قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

عن البريكست والغطرسة وإنسان النياندرتال..لماذا لم يشجع أحد إنجلترا في أوروبا؟

أسكتلنديون يشجعون إيطاليا في نهائي اليورو
أسكتلنديون يشجعون إيطاليا في نهائي اليورو
×

شهدت المباراة النهائية في بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2020" بين منتخبي إنجلترا وإيطاليا، دعماً واسعا وواضحاً للأخير ما أشار إلى وجود علاقة ما بين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" وأنه كان له انعكاسه على كرة القدم، كحال الخلافات السياسية دائما مع اللعبة الشعبية الأولى.

قالت صحيفة "اكسبريس" البريطانية، إن صحف ألمانيا وفرنسا وإيطاليا أثارت قضية البريكست وربطت بينه وبين رغبة المشجين في أوروبا في فوز إيطاليا باللقب.

ظلال البريكست تخيم على نهائي اليورو

وقالت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية إن لاتحاد الأوروبي يريد أن يفوز الطليان على حساب خروج المملكة المتحدة من التكتل. وأشارت الصحيفة إلى أن رؤساء المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي كانوا من بين المشجعين الكبار في بروكسل الذين كانوا يهتفون للإيطاليين.

وأضافت الصحيفة أنه قبل حتى انطلاق المباراة فإن "أوروبا تهتف لإيطاليا".



ونشرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية تقريرًا يشير إلى أن 69 في المائة من المشجعين الفرنسيين سيدعمون إيطاليا.

وخسرت إنجلترا اللقب لصالح إيطاليا بضربات الجزاء على أرضها بملعب "ويمبلي" في العاصمة لندن.

ولم تتعاطف الصحف الأوروبية مع الإنجليز، من بينها صحيفتي "بيلد" و"تابلويد" الألمانيتين. وجاء العنوان الرئيسي على صفحة "تابلويد" كالتالي:"ضربات جزاء! إنجلترا! مرة أخرى لا شئ!".

لماذا قاتل الطليان أمام الإنجليز أكثر من غيرهم؟

وبعد انتهاء المباراة بدقيقة واحدة، كتب كارلو كوتاريلي ، الاقتصادي الإيطالي البارز الذي يُشار إليه أحيانًا كرئيس وزراء محتمل، تغريدة من كلمة واحدة "بريكست!!!!!".

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن كوتاريلي لم يكن وحده، وانضم إليه العديد من الشركاء من أعضاء البرلمان الأوروبي وقادة القارة، الذين ربطوا بين فشل إنجلترا في نهائي يورو 2020 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

واَضافت أنه كان من المحتم أن يتم تسوية النتائج السياسية للبريكست في المباراة وإسقاطها عليها. كانت إيطاليا عضوًا مؤسسًا في الاتحاد الأوروبي ويقودها حاليًا رجل دولة غالبًا ما يُنسب إليه الفضل في إنقاذها. إنجلترا جزء من الدولة التي راهنت باستقرارها ومستقبلها بمغادرة الاتحاد الأوروبي، العام الماضي.

وشوهد نجم الدفاع الإيطالي ليوناردو بونوتشي وهو يسخر من المشجعين الإنجليز الغاضبين، واثفاً إياهم بالضعفاء الذي يحتاجون إلى "تناول المزيد من المعكرونة".

وفي اليوم التالي للمباراة، امتلاءت واسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما الإيطالية، بالصور الساخرة "الميمز" والتي قالت إن "البريكست اكتمل" ساخرين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وخسارة إنجلترا لنهائي بطولة أوروبا.

كل جيرانك باعوكِ يا إنجلترا!

لم يقتصر الأمر على الدول الأوروبية التي كانت بالضرورة تعارض مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، بل شجعت دول المملكة المتحدة إيطاليا بدلا من إنجلترا في النهائي، على الرغم من اجتماعهم معا تحت راية العلم البريطاني.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" إن الجروح القديمة والانقساات السياسية الحديثة وغطرسة إنجلترا تجاه جيرانها في المملكة المتحدة مثل أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، جعلتهم متحمسين بقوة لتشجيع إيطاليا.

وأضافت أنه بينما اشتعلت الأجواء فرحاً قي المدن والبلدات في جميع أنحاء إنجلترا بعد هدف إنجلترا المبكر يوم الأربعاء إلى أول نهائي كبير لها منذ عام 1966، كان مشجعو كرة القدم في ويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية أقل حماسًا.

وقال الصحفي الكروي، توم ويليامز، لوكالة "فرانس برس" إن:"مطالبة مشجعي ويلز بدعم إنجلترا يشبه مطالبة مشجعي إيفرتون بدعم مشجعي ليفربول أو توتنهام لدعم آرسنال" وهي أندية بينها منافسة شرسة تصل حد العداء في الدوري الإنجليزي. وأضاف:"'من الناحية الرياضية، إنجلترا هي المنافس اللدود لويلز. نعم، إنهم فريق محبوب، مع مدير محبوب. لكن لا يمكنك دعم منافسيك".

وتابعت الوكالة أنه غالبًا ما يحدد معجبو الدول الأصغر في المملكة المتحدة أسبابًا مماثلة لمشاعرهم المعادية لإنجلترا. وقالت صحفية "ويلز أونلاين" إن ويلز "عانت قرونا من الاضطهاد على يد إنجلترا، وحكومة (رئيس الوزراء) بوريس جونسون تتعامل مع الأمة على أنها درجة ثانية. ولا تنسوا بني إنسان النياندرتال الذين يمزقون الحانات والساحات أينما ذهبوا.إنها غطرسة واستحقاق إنجلترا أيضًا".

وبعد نهاية المباراة أثار المشجعون الإنجليز المتعصبون استهجاناً عالمياً بسبب اعتدائهم على مشجعي إيطاليا وتشويه الشوارع وتوجه إهانات عنصرية للاعبي المنتخب الإنجليزي على الجدران وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

يجادل مشجعو إنجلترا بأن المشجعين الآخرين يحكمون عليهم من خلال مؤيديهم الأسوأ تصرفًا ومعظم العناصر الشوفينية في وسائل الإعلام، ويتم وصفهم بأنهم متعجرفون لمحاولتهم تعزيز الثقة بالنفس في فرقهم.


قبل المباراة ، قال نايجل فراج ، مهندس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إنه لا يقدر تفضيل السيدة فون دير العلني لإيطاليا.

وقال فراج إنه لا يريد استدعاء البريكست وربطه بالمباراة، "صدقوني لن يساعد، لأن أورسولا فون دير لاين وغيرها من المفوضين الأوروبيين يوضحون تمامًا أنهم يريدون فوز إيطاليا".

وواصل:"يخبروننا أن أوروبا بأسرها تريد فوز إيطاليا'. 'لا يمكنهم تحمل فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونجاح بريطانيا".