في احتجاج واضح من قبل إيران، قامت السلطات الإيرانية بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي، بالاحتجاج على مشاركة رئيس الوزراء السلوفيني يانيس يانشا في مؤتمر منظمة مجاهدي خلق المعارضة، معتبرة أن الاتهامات التي وجهها إلى طهران في مجال حقوق الإنسان "لا أساس لها"، وفق ما أفادت وزارة الخارجية.
وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان استدعاء السفيرة السلوفينية في طهران "كريستينا رادي" احتجاجا على التصرف غير المقبول والخارج عن الأعراف الدبلوماسية لينشأ من خلاله مشاركته "في اجتماع للمنافقين في إشارة لـ "مجاهدي خلق" عبر الانترنت".
فما هي منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني، والتى تصنفها إيران منظمة إرهابية؟
تعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تأسست عام 1965، من أكثر الحركات السياسية المثيرة للجدل، بسبب حالة التأرجح في المواقف السياسية بين المجموعات والأحزاب داخل إيران وخارجها.
وتأسست منظمة مجاهدي خلق على يد محمد حنيف نجاد وزميليه سعيد محسن وعلي أصغر بديع زاد جان، كمنظمة إسلامية ثورية وطنية وديمقراطية.
وتخرج المؤسسون الثلاثة من كلية الهندسة بجامعة طهران، ومنذ عصر الدكتور محمد مصدق، كانوا من بين نشطاء الحركة الديمقراطية، وبعد ذلك أصبحوا أعضاء في تنظيم حركة الحرية.
وكان هدفهم تشكيل منظمة بديلة لنظام الشاه قائمة على حكومة شعبية ديمقراطية، ولتحقيق هذا الهدف، وضع المؤسسون والأعضاء الجدد دراسة المدارس المختلفة في جدول أعمالهم وشرعوا في دراسة تاريخ إيران؛ الأمر الذي أدى إلى تمكين هذه المنظمة بالمراقبة والوعي الكامل من تحليل المدارس الأخرى وأن تقدم ايديولوجيتها القائمة على الإسلام كمدرسة قادرة على حل مشاكل إيران.
التحولات الايدلوجية للمنظمة
تأرجحت منظمة مجاهدي خلق ما بين الأيديولوجية الإسلامية مروراً بالماركسية وعودتها في الستينيات إلى النضال ضد الإمبريالية وتنفيذ اغتيالات قبل الثورة بحق الأميركيين في إيران، ومن ثم التعاون مع المسؤولين معهم في العقود الثلاثة الماضية، وانتهاج الكفاح المسلح من الستينيات حتى الثمانينيات، إلى ترك السلاح منذ عقدين والتحول إلى الحملات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، والانتقال من الصراع داخل النظام في الأيام الأولى للجمهورية الإسلامية إلى البقاء مع صدام حسين في الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988)، ما جعل المنظمة تقدم مثالاً نادراً ورائعاً في التحول.
قوة المنظمة في الأوساط السياسية الإيرانية
تعتبر منظمة "مجاهدي خلق" من أكبر، إن لم تكن أكبر، الجهات المعارضة للنظام الإيراني، فهى تعتبر الأكثر نظاماً بين جماعات المعارضة الإيرانية، بل على رأس الجماعات المعارضة من حيث الحصول على الموارد.
وفي حال ما إنهار النظام الإيراني تمتلك المنظمة القدرة على الاستيلاء على الحكم عن طريق إرسال آلاف المقاتلين التابعين لها لتأمين وصولهم إلى السلطة، ما يجعل باقي الأحزاب والجهات المعارضة في إيران في موقف ضعف وعدم قدرة على مواجهة هذه المنظمة المعارضة.
أما من حيث المنابر الإعلامية، فـ لدى مجاهدي خلق وسائل إعلامية ودعائية أكثر من المجموعات السياسية الأخرى خارج إيران.
العلاقات الدولية للمنظمة
تستغل المنظمة خصومة العديد من الدول الغربية مع السلطة الإيرانية وتقوم بإنشاء علاقات معهم، عن طريق إستغلال الملف النووي وفضح بعض مواقع التخصيب النووي الإيراني، هذا ما جعل للمنظمة رصيدا سياسيا لدى الدول الغربية.
كما نجحت المنظمة في شطب اسمها من قائمة الجماعات الإرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومهدت الطريق لأنشطتها المستمرة، إذ لا تتمتع أي منظمة أو جماعة سياسية إيرانية في الخارج بعلاقات مع الحكومات الغربية كما هو حال مجاهدي خلق.
وبقدر ما تضغط الجمهورية الإسلامية على الحزب الديمقراطي الأميركي ووسائل الإعلام التابعة له، فإن المنظمة لديها علاقات قوية بالحزب الجمهوري الأميركي ووسائل الإعلام المقربة منه، عدا أن لها حلفاء بين قادة الحزب الديمقراطي، وهي واحدة من مجموعات المعارضة القليلة التي تعي الدور الرئيس للسياسة الخارجية الأميركية في التطورات الداخلية لإيران وقد سعت إلى اكتساب أدوات التأثير فيها.