نشهد اليوم ظاهرة فلكية مميزة ونادرة الحدوث حين يقترن القمر وكوكبي الزهرة والمريخ فى مشهد يجذب أنظار جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال وقد كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية عن هذه الظواهر.
وأكد الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أن اقتران القمر وكوكبي الزهرة والمريخ يعد على غرار الاقتران الكبير بين كوكب المشتري وزحل في ديسمبر 2020 .
وصرح "تادرس" فى تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد" أن كوكب المريخ والزهرة سيكونا قريبين جدًا بحيث يمكن رؤيتهما من خلال تلسكوب في نفس الوقت، وأنه يمكن ملاحظة هذا المشهد (وجود هلال القمر بجوار كوكبي الزهرة والمريخ) بعد غروب الشمس مباشرة الى غروبهم في الساعة 8:30 مساءا تقريبا .
وأضاف بأن هذا الاقتران هو الأول من ثلاث حالات اقتران بين كوكب الزهرة والمريخ خلال ثمانية أشهر فقط، مع تكرار مشاهد مماثلة في كل من 12 فبراير و 12 مارس 2022 ، وهذا يجعله "اقتراناً ثلاثيًا" يستحق المتابعة.
وأوضح أن حالات الاقتران بحد ذاتها ليست نادرة ولكنها لا تتجمع في العادة بشكل ثلاثي حيث القمر ألمع الأجسام في سماء الليل، وقربة سيظهر كوكب الزهرة بلونه الفضي الساطع والمريخ بلونه الأحمر البرتقالي الخافت ما ستشكل صورة مثيرة للاهتمام في السماء.
وأشار إلى أن كوكب الزهرة سيكون هو الأسهل في اكتشافه كجسم مشابه للنجوم بشكل لا لبس فيه، فيما سيبدو المريخ أكثر خفوتًا، وقد لا تلاحظه في البداية بسبب وهج كوكب الزهرة.
ونوه استاذ الفلك، إلى أنه للتمكن من مشاهدة أى ظاهرة فلكية مثل اقترانات القمر مع النجوم والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية، فإن الأمر يتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
واستطرد أن أن ظاهرة اقتران القمر وكوكبي الزهرة والمريخ ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.
ويقصد "بالاقتران" هو اصطفاف جرمين سماويين أو أكثر على خط واحد في السماء، فإذا نظرنا نحو المشترى مثلاً وكان المريخ في نقطة في السماء تقع على نفس مستوى النظر فنرى كوكب المشترى مع المريخ في نفس النقطة تقريباً في السماء، أو في نفس البرج، فنقول عندئذ أن المريخ اقترن مع المشترى، بحسب ما ذكر في كتاب "مقدمة في علم الفلك الحديث"، للدكتور أحمد شمعون والفلكي عماد مجاهد.
- كوكب الزهرة كوكب الحب والجمال
يعتبر كوكب الزُهرة (Venus) سادس أكبر كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم والكتلة وقربه إلى الأرض، فقد بلغت كتلة كوكب الزهرة 4.867×1024 كغ، بينما يبلغ حجمه ما يقارب من 928,415 مليون كيلومتر، وتبلغ مساحة سطح كوكب الزهرة 460,234,317كم2، أما بالنسبة لكثافته فتساوي 5.243 غرام/سم3 تقريباً.
ويعد الزهرة الكوكب الثاني من حيث بعده عن الشمس حيث يبعد عنها حوالي 108 مليون كيلومتر، ويدور الكوكب في مدار أقرب إلى الشمس منه إلى الأرض وباتجاه مماثل لاتجاه عقارب الساعة لذا فإن رؤيته تكون ممكنة في فترة شروق الشمس أو أثناء فترة غروبها فقط، وفي حال أتيحت الفرصة لرؤية هذا الكوكب فإن جمالاً خاصاً سيظهر لكوكب يعد الأروع بين الأجرام الموجودة في السماء.
وقد عرفه القدامى من علماء الفلك بنجم الصباح ونجم المساء وذلك نظراً لتوقيت ظهوره، وقد كان لهذا الكوكب المميز أهمية بالغة في الأساطير والخيال وفن التنجيم عبر العصور والثقافات المختلفة، وقد جعلت تلك الأهمية الثقافية لكوكب الزهرة منه مصدر إلهام للعديد من الشعراء الكلاسيكيين أمثال هومر، و سافو، وأوفيد، والكثير من الشعراء الرومانسيين كويليام بليك، وروبرت فروست، وألفريد لورد تينيسونلا وغيرهم.
- كوكب المريخ رمز الوباء والموت
ويعد كوكب المريخ هو رابع الكواكب من حيث البعد عن الشمس، وتبلغ المسافة بينهما ما يقارب من 228 مليون كم، ويقع كوكب المريخ في المركز السابع بين كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم ويبلغ قطره 3400 كم تقريباً أي ما يعادل نصف قطر الأرض.
يظهر المريخ بلون أحمر، والسبب في ذلك وجود كميات كبيرة من الصدأ أو أكسيد الحديد في صخوره وتربته، ويشتهر المريخ الآن في أحيان كثيرة باسم الكوكب الأحمر
ويرتبط كوكب المريخ بالحرب، فقبل 3,000 عام كان البابليون في العراق يسمونها "نيرغال" تيمناً بإله الوباء والموت في ديانتهم.
وأشهر اسماء المريخ التى نعرفه به الآن هو "مارس" (باللاتينية: Mars) هو اقتباس لاسم إله الحرب في الأساطير الرومانية، وسمي لدى الإغريق القدماء "آريس"، وهو إله الحرب لديهم أيضاً.