سلم الجيش الأميركي قاعدة «باجرام» رسميا لـ القوات الأفغانية، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجمعة الماضية، بعد مغادرة آخر القوات الأجنبية المجمع الكبير في إطار انسحابها من أفغانستان.
وكتب المتحدث فؤاد أمان على «تويتر» قائلا: «انسحبت القوات الأميركية وقوات التحالف بالكامل من القاعدة، وبالتالي ستقوم قوات الجيش الأفغاني بحمايتها واستخدامها لمحاربة الإرهاب».
وبات الجيش الأمريكي والحلف الأطلسي في المراحل الأخيرة للانسحاب من أفغانستان بعد تدخل استمر عشرين عاما في البلاد، يفترض أن ينتهي في 11 سبتمبر المقبل.
وكانت الحرب الطويلة على حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها تشن عبر ضربات جوية.
طالبان تسيطر على البلاد
وسيطرت طالبان على عشرات المقاطعات من قوات الحكومة على مدار الأسابيع الماضية، بينما أسرعت القوات الأمريكية والناتو لترك حلفائهما السابقين خلال الحرب المتصاعدة.
ويواصل مقاتلو طالبان هجومهم في مناطق عدة من الأراضي الأفغانية، حيث أعلنوا سيطرتهم على 85% منها.
وقال عضو بارز في الحركة، إن "85% من الأراضي الأفغانية" باتت تحت سيطرة الحركة، ومن ضمنها نحو 250 إقليما من بين 398 في البلاد.
واستنجدت القوات الأفغانية بـ فصيل مسلح خاص لمساعدتها في قتالها مع متمردي حركة طالبان لاستعادة السيطرة على أجزاء من غرب البلاد منها معبر حدودي مع إيران.
وكتب سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان في تغريدة على تويتر «كل الحدود الواقعة تحت سيطرة إمارة أفغانستان الإسلامية ستبقى مفتوحة وعاملة».
وأضاف: «نؤكد للجميع أننا لن نستهدف دبلوماسيين ولا سفارات وقنصليات ولا منظمات أهلية ولا العاملين بها».
فرار القوات الأفغانية
وفر أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان بعد هجوم شنه المتمردون في شمال أفغانستان.
وتعهدت السلطات الأفغانية باستعادة كافة المديريات التي استولت عليها طالبان، ونشرت مئات الكومندوس للتصدي لهجوم المتمردين في الشمال.
وأجبرت المعارك في الشمال موسكو على إغلاق قنصليتها في مدينة مزار الشريف، عاصمة ولاية بلخ، وإحدى أكبر المدن الأفغانية قرب الحدود مع أوزبكستان.
الرئيس الأمريكي يدافع عن قراره
ودافع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن قراره بسحب القوات العسكرية لبلاده من أفغانستان، قائلا إن «العمليات الأمريكية ستنتهي في 31 أغسطس».
كما دافع بادين عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأمريكي، قائلاً إنها «تنقذ الأرواح».
ويأتي خطاب بايدن في الوقت الذي تواصل فيه حركة طالبان المسلحة السيطرة على مناطق عدة في جميع أنحاء البلاد.
وتنتشر القوات الأمريكية في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي وقت سابق من هذا العام، حدد بايدن تاريخ 11 سبتمبر 2021 موعدا لسحب جميع القوات الأمريكية.
وحتى بعد اكتمال الانسحاب، من المتوقع أن تحتفظ الولايات المتحدة بما يتراوح بين 650 جنديا إلى ألف جندي في أفغانستان لحراسة السفارة الأمريكية ومطار كابول والمنشآت الحكومية الرئيسية الأخرى.
وفي الشهر الماضي، أكد بايدن للقادة الأفغان في اجتماع في البيت الأبيض أن المساعدات الأمريكية ستستمر.
هروب القوات الأجنبية
وغادرت الغالبية العظمى من القوات الأجنبية المتبقية في أفغانستان قبل الموعد النهائي للولايات المتحدة في 11 سبتمبر، تاركة الجيش الأفغاني مسؤولا بالكامل عن الأمن القومي.
ويصر الرئيس الأفغاني أشرف غني على أن قوات الأمن الأفغانية قادرة تماما على إبعاد المتمردين، لكن تقارير أفادت بلجوء آلاف القوات الأفغانية إلى دول أخرى لتجنب القتال.
طالبان تغسل يديها من العنف
وفي وقت سابق من الأسبوع، قال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين، إن الحركة ليست مسؤولة عن الزيادة الأخيرة في العنف.
وأصر على أن العديد من المناطق سقطت في يد طالبان من خلال المفاوضات بعدما رفض الجنود الأفغان القتال.
تهديد ووعيد للقوات الاجنبية
وقالت حركة طالبان، إن أي قوات أجنبية تبقى في أفغانستان، بعد الموعد النهائي لانسحاب الناتو في سبتمبر، ستكون معرضة للخطر بصفتها "محتلة".
وأطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة في أفغانستان في عام 2001.
وبموجب اتفاق مع طالبان، وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع القوات، مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.