درس في الرضا أعطاه لنا الأسطورة الفنان الراحل أحمد زكي من خلال دوره في الفيلم الكلاسيكي " أنا لا أكذب ولكني أتجمل "، الذي اعتمدت قصته على رسالة هادفة لُخصت في الأداء السلس والمبدع من كبار الفنانين المشاركين في هذا العمل السينمائي العبقري و الذين ساهموا في إيصالها إلى جمهور المشاهدين بكل بساطة كما اعتدنا منهم دائمًا.
دارت أحداث فيلم " أنا لا أكذب و لكني أتجمل " حول قصة حياة شاب جامعي متفوق و طموح ومتطلع دائمًا لما هو أفضل يُدعى إبراهيم، وقد قام بتجسيد شخصيته الفنان الراحل أحمد زكي، ينتمي لأسرة فقيرة تسكن بالمقابر ويعمل أبيه حانوتي، ويساعده إبراهيم في كثير من الأوقات، ولكنه كان دائمًا ما ينفر من مستواه الاجتماعي هذا، ويعتقد بأنه سر خطير يجب إخفائه عن أصدقائه بالجامعة.
ظل إبراهيم يُخفي هذا السر عن أصدقائه ويوهمهم بأنه ينتمي لعائلة ميسورة الحال، إلى أن وقع بحب زميلته خيرية والتي قامت بأداء دورها الفنانة آثار الحكيم، وقد بادلته نفس الشعور، وتنتمي لأسرة ثرية، حيث يعمل أبيها كاتب كبير ذو مكانة مرموقة في المجتمع والذي قام بأداء شخصيته الفنان الراحل صلا ذو الفقار، ولكن حدث ما لا يحمد عقباه فقد فُضح أمر خالد من جانب أحد زملائه الذي تتبعه وعرف حقيقته، وحينها تمسكت خيرية بحبه أكثر ووافق أبيها ان تخوض التجربة رُغم الفروق الاجتماعية الكبيرة بينهما، ولكها في نهاية الأمر اكتشفت أنه كان يجب أن يصارحها بحقيقته و ألا يخجل، ولها مطلق الحرية في الاختيار، ليدافع هو عن نفسه بأنه كان لا يقصد الكذب ولكنه كان يجمل الحقيقة.
وشاركت أحداث هذا الفيلم مجموعة من أشهر سيارات فترة السبعينيات والثمانينيات، والتي اخذت جانبًا كبيرًا من حب الشارع المصري لها لدرجة تجعل من هذه السيارات منافسة شرسة في السوق المصري للسيارات المستعملة، والتي جاء منها سيارتين من إنتاج الشركة الإيطالية العريقة فياتFIAT، التي تأسست في العام 1899 على يد الإيطالي جيوفاني أنيللي، والذي أطلق عليها هذا الاسم كاختصارا لـFABBRICA ITALIANA AUTOMOBILI TORINO، بمعنى مصنع السيارات الإيطالية ببلدة تورينو.
ومن المعروف عن الشركة الإيطالية فياتFIAT، شهرتها في السوق العالمي للسيارات وخاصة في السوق المصري، بعد إنتاجها لأيقونتهاFIAT 128 والتي ظهرت خلال أحداث فيلم " أنا لا اكذب ولكني أتجمل " حيث بدأت في إنتاج هذا الطراز العريق منذ العام 1969، بتصميم يعتمد على قوة الدفع الأمامية و محرك مثبت بطول السيارة، وعلبة التروس المثبتة في مقدمة المحرك لتحويل الحركة من طولية إلى عرضية تغذي العجلات.
واستمدت السيارةFIAT 128، قوتها من محركين يتكونا من 4 أسطوانات، الأول بسعة 1116 سي سي ليولد قوة قدرها 55 حصانًا، والثاني بسعة 1290 سي سي، ويتصل كلاهما بناقل حركة يدوي الأداء من 4 سرعات، أما عن السيارة الأخرى والتي ظهرت في أحداث الفيلم وكانت أيضًا من إنتاج الشركة الإيطالية فيات، فهي سيارة شبابية في المقام الأول حيث تتسم بالمفهوم الشبابي ثنائي الأبواب " كوبيه ".
وظهرت هذه السيارة الثانية من الطرازFIAT 124 SPORT SERIES 3، والذي بدأت فيات في صناعته أيضًا في نفس العام 1969، وقد استمد قوته من محرك مكون من 4 أسطوانات بسعة 1756 سي سي، يستطيع ان يولد قوة قدرها 118 حصانًا، وتبلغ سرعتها القصوى إلى 158 كيلو متر / ساعة.
أما عن السيارة الثالثة، فهي السيارة الأشهر في الشارع المصري والتي لقبت بـ " أسطورة التاكسي " وهي السيارةPEUGEOT 504، حيث انتجتها الشركة الفرنسية بيجوPEUGEOT التي تأسست في العام 1810، ولكنها لم تكن تصنع السيارات في ذلك الحين بل كانت تشتهر بصناعة البن، ثم تحولت بعد ذلك لصناعة السيارات لتنتج لنا هذه الأسطورة التي لم تختفي و مازالت تنافس بقوة منذ بداية طرحها في السوق في العام 1968 وحتى وقتنا هذا.
طرحت الشركة الفرنسية الطرازPEUGEOT 504، بعدن نسخ منها السيدان ذات الأربعة أبواب الشهيرة، ومنها الكلاسيكية الشبابية ذات المفهوم ثنائي الأبواب " كوبيه "، ومنها السيارة الشهيرة بين سيارات الأجرة المصرية الـSTATION التي تتسع لسبعة ركاب، واتسمت السيارةPEUGEOT 504، باختلاف نسخها برحابتها وكبر مساحتها الداخلية الكبيرة.
وكانت قد استمدت السيارةPEUGEOT 504، قوتها من محرك مكون من 4 أسطوانات، يستطيع أن يولد قوة قدرها 144 حصانًا، وتميزت بارتفاعها الملحوظ عن سطح الأرض لتفادي الاصطدام بالمطبات المرتفعة، و وهذا ما يجعل منها سيارة اعتمادية في المقام الأول .
جدير بالذكر أن فيلم أنا لا اكذب ولكني اتجمل بطولة كلًا من " أحمد زكي، صلاح ذو الفقار، زهرة العلا، مها أبو عوف، آثار الحكيم، أحمد خميس، احمد الجزيري، ناهد سمير، فتحية شاهين، فاروق يوسف، محمد شوقي " ومن تأليف إحسان عبد القدوس، و سيناريو وحوار ممدوح الليثي، و إخراج إبراهيم الشقنقيري و محمود الصيفي كمساعد مخرج أول، وتم عرض هذا الفيلم لأول مرة في 1 يناير من العام 1981.