يعاني لبنان من أزمات سياسية جمة، منذ استقالة حكومة حسان دياب أغسطس 2020، إثر انفجار مرفأ بيروت ووقوع خسائر مادية وبشرية قدرت بـ 15 مليار دولار أمريكي، ليكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة.
وطوال تلك المدة وحتى الآن لم تتفق الأطراف اللبنانية على شكل حكومي واحد، بما ينعكس على أزمات اقتصادية أخرى في ظل انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار، وينعكس بدوره على كافة مناحي الحياة اللبنانية وتفاقم أزمات في الوقود والكهرباء والمياه.
كانت الأزمة على وشك الانفراج، ولكن اعتذر الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة بعد تقدمه بمقترح وزاري مكون من 24 وزيرا للرئيس ميشال عون الذي رفض مقترح الحريري ليصبح المستقبل في لبنان مجهول إلى حد كبير.
السيناريوهات المتوقعة
وفي هذا الصدد قال فادي عاكوم المحلل السياسي اللبناني، إن سعد الحريري اعتذر أمس عن تشكيل الحكومة اللبناني، وترك الساحة خالية وأصبحت الأمور في لبنان حاليا مفتوحة أمام احتمالات عديدة.
وأضاف عاكوم خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الاحتمال الأول هو أن يتولى زمام المسؤولية رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، والذي تولى المسؤولية عدة مرات من قبل، مشيرا إلى أن ميقاتي من أكثر الرجال المقربين لـ سعد الحريري.
عودة حكومة دياب
وأكد أن الترشيح الأكبر هو أن تعود حكومة تصريف الأعمال المستقيلة منذ انفجار مرفأ بيروت إلى موقع المسؤولية مرة أخرى، ولكن ليس بشكل كامل وإنما لتصريف بعض الأمور الروتينية الخدمية للمواطنين اللبنانيين، وذلك بشكل مؤقت حتى فترة الوصول للإنتخابات البرلمانية الجديدة.
الأزمات المتوقعة
ولفت إلى أن المشكلة الأكبر هي أن المجتمع الدولي والدول العربية كانت تريد حكومة مستقلة حتى تبدأ في ضخ أموال المساعدات، ولكن بعد اعتذار الحريري وغياب هذا النوع من الحكومات، فإن الأمور في اتجاه الأسوأ، ومن سيعاني في الفترة المقبلة هو الشعب اللبناني نتيجة سوء الحالة الاقتصادية وسعر الصرف، والأزمات المتعلقة بالكهرباء والوقود والمياه.
واختتم قائلا: إن المخاوف الكبرى تتعلق بانفجار الأمن الاجتماعي وغضب المواطنين اللبناني، وهو ما حذر منه كلا من قائد الجيش ووزير الخارجية اللبناني، وبالتالي فإن كل الأمور مفتوحة لأسوأ الإحتمالات والشعب اللبناني هو الذي يعاني من كل تلك المشاكل".