تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الأول للمشروع القومي "حياة كريمة" لتنمية قرى الريف المصري، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وآلاف المواطنين الذين يمثلون كافة طوائف الشعب المصري، وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين ورجال الأعمال وممثلي المؤسسات المصرية والإقليمية والدولية، في استاد القاهرة الدولي.
مواجهة موجات الارهاب العاتية
قال الرئيس السيسي، اننا واجهنا موجة إرهاب عاتية سالت دماء أبنائنا من رجال الجيش المصري العظيم والشرطة المصرية الباسلة، وتحمنا مشكلات، وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج للإصلاح الاقتصادي كان بطله هو المواطن المصري الذي تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية متفهما أهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة كما أعدنا معا بناء مؤسساتنا الوطنية الدستورية وقد تشكلت الغرف التشريعية الممثلة للشعب المصري وعلى التوازي كان السباق مع الزمن لبناء مصر المستقبل وتعظيم قدراتها وأصولها فكانتالمشروعات القومية الكبرى رمزًا يعبر عن إرادة المصريين في البناء.
مدن جديدة تتسع لكافة المصريين
واضاف الرئيس، اننا وفرنا مدن جديدة، تتسع لكافة المصريين في كل ربوع الوطن وإسكان اجتماعي يوفر المسكن الملائم لشبابنا وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية وزيادة للرقعة الزراعية وصولًا اليوم إلى انطلاق مشروعنا الوطني الأعظم لتنمية الريف المصري "حياة كريمة" والذي نسعى من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من "أربعة آلاف" قرية مستهدفين تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لحوالي ٥٨ مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب الـ ٧٠٠ مليار جنيه أو يزيد.
٣٠ يونيو و تحقيق التنمية الاقتصادية
وجدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الوعد بأن نبدأ جمهوريتنا الجديدة المولودة من رحم ثورتكم العظيمة في ٣٠ يونيو عازمين على المضي قدمًا نحو المزيد من العمل والبناء ممتلكين القدرة الشاملة مستمرين في تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية داعمين المزيد من المساحات المشتركة بين أبناء الوطن موفرين كافة السبل لشبابنا لتحقيق مستقبل يليق بهم في وطنهم العظيم.
وعبرا الرئيس عن عظيم امتنانه للشعب المصري العظيم على كل ما بذله من جهود وما قدمه من تضحيات لنقف اليوم آمنين مطمئنين سعيًا للبناء والتطوير والتنمية.
الشكر لرجال الجيش المصري
وتوجه بالشكر لرجال الجيش المصري على ما قدموه وما يقدمونه من تضحيات لصون كرامة الوطن وحماية مقدراته، كما أتوجه بالتحية لرجال الشرطة المصرية الباسلة على دورهم المحفور بحروف من نور في مواجهة الإرهاب الأسود، أشكر كل عامل بنى لمصر المجد وكل فلاح زرع لها الأمل وكل عالم أضاء لها النور، كما أتوجه بتحية خاصة للمرأة المصرية العظيمة التي كانت دومًا في طليعة المسيرة الوطنية وفى صدارة التحدي.
قلق مشروع بشأن مياه النيل
وقال الرئيس السيسي، إن القلق بشأن مياه النيل بالنسبة للمصريين هو قلق مشروع، متابعا: "الموضوع ده شاغلنا.. خلوني أقولكم الحكاية باختصار شديد، كنا بنتعامل في كل قضايانا بعقل رشاد وتخطيط عميق، عمرنا مع عيشنا الوهم ولا حاولنا نصدره ليكم".
وأضاف: "عمرنا ما حاولنا ندغدع مشاعر الناس، مش هيحصل، القلق فيما يخص موضوع المياه قلق مشروع، اللي بقوله مهم جدا اسمعوه مني، مش أنتم أمنتوني عليها؟، وهقول يا رب أعني على هذه الأمانة".
