كم هو مؤلم بالنسبة لي ألا أجدك معي ألا أتحدث معك ألا أشكيلك همي لقد مُتي وماتت روحي معك رحمكي الله وأسكنك فسيح جناته"، وسط تعلقيات حزينة وصدمة كبيرة على أصدقائها وكل من عرفها لدماثة أخلاقها وتعاملها الراقي ومساعدة أصدقائها وكل من تعرفه ولا تعرفه في الخير.