لبنان على حافة الهاوية.. من ينقذ سويسرا الشرق الأوسط؟

يعيش لبنان ظروفا مأساوية وصلت إلى نفق مظلم وطريق مسدود بتردى الأوضاع الاقتصادية إلى حد مخيف لأول مرة تدخل فيه البلاد وسط انعدام للرؤية المستقبلية للبلد الذي كان يعرف بـ سويسرا الشرق الأوسط.

خرج مئات الشعب احتجاجا على الأوضاع المأساوية مستنجدين بسرعة إنقاذهم من الوضع الذي وصل حد الاختناق والذي عبرت عنه منظمة اليونيسيف في تقرير أعلنته في بيروت أن ٣٠٪ من أطفال لبنان ناموا الشهر الماضي ببطون خاوية، و أن ٧٧٪ من الأُسَر اللبنانية ليس لديها ما يكفي من مال لشراء الغذاء، وأن لبنان يعاني من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم.

مشهد سياسي ضبابي

بعداعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة، بعد لقاء هو الثاني خلال 24 ساعة قبل يومين، مع الرئيس ميشال عون في قصر الرئاسة ازداد الوضع قلقا وتوترا بين أوساط الشعب.

في حين شهدت الليرة اللبنانية، التي فقدت أكثر من 90٪ من قيمتها في أقل من عامين، تراجعًا في قيمتها مجددًا خلال دقائق من إعلان الحريري.

وتشهد عملة البلاد حالة من التراجع منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد النخبة الحاكمة في لبنان في أكتوبر 2019. زادت الأمور حدة وتوترا وضبابية في المشهد السياسي الذي لا يزال غامضاً.

انهيار اقتصادي وزادته كورونا

تعرض لبنان لانهيار اقتصادي خلال العاميين الماضيين، فضلا عن ما خلفته جائحة فيروس كورونا وانفجار مرفأ بيروت المدمّر في أغسطس الماضي.

ويتعامل الآن مواطنوه المنهكون مع أزمة وقود وانقطاع يومي مطول للتيار الكهربائي ونقص في الغذاء والدواء.

ومع استمرار الغضب بسبب الانفجار الأخير في مرفأ بيروت، حمل أقارب القتلى في ذلك الانفجار صوراً للضحايا وتوابيت إلى منزل وزير الداخلية اللبناني، لكن سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى هرج مساء الثلاثاء.

إذ غضب المتظاهرون بعد أن حكم الوزير محمد فهمي بأن رئيس المخابرات اللبنانية القوي لن يضطر للإجابة عن أسئلة حول الانفجار، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص.

أما على الصعيد الاقتصادي، فإن البلاد، منذ قرابة عامين، في حالة من السقوط الحر الذي تفاقم بسبب جائحة فيروس كورونا، مع اصطفاف الناس لساعات الآن أمام محطات الوقود، بينما تحظى بيروت بساعات قليلة فقط من الكهرباء في اليوم على أفضل تقدير.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 80٪ من العائلات في البلاد ليس لديها ما يكفي من الطعام لتأكله، بينما يصف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية في لبنان بأنها واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم في الـ150 سنة الماضية.

من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب تعليقا على اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، إن لبنان في طريقه للانهيار التام في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم، حيث قفز سعر الدولار إلى 21 ألفا للدولار الواحد بعد أن كان 19 ألفا صباح نفس اليوم.

وأوضح "حبيب"، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن لبنان وصل سياسيا لطريق مسدود بعد 9 أشهر محاولات مع الرئيس ميشال عون، لافتاً إلى أن ضابط الإيقاع وهو حزب الله لم يكن مستعدا لتشكيل هذه الحكومة للخروج من النفق الذي دخل فيه لبنان.

وتابع: “حزب الله يتاجر بلبنان بأوامر إيرانية وتستخدمه كورقة للضغط في مفاوضاتها الجارية مع مجموعة ”5 بلس 1" في ملفها النووي، ومؤخرا بدأت المفاوضات تتوقف حتى يتسلم رئيسي الرئيس الإيراني الجديد مقاليد الحكم ذلك الملف، وسيكون وقتها لبنان في الهاوية".