"ملك الإفيهات الأسمر" هو اللقب الذي عرف به الفنان الراحل علي الكسار، صاحب الإفيهات الكوميدية التي جعلته يتفوق على غيره من أبناء جيله، ذلك الرجل الذي عاش حياة الملوك بسبب حصوله على واحد من أعلى الأجور في السينما المصرية ومنافسًا لكبار نجوم الوطن العربي أبرزهم نجيب الريحاني، ويحل اليوم ذكرى ميلاده.
قصة حياة علي الكسار
ولد الفنان علي الكسار في الثالث عشر من شهر يوليو وذلك في عام 1887 وبرجه الفلكي هو برج السرطان، هو ابن حي السيدة زينب بمدينة القاهرة واسمه الحقيقي هو خليل سالم إبراهيم ولكنه اتخذ من اسم جده لوالدته اسمه الفني الذي اشتهر به فقد كانت والدته تدعى زينب علي الكسار.
عمل في بداية حياته في مهنة السروجي وهي مهنة والده، ولكنه لم يستطع أن يستمر بها فعمل في مجال الطهي مع خاله وأثناء تلك الفترة اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم، وكانت بداية ظهوره على الشاشة من خلال فيلم قصير عام 1920، كون أول فرقة مسرحية في شارع عماد الدين وأطلق على نفسه لقب البربري المصري ومن هنا كانت شهرته الواسعة، تزوج الفنان علي الكسار من خارج الوسط الفني ورزق بأربعة أبناء هم نصر، حسن، عائشة، زينب، ولكنه توفي في 15 يناير عام 1957 وذلك عن عمر يناهز 70 عام.
البداية الفنية لـ علي الكسار
بدأ علي الكسار الكوميديان المعروف مسيرته الفنية في بداية فترة التسعينات وذلك عندما عمل في فرقة دار التمثيل الزينبي” وذلك في عام 1907، ثم انضم إلى فرقة جورج أبيض وهناك تعرف على أمين صدقي وقام معه بتكوين فرقة تمثيل وذلك في عام 1916، أطلق على الفرقة اسم علي الكسار ومصطفى أمين، رغم أنه لم يدرس المسرح والسينما إلا أنه أصبح واحد من رواد المسرح الكوميدي في مصر.
ابتدع شخصية عثمان عبد الباسط والتي نافس بها شخصية كشكش بيه التي قدمها نجيب الريحاني، حقق الفنان علي الكسار نجاحاً كبيراً وخاصةً عندما اتجه إلى السينما، قدم العديد من العروض المسرحية ولكن السينما كانت خطوة كبيرة في حياته زادته شهرة وشعبية كبيرة، اشتهر كثيراً من خلال فيلم “سلفني 3 جنيه” والذي تم عرضه في عام 1939، وتوالت أعماله الفنية والتي كان آخرها فيلم “أنا وأمي” والذي تم عرضه في عام 1957 ولم يقدم من بعده أعمالاً أخرى حتى وفاته في نفس العام.
علي الكسار وشخصية عثمان عبد الباسط
اشتهر الفنان الراحل علي الكسار بتقديم شخصية عثمان عبد الباسط والتي حققت نجاحاً كبيراً، وفي أحد اللقاءات معه تحدث عن اختياره وتعلقه بها فقال: “كنا عملنا رواية في شارع عماد الدين اسمها “حسن أبو علي سرق المعزة”، والتي نالت استحساناً كبيراً، وأنا اخترت هذه الشخصية لهذه الرواية عشان واحد راح يشم النسيم في عزبته وواخد معاه الخدام بتاعه، ففكرت أعمل شخصية البربري اللطيفة ونالت استحسان الجمهور وبقى الجمهور يتحاكى بألفاظها، فلما شفت إنها عجبت الجمهور مسكت فيها على طول، وربنا أخد بيدي واستمريت فيها للنهاية”.
وفاة علي الكسار
قدم الفنان المصري الراحل علي الكسار أكثر من 40 فيلم خلال مسيرته الفنية، كما أنه قدم العديد من العروض المسرحية، ولكن مع بزوغ نجم الفنان إسماعيل ياسين وغيره في تلك الفترة بدأ المنتجين يتهافتون عليهم وبدأ عصر علي الكسار يتراجع، تراكمت عليه الديون وأصبح يقبل الأدوار الهامشية مثل الذي قدمه في فيلم “آخر كدبة” مع فريد الأطرش وسامية جمال وذلك ليسد حاجته من المال.
بدأت مكانته تتراجع وأصيب ببعض الآلام النفسية والجسدية مما أدى به إلى تغيير محل إقامته من بيت كبير إلى غرفة صغيرة مشتركة مع أحد الأصدقاء، وتم نقله إلى مستشفى القصر العيني بالقاهرة بعد إصابته بمرض سرطان البروستاتا وذلك بعد أن قدم فيلمه الأخير “أنا وأمي” في عام 1957، رحل عن عالمنا في الخامس عشر من شهر يناير عام 1957 عن عمر يناهز 70 عام قدم فيها العديد من الأعمال الكوميدية والتي أضحك بها الملايين.
من أشهر أعماله فى السينما
( ألف ليلة وليلة ومحطة الأنس وغفير الدرك وعلي بابا والأربعين حرامي ونور الدين والبحارة الثلاثة وسلفنى ثلاثة جنيه وعلى أد لحافك وعثمان وعلى ورصاصة فى القلب والساعة 7 ) وغيرها من الأعمال الرائعة.