يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "الخوف من جائحة كورونا وأثره فى التطبيقات الفقهية"، بقلم الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.
يقدم الكتاب رؤية شرعية عصرية لكيفية التعامل مع الأوبئة والخوف الناتج عنها وأثر هذا الخوف في التطبيقات الفقهية؛ حيث إن جائحة كورونا قد غيرت، وسوف تغير، مجرى التاريخ الإنساني، فقد أصبح الخوف من هذه الجائحة مصدر فزع للإنسانية كلها.
وشدد الكتاب على أنه إذا تعمد المصاب بكورونا أن ينقل عدواه إلى عدد غير محصور من الناس، وهو يعلم أنه مصاب، فإن تلك الجريمة تعد نوعًا من الإفساد في الأرض.
وعن احتكار السلع والخدمات وقت الأزمة، فقد أشار الكتاب إلى أنها تمثل خسة اجتماعية ونقيصة أخلاقية تدل على أنانية المحتكر وسوء خلقه، كما يدل على افتقار الخشية من الله وتعامله مع عباده بجرأة تدل على قسوة قلبه وفساد طبعه.
ونبه الكتاب على أنه من الواجب شرعًا عند الجوائح والملمات وأمثالها مما يمس أمن الأرواح والدماء والأعراض أن يُرد الأمر فيها لولي الأمر، وذلك بطاعة توجيهاته؛ فإن ذلك الأمر هو قوام السلامة والنجاة من براثن الوقوع في الأوبئة.
ويشتمل الكتاب على مطلبين، الأول تحت عنوان "حقيقة الخوف من جائحة كورونا وتأصيله الفقهي"، ويشمل العديد من المسائل الفقهية، أبرزها: حقيقة الخوف المؤثر في أهلية التكليف وعناصره، توