- توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد الصيني خلال النصف الثاني من العام الجاري
- وباء كورونا يهدد التعافي الهش للاقتصاد العالمي
- قلق من تأثير متحورات كورونا على انتعاش الاقتصاد
يعد تباطؤ الانتعاش الاقتصادي في الصين جراء جائحة كورونا "كوفيد-19" بمثابة تحذيرا إلى دول العالم حول مدى استدامة التعافي الاقتصادي.
نهاية الأسبوع الماضي، خفض البنك المركزي الصيني مستوى النقد الذي يجب أن تحتفظ به معظم البنوك في الاحتياطي من أجل تعزيز الإقراض.
وبينما يقول بنك الشعب الصيني (PBOC) إن هذه الخطوة ليست دفعة تحفيزية متجددة، فإن اتساع نطاق خفض متطلبات الاحتياطي للبنوك كان مفاجأة.
شهدت البورصات الصينية بما في ذلك مؤشر CSI300 ومؤشر هانج سنج ارتفاعا في بداية هذا الأسبوع، بعد إعلان بنك الشعب الصيني بأنه من المقرر خفض معدل الاحتياطي الإلزامي للبنوك التجارية الكبرى بمقدار 0.5 نقطة مئوية
وقررت الصين إطلاق والي تريليون يوان من السيولة طويلة الأجل لدعم الانتعاش الاقتصادي بعد جائحة كورونا، ويدخل هذا القرار والذي يعد الأول من نوعه منذ أبريل 2020 حيز التنفيذ في الـ15 من يوليو الجاري.
وبحسب وكالة "رويترز" يهدف قرار بنك الشعب الصيني لزيادة حجم السيولة النقدية المتاحة للإقراض لدى البنوك ودعم النمو الاقتصادي في البلاد.
وكانت البنوك الصينية قدمت قروضا خلال يونيو الماضي بنحو تريليوني يوان أي أعلى من التوقعات التي كانت تقدر بـ1.8 تريليون يوان.
تراجع نمو الاقتصاد الصيني
من المتوقع أن تظهر البيانات الرسمية تراجع النمو الصيني في الربع الثاني إلى 8% من مكاسب قياسية بلغت 18.3% في الربع الأول، وفقًا لاستطلاع خبراء أجرته وكالة "بلومبيرج".
وأشارت التوقعات إلى تراجع الاقتصاد الصيني من الارتفاعات التي بلغها أثناء انتعاشه الأولي، لكن الاقتصاديين يقولون إن التراجع جاء في وقت أقرب مما كان متوقعًا، ويمكن أن يطال مفعول الدومينو جميع أنحاء العالم.
يقول روب سوبارامان، رئيس أبحاث الأسواق العالمية في Nomura Holdings: "ليس هناك شك في أن تأثير تباطؤ الصين على الاقتصاد العالمي سيكون أكبر مما كان عليه قبل خمس سنوات".
وتابع "يمكن أن تؤثر موجة كوفيد-19 أيضا على توقعات السوق وإذا كان انتعاش اقتصاد الصين يخفت الآن، فسوف يتبعه الآخرون قريبا".
ونقلت وسائل إعلام صينية عن العديد من المحللين يوم الاثنين، قولهم إن النمو المحلي سيتباطأ في النصف الثاني بسبب التعافي العالمي غير المؤكد.
في السياق ذاته، أعرب وزراء مالية مجموعة العشرين عن قلقهم بشأن التهديدات التي قد تعرقل الانتعاش العالمي الهش، مؤكدين أن المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا والوتيرة غير المتكافئة للتطعيم قد تقوض التوقعات المشرقة للاقتصاد العالمي.
علاوة على ذلك، يعزز التعافي البطيء في الصين وجهة النظر القائلة بأن تضخم المصانع قد بلغ ذروته على الأرجح وأن أسعار السلع يمكن أن تنخفض أكثر.
فيما يتوقع تقرير أصدره بنك الشعب الصيني أن يتعافى الاقتصاد العالمي بمعدل أسرع في النصف الثاني من العام الجاري.
وتبدي الصين تفاؤلا بعودة تسارع نمو الاقتصاد العالمي، اعتبارا من النصف الثاني 2021، على الرغم من عودة تفشي وباء كورونا.
في المقابل، تقول وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن واشنطن "قلقة جدا" من تهديد متحورات فيروس كورونا لانتعاش الاقتصاد العالمي.
وأوضحت خلال تصريحات صحفية "نحن قلقون جدا بشأن المتحور دلتا ومتحورات أخرى قد تظهر وتهدد الانتعاش.. نحن في ظل اقتصاد عالمي مترابط، فما يحصل في أي جزء من العالم يؤثر على الدول الأخرى".
وأضافت تشكل المتحورات تهديدا للعالم بأسره، داعية إلى "العمل معا لتسريع عملية التلقيح وتحديد هدف تطعيم 70% من سكان العالم العام المقبل".