وواصل الرئيس: لما اتكلمنا في الموضوع ده مع الإثيوبيين والسودانيين، كنا دايما بنتكلم على إننا عايزين كلنا نخلي نهر النيل للشراكة والخير لينا كلنا، وقولنا وأكدنا إننا مش عايزين الخير لينا لوحدنا، عايزين الخير للكل.
وقال الرئيس: قولنا لو السد هيوفر التنمية من خلال الكهرباء إحنا معاكم ومستعدين نتعاون معاكم لتحقيق رفاهية الشعب الإثيوبي والسوداني جنبا إلى جنب مع الشعب المصري، ده كان كلامنا وكان توجهنا.
وأكد: كنا بنقول مستعدين نتعاون في الكهرباء والإنتاج الزراعي وكل شيء، لدينا في مصر النهاردة قدرات مختلفة متوفرة لأشقائنا في كل القارة مش بس إثيوبيا والسودان، بشرط محدش يقرب من مياه مصر
سد النهضة
وأضاف السيسي: برجع الأمور إلى بساطتها، ومصر لم تسع إلى التهديد أو التدخل في شئون البلاد، قولنا تعالوا نتعاون ونقبل التنمية لإثيوبيا مع التأكيد على أنه لا مساس بالمياه الخاصة بمصر، ببساطة خالص، طيب كل الكلام اللي بيرد لينا إننا مستعدين لده وفعلا مش هنقرب ولا هنمس مياه مصر، فقولنا عايزين اتفاق ملزم لينا قانونا ينظم هذا الموضوع، فيما يخص عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وتحركنا ومازلنا متحركين فيه، وتحركنا الأخير في مجلس الأمن هو وضع الموضوع على أجندة الاهتمام الدولي، الموضوع مترتب كويس، والتفكير فيه مش وليد اللحظة، كلام أقدر أقوله وكلام مقدرش وهو الإعداد اللي بنعده جوه بلدنا.
واستطرد: إحنا بنعمل مشاريع لتوفير كل نقطة مياه علشان نبقى خدنا بأسباب الحفاظ على المياه في مصر، منها مشروع تبطين الترع، ومحطات المعالجة اللي اتعملت وبتتعمل وهتتعمل خلال السنتين الجايين هدفها الاستفادة القصوى من المياه.
أمن مصر القومي خط أحمر
وقال الرئيس السيسي، إن المساس بأمن مصر القومي خط أحمر ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى.
وأكد الرئيس: إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعني السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن والذي لن نسمح لأي ما كان أن يقترب منه ولدينا في سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقا للموقف وطبقا للظروف.
وتابع: شعب مصر.. إنني معكم على عهد ووعد أجددهما بين حين وآخر بأن أظل ابنا لهذا الوطن عاملا من أجله متجردا من الهوى ومخلصا لإرادتكم وواثقا في قدراتكم ومؤمنا بعزائمكم.
لازم أنا والجيش نروح قبل ما تحصل أي حاجة لمصر.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رسالة طمأنة للشعب المصري وذلك بسبب تخوفه من أزمة مياه النيل، قائلا: قبل ما يحصل أي حاجة لمصر لازم أنا والجيش نروح قبل ما تحصل، موجها حديثه للمصريين.. عيشوا حياتكم من فضلكم يا مصريين، كل الأمور ماشية بخير وبأمان.. والله العظيم كنت دائما صادق وأمين ومخلص معكم، وشريف، وأنا على العهد ده، متصدقوش كل الكلام اللي بيتقال".
اتفاق قانوني ملزم للتعايش بين الدول الثلاث
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة للتعايش بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، قائلا: "بقول لكل الأشقاء في إثيوبيا والسودان، تعالوا نعمل اتفاق قانوني ملزم يحقق لنا الخير جميعا، لنا ولكم، ونعيش كلنا في سلام وأمان".
وتابع الرئيس السيسي: بقول ده لكل من يهمه السلام والاستقرار والتنمية بعيدا عن أي شكل من أشكال التهديد.