EN
يعاني لبنان من أزمة سياسية بسبب عدم اتفاق الاطراف اللبنانية على تشكيل حكومة جديد منذ تقديم حكومة حسان دياب استقالتها على خلفية انفجار مرفأ أغطسطس الماضي.
وكلف الرئيس اللبناني ميشيل عون، سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل مما أحدث فراغا في صناعة القرار اللبناني متسببا في العديد من الأزمات والمشاكل في كافة القطاعات الاقتصادية والصحية.
الأزمة الاقتصادية
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية طاحنة، هي الأسوأ منذ خمسينيات القرن التاسع العشر كما وصفها صندوق النقد الدولي، ولعل تلك الأزمة بدأت تصل ذروتها منذ انفجار مرفأ بيروت منذ أغسطس عام 2020، والذي هز لبنان كلها وتسبب في مقتل 204، وإصابة 6500 آخرين وخسائر مادية قدرها محافظ بيروت بـ 15 مليار دولار أمريكي، مما دفع حكومة حسان دياب للاستقالة.
أزمة الوقود والطاقة
وبالتوازي مع كل المشاكل الاقتصادية وانهيار العملية اللبنانية ، تعاني الأسر اللبنانية من أزمة طاحنة في الطاقة الكهربائية، ودفعتهم للاشتراكات في المولدات الاحتياطية الخاصة، والتي يتم إغلاقها يوميا للحفاظ على الوقود الشحيح ومحركات المولدات الغير مصممة لتكون مصدر رئيسي للطاقة.
زيارة خاطفة
وكان من المقرر أن يقدم الرئيس المكلف سعد الحريري ورقة تشكيل الحكومة للرئيس اللبناني ميشيل عون أمس، ولكنه قرر عدم تقديم ورقة الحكومة الجديدة ليتوجه إلى مصر في زيارة خاطفة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لبحث سبل حل الأزمة السياسية اللبنانية القائمة، خاصة وأن القاهرة بسياستها وقوتها الناعمة تستطيع التواصل مع جميع الأطراف والوصول إلى تسوية سياسية بما يخدم مصالح الشعب اللبناني الشقيق.
لقاء الرئيس السيسي وسعد الحريري
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعم مصر للمسار السياسي اللبناني، ودعا الأطراف اللبنانية للتكاتف لتسوية الخلافات بينهم، موضحا ان المسار السياسي الذي وضعه االرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة.
ودعا الرئيس السيسي خلال لقاء بالرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي يزور القاهرة اليوم، لتكاتف مساعي جميع الأطراف لتسوية الخلافات وإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.
من جانبه أشاد سعد الحريري، بجهود مصر الصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستويين السياسي والاقتصادي، معربا عن تقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بلبنا والمنطقة العربية ككل.
ملف الحكومة والدبلوماسية الناعمة
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم، إن الملف الأساسي الذي كان محل نقاش بين الرئيس السيسي والحريري هو ملف الحكومة، وذلك لان مصر يمكنها الدفع في تسوية هذا الملف من خلال الدبلوماسية الناعمة التى تتبعها في غدارة ملفات الشرق الاوسط، وذلك لأن القاهرة يمكنها التواصل مع جميع الفرقاء في لبنان، وبالتالي التوسط بين الأطراف اللبنانية والدفع في تشكيل الحكومة.
التجربة المصرية الرائدة
وأوضح عاكوم خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الجانب المصري يمكنه دفع العملية السياسية التى ستكون حكومة مستقلة، مشيرا إلى أن القاهرة يمكنها تقديم الكثير للبنان من خلال الإستفادة من التجربة المصرية في النهوض والتنمية ونجاحها خلال السنوات الماضية.
وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن التجربة المصرية في التنمية والنهوض هي تجربة رائدة فقد نجحت مصر من النهوض من حالة دولة على وشك الانهيار، لحالة الدولة الأقوى في الشرق الأوسط ومستقلة ماديا ولديها المشاريع والإنتاج.
الفرصة الأخيرة
وأضاف ان الحريري طالب من قبل في لبنان بالإستعانة بالتجربة المصرية في التنمية الاقتصادية وقطاع الكهرباء على الصعيد المالي والإقتصادي، لكن العرافيل وضعت أمامه خاصة من فريق جبران باسيل لأنه في حال تنفيذ تلك التجربة سيكون هو بعيدا عن تحقيق المكاسب المالية الشخصية.
وأكد عاكوم، أن زيارة سعد الحريري ولقاءه بالرئيس السيسي هي المحاولة الأخيرة للعبور بلبنان لبر الأمان، وإبعاد الاطراف الإقليمية وحزب الله وجبران باسيل عن الصورة وتشكيل حكومة مستقلة تنهض بلبنان وتعمل على تطبيق التجربة المصرية في التنمية والنهوض.
