يعيش العالم منذ عامين في كابوس اسمه كورونا "كوفيد-19" يهدد حياة سكان الأرض، ومع اكتشاف العالم العقار المضاد لهذا الفيروس واستبشر العالم خيرا، إلا أن الفيروس كان له رأيا آخر وأصبح يتحور إلى أشكال مختلفة وفي مناطق مختلفة من العالم.
وتختلف الأعراض الناتجة عن هذه السلالات المتحورة، وعظم هذه الأعراض لها تأثير ضعيف وتنتهي مع الوقت، ولكن من وقت لآخر يكون الفيروس أكثر حظا عن طريق التحور بطريقة تساعده على البقاء والانتشار.
وقررت منظمة الصحة العالمية تسمية تلك السلالات الجديدة من فيروس كورونا بالأحرف الأبجدية اليونانية لتجنب ربطها بالبلدان التي تم التعرف عليها فيها لأول مرة.
وفي هذا التقرير يستعرض "صدى البلد" أهم السلالات الجديدة التى ظهرت من فيروس كورونا والتى تمثل تهديدا خطيرا لحياة البشر..
سلالة دلتا
يعد فيروس دلتا من أخطر السلالات التى تحورت من فيروس كورونا والتي ثبت أنها تمثل تهديدا أكبر على الصحة العامة مقارنة بالسلالات السابقة.
معدل العدوى بهذه السلالة أعلى بحوالي 60 في المئة من معدل عدوى بسلالة ألفا، والتي لديها بالفعل معدل عدوى أعلى بنسبة 50 في المئة مقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا.
وتسببت سلالة دلتا بالفعل في موجة ثانية قاتلة من الإصابات في الهند في شهري أبريل ومايو الماضيين، كما إنها أصبحت أيضا السلالة المهيمنة في بريطانيا.
وتم رصد هذه السلالة في أكثر من 90 دولة حول العالم، مع تأكد تفشيها في الولايات المتحدة والصين وإفريقيا والدول الاسكندنافية ومنطقة المحيط الهادئ.
وتظهر بيانات بريطانية أن الأشخاص المصابين بسلالة دلتا ولم يتلقوا اللقاح أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بمرتين من أولئك الذين أصيبوا بسلالة ألفا.
كما أظهرت الدراسات أيضا أن سلالة دلتا مرتبطة بأعراض مختلفة مقارنة بالسلالات السابقة لفيروس كورونا وأعراض "كوفيد-19" الكلاسيكية المقرة من قبل خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا وهي السعال المستمر والحمى وفقدان حاسة الشم أو التذوق.
ويقول البروفيسور تيم سبيكتور، الذي يدرس أعراض كوفيد من خلال تطبيق زوي كوفيد، نقلا عن موقع BBC، إنه على الرغم من أن الحمى لا تزال شائعة جدا في سلالة دلتا، إلا أن فقدان حاسة الشم لم يعد من بين أبرز عشرة أعراض لها.
ويعد الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف من أكثر الأعراض المرتبطة بالعدوى بهذه السلالة في بريطانيا.
ويوضح البروفيسور سبيكتور أن ذلك يجعل الفيروس يبدو وكأنه "نزلة برد شديدة" بالنسبة للشباب مما يزيد من خطر حملهم للفيروس دون أن يدركوا ليواصلوا نقل العدوى لأشخاص آخرين.
سلالتي دلتا بلس
أدرجت الهند في 23 يونيو الماضي تحور دلتا بلس، وهو من أشكال سلالة دلتا الحالية، من بين السلالات المثيرة للقلق.
وقد تم وصفها لأول مرة من قبل هيئة الصحة العامة في إنجلترا بأنها مماثلة لدلتا ولكن مع طفرة إضافية "كي 417 إن" في البروتين الذي يمكن الفيروس من ربط نفسه بالخلايا المصابة.
وتم العثور على دلتا بلس في 9 دول أخرى هي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والبرتغال وسويسرا واليابان وبولندا ونيبال وروسيا والصين.
وتقول وزارة الصحة الهندية إن سلالة دلتا بلس تنتشر بسهولة أكبر، وترتبط بسهولة أكبر بخلايا الرئة، ويحتمل أن تكون مقاومة لنوع من العلاج يسمى العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة.
لكن علماء الفيروسات البارزين يقولون إنه لا توجد بيانات كافية لدعم هذه الاستنتاجات ولم تصنفها منظمة الصحة العالمية على أنها مصدر قلق أو اهتمام.
سلالة لامدا
ارتبطت هذه السلالة بحالات كوفيد في العديد من البلدان لا سيما في أمريكا الجنوبية ومنطقة الأنديز "بيرو وتشيلي والأرجنتين والإكوادور".
وتم العثور على هذه السلالة في 29 دولة، وفقا للمبادرة العالمية لمشاركة بيانات أنفلونزا الطيور التي تتبادل أيضا البيانات حول فيروس كورونا.
وتعتبر هذه السلالة أكثر قابلية للعدوى والانتشار بين البشر، وتتسبب هذه السلالة في مشاكل في الأمعاء.
سلالات أخرى
ومن السلالات الأخرى التى ظهرت وأهتم بها الخبراء من منظمة الصحة العالمية نظرا لخطورتها هي سلالة "ألفا" التي تم العثور عليها لأول مرة في بريطانيا، و"بيتا" التي اكتشفت في جنوب إفريقيا، و"غاما" في البرازيل.