كان مفتاح دخوله إلى عالم الفن والتمثيل بين يدي الفنانة الراحلة "فاتن حمامة"، فكلمة واحدة وقبلة فتحت الأبواب الموصدة أمام الشاب الوسيم سليل العائلة الثرية في مجال التمثيل، لينطلق "عمر الشريف" صانعًا أمجاده في السينما المصرية والعالمية ويصبح "لورانس العرب"، رحلة طويلة نسجتها الهواية والحلم والصدفة و"فاتن حمام".
مسرح مدرسة “فيكتوريا” الإنجليزية
تلك القصة الطويلة كانت بداية خيوطها في المدرسة عندما وقف "عمر الشريف" على المسرح المدرسي يؤدي أدواره كممثل هاوي لمسرحيات لمؤلفين عالميين،، "لا أعلم كيف كان يصفق الجمهور ويعلو حدته عند ظهوري عل مسرح المدرسة إن تمثيلي لم يكن جيد آنذاك" كانت تلك هي نظرة عمر لنفسه في المسرح المدرسي.
دخل إلى عالم تجارة الأخشاب مع والده ولكنه برع في التمرد والتمثيل على والده بأنه بائع خائب لا رجا منه، فيقول "عمر الشريف" في حوار سابق له مع مجلة الموعد: "كنت أبيع الأخشاب بسعر أقل من ثمن البيع حتى أخذ والدي عني إنطباع بأني فاشل في التجارة وأتمكن من الهروب من عالم التجارة".
وجاءت الخطوات الأولى للتمثيل على يد زميل الدراسة "يوسف شاهين" الذي كان زميلًا دراسيًا وصديق يكبر عمر الشريف في العمر ولكنهم في مدرسة واحدة، اتجه يوسف شاهين لدراسة الإخراج في أمريكا ومع عودته كان "عمر الشريف قد أنهى دراسته ويخطط للسفر إلى لندن لدراسة الدراما.
صدفة في مقهى جروبي تقود لـ منزل فاتن حمامة
ولولا الصدفة في مقهى جروبي التي جمعت يوسف شاهين وعمر الشريف، لكانت بداية عمر الشريف اختلفت، فيحكي عمر الشريف:" لم يكن يوسف شاهين يعلم من قبل رغبتي الشديدة في التمثيل، وفور مقابلتي له بالصدفة في جروبي وعلم بأن التمثيل قد استحوذ على كياني ومشاعري، اعطاني طرف الخيط وهو فيلم مع النجمة اللامعة في ذاك الوقت فاتن حمامة".
وقف عمر الشريف أمام كاميرا يوسف شاهين ونال استحسان الكاميرا، ولكن كانت كلمة واحدة من فاتن حمامة هي وحدها من ستقرر مصير عمل الفنان الشاب أمامها وفي الفن عمومًا، فيسرد الراحل في حوار له:"انت المشكلة الأهم هي أن توافق بطلة الفيلم فاتن حمامة وهي النجمة الكبيرة والمشهورة والمحبوبة من ملايين العرب، على أن يمثّل أمامها الشاب الجديد أنا!".
خطى عمر الشريف داخل منزل فاتن حمامة الذي استقبلته بترحاب شديد، وطلبت مني أداء مشهد أمامها، قلق شديد حتى قالت: "موافقة على التمثيل أمامي، لولاها لكانت تأخرت شهرتي، فأنا أحفظ لها كل ما صنعته معي".
تمت الموافقة وجرت البروفات ولكن الاسم الحقيقي لـ عمر الشريف وهو "ميشيل شلهوب" عقبة أرادت فاتن حمامة إزالتها بتغيير الاسم أمام الجمهور، ووافقها عمر الشريف على ذلك ويوسف شاهين، قائلا:"كانت ترى في اسمي بأنه اسم أجنبي وليس عربياً، واشتركنا نحن الثلاثة في اختيار اسمي الفني الذي هو «عمر الشريف»".
قبلة الشهرة
أما عن قبلة الشهرة التي وقعت بين عمر الشريف وفاتن حمامة في الفيلم الأول له، فقال عمر :" كانت موافقة فاتن حمامة على تلك القبلة لهدف جذب الانتباه لي وبالفعل نجح الأمر وبات اسمي يتردد على كل لسان".