نظمت لجنة العلاقات الثقافية بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، “ويبينار” بعنوان "المقام العراقى بين الأصالة والمعاصرة"، تحت إشراف الدكتور كرم ملاك عميد الكلية، والدكتورة شيرين عبد اللطيف وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث.
حاضر فى الويبينار سفير المقام العراقي الدكتور حسين الاعظمي وأدار اللقاء الدكتور عاطف عبد الحميد عميد كلية التربية الموسيقية الأسبق، وحضر الويبينار العديد من القامات الموسيقية الهامة من مصر ومختلف الدول العربية .
وأوضح الدكتور ماجد نجم رئيس الجامعة، دور الموسيقى الهام فى الارتقاء بالذوق العام لدى الشعوب وتنمية اثرها الايجابى فى المجتمعات ما من شأنه أن يثرى الروح والوجدان مضيفا أنه ومن هذا المنطلق النبيل والرفيع كان من الضرورة تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية للتعرف على الثقافات المختلفة وتبادل الخبرات وزيادة المعارف من خلال تجمع صناع الخطابات الثقافية في الوطن العربي وتبادل الحوار بما يعود بمردود له أثره التفاعلى على طلاب الكلية فى تحصيل العديد والمزيد من الثقافات المختلفة والمتنوعة والتعرف عليها.
وأكدت الدكتورة منى فؤاد عطية، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، حرص الجامعة على تحقيق التواصل والاتصال بين المتخصصين خاصة في المجالات النادرة كالموسيقى لذا تأتى أهمية عقد الويبينارات ولا سيما التى تعمل على التعريف بأصول الموسيقى العربية حيث أن الموسيقى هي لغة راقية تعبر عن ثقافات مختلفة عبر الأزمنة وباختلاف الشعوب، وأوضحت أن هذا الويبنار تناول موضوعًا شيقًا عن المقام العراقي التى اجتاز طريقاً طويلاً من النمو والارتقاء حتى بلغ هذه المكانة الفكرية والجمالية والفنية العالية.
رحب الدكتور كرم ملاك عميد الكلية بضيوف الويبينار، موضحا أن كلية التربية الموسيقية تحرص دائماً على عقد هذه الويبينارات التي تسهم في تحقيق التعليم المستمر بعد التخرج و ترتقى بالذوق العام، وتسهم فى رقي الأمم ومخاطبة أحاسيس الشعوب ووجدانها والتأثير في مشاعرها .
أكدت الدكتورة شرين عبد اللطيف وكيل الكلية أن عقد هذه الويبينارات تأتي فى إطار اهتمام كلية التربية الموسيقية بتنمية الثقافة الموسيقية ونشرها للمتخصصين وغير المتخصصين.
تضمن الويبينار التعرف على المقام العراقى والفرق بينه وبين السلم الموسيقى، حيث أن المقام العراقي فن غنائي موسيقي قديم جداً، تطور وتبلور حتى وصل عبر آلاف الاجيال المتعاقبة بسماته الفنية العريقة و كلاسيكيته وابعاده الفنية، حيث اصبح فن له مكوناته الخاصة وقواعده وأصوله الثابتة، وتم عرض امثلة للمقامات مثل المنصوري (سلَّمه صبا)، ومقام البياتى ومقام الحجاز ديوان، ومقام السيكاه ، ومقام الرست، ومقام النوى(سلمه نهاوند)، ومقام الابراهيمي (سلَّمه بياتى)، ومقام الخلوتي (سلَّمه جهاركاه)، ومقام المحمودي (سلَّمه بياتى). وغيرها من المقامات العراقية ذات الشكل والمضمون التاريخي والتقليدي المعبِّر، والتى تمثل في الواقع النماذج المتقدمة من الفن المقامي العراقي.
كما تناول الويبينار عرض لعلاقة هذا الفن بالمجتمع والمتلقي مباشرة، فالمقام العراقي مؤلف غنائي موسيقى "غناسيقي " تراثي خاص، يسمح بالتصوير المتسع للعالم الداخلي للشخصية، وايضا لحياتها الخارجية وبيئتها فقد أصبحت أكثر أشكال الفن الغناسيقي، تصويرا للمراحل التاريخية.
وأيضا تم التطرق إلى الحداثة في طرق غناء المقامات العراقية والتي تتمثل في الشكل والمضمون لتتناول آفاق فنية جديدة، وبناء وتقوية العلاقات الفنية لمسارات لحن المقامات العراقية وتماسكها الانسيابي الجمالي المميز، وهذه الحداثة تبين بوضوح التحولات والتطورات التي يمر بها الاداء المقامي، وما يمر به من حس تاريخي تراثي في هذه الحقبة الزمنية من التطورات التكنولوجية خلال القرن العشرين، وان هذه الحداثة المقامية من وجهة النظر التراثية التاريخية، على درجة كبيرة من الأهمية لكامل التطور الفني في المقام العراقي بدأ من الكلاسيكية فى المقام العراقى إلى الحداثة والمعاصرة.