يعيش لبنان أياما حزينة ويواجه مصيرا غامضا، وفي كل يوم تضاف إلى أزمات البلد الشقيق أزمة جديدة يكون البطل فيها رجال السياسة الذين يرفعون شعار المصلحة قبل الوطن، ويكون المواطن اللبناني دائما الضحية.
وتتواصل الأزمات والمشاكل في لبنان خاصة أزمة تشكيل الحكومة التي مر عليها ما يقارب العام دون التوصل إلى اتفاق رغم كل المساعي التي يقوم بها الوسطاء والمجتمع الدولي والدول الشقيقة وفي مقدمتها مصر لإخراج لبنان وأهله من كبوتهم.
أحدث أزمات لبنان تمثلت في اعتذار رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، عن تشكيل الحكومة، بعد تقدمه بمقترح وزاري مكون من 24 وزيرا إلى الرئيس ميشال عون، الذي رفض مقترح الحريري.
تعنت الرئيس اللبناني
وفي هذا الصدد أكدت جيلان جبر، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن هناك تعنتا كبيرا في الخفاء من الرئيس اللبناني ميشال عون وحزب الله ضد مقترح سعد الحريري.
ولفتت «جبر» في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن التعنت كان في شكل الحكومة، والتي من المفترض أن تكون حكومة تكنوقراط، بمعنى أنها حكومة متخصصة تحظى بخبرة وصورة جيدة أمام المجتمع الدولي، ويستطيع المشاركون بها أن يطالبوا قروضا من البنك الدولي لدعم لبنان ومساعدته لتخطي أزمته الاقتصادية.
وأكملت «جبر»: «الأزمة السياسية هي التي تغلبت في النهاية، وأصبح هناك تعطيل في تشكيل الحكومة لأكثر من 9 أشهر»، معقبة «نتيجة للتعنت الواقع شعر سعد الحريري باليأس، والذي سعى لتشكيل حكومة تحظى بثقة وقبول المجتمع الدولي، ولا تدخل فيها لإيران وحزب الله».
شروط المجتمع الدولي
وأشارت إلى أن «المجتمع الدولي والبنك الدولي يشترطان على لبنان إصلاحات سياسية واقتصادية كثيرة، وكذلك تشكيل حكومة لا تحمل وجوها سياسية معروفة، ولا يكون بها أشخاص من حزب الله للموافقة على منح لبنان قرضا لدعم الاقتصاد».
شغب واحتجاجات في لبنان
وتابعت «جبر»، أن «أول تصريح من جانب سعد الحريري بعد فشل مقترح تشكيل الحكومة أعلن فيه انسحابه، وعليه اندلعت تظاهرات وقطع للطرق في لبنان واحتجاجات رافضة لاعتذار سعد الحريري، لأنه كان الأمل لكثير من اللبنانيين؛ كونه وجها عربيا ودوليا يضمن هوية لبنان وعروبته في وجه التدخل الإيراني القوي».
حكومة ترضي إيران وحزب الله
وعن طلبات الرئيس ميشال عون لتشكيل الحكومة في لبنان، وقالت «جبر»، إن «الرئيس ميشال عون يريد حكومة ترضي إيران وحزب الله، لأنهما من أتيا به إلى كرسي الرئاسة وليس الشعب اللبناني، وكان ذلك بتعطيل الانتخابات الرئاسية لمدة عامين ونصف العام؛ لإجبار البرلمان اللبناني على انتخاب الرئيس ميشال عون».
انهيار في لبنان
ولفتت «جبر»: «منذ أن أتى الرئيس ميشال عون وهناك انهيار في جميع القطاعات في لبنان، ومع أقتراب سنوية انفجار مرفأ بيروت لم يحاسب المتسببون في هذه الانفجار حتى الآن، كذلك هناك انهيار في المجتمع اللبناني؛ لأن الطبقة المتوسطة لم تعد قادرة أن شراء رغيف الخبز».
وأكدت «جبر»: «هناك انهيار كامل لهذه الدولة وتلاشي لمعالمها، واستعمار واحتلال واضح من إيران لكل مفاصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها».
اغتيالات متوقعة
واختتمت المحللة السياسية: «من الممكن أن تكون هناك اغتيالات لشخصيات لبنانية عديدة، وسيكون هناك خلل أمني كبير في لبنان».
اعتذار الحريري
واعتذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، الخميس، عن تشكيل الحكومة اللبنانية، وذلك بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون.
وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائه عون، قال الحريري في كلمة مقتضبة إنه لم يتوصل إلى اتفاق مع الرئيس، قائلا: «من الواضح أننا لن نتمكن من التوصل إلى اتفاق».
وأضاف: «الله يكون في عون البلد».
وقال الحريري، بعد اجتماعه بالرئيس اللبناني في قصر بعبدا: «خلال كلامي مع الرئيس، كانت هناك تعديلات طلبها، اعتبرتها أنا تغييرات جوهرية في التشكيلة».
وأضاف: «وأيضا تناقشنا بالأمور التي لها دخل بالثقة، وتسمية الآخرين والمسيحيين، وغيرهم. واضح أن الموقف لم يتغير، وواضح أننا لن نتفق مع فخامة الرئيس».
وأكد الحريري: «طرحت على الرئيس اللبناني أن يحظى بوقت أطول للتفكير، لكنه قال إننا لن نستطيع التوافق، لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة».
الله يعين البلد
واختتم حديثه المقتضب أمام الإعلاميين بجملة «والله يعين البلد»، مؤكدا بعدها أن «الحديث سيكون بشكل مطول لاحقا حول الموضوع».
وكان الحريري، قد تقدم بتشكيلة حكومية من 24 وزيرا، الأربعاء، وقال إنه «ينتظر جوابا من الرئيس اللبناني بحلول اليوم الخميس».
وأضاف الحريري، الأربعاء: «قدمت للرئيس عون حكومة من 24 وزيرا من الاختصاصيين حسب المبادرة الفرنسية وحسب مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبالنسبة لي هذه الحكومة قادرة على أن تقوم بالبلد وتبدأ بالعمل على وقف الانهيار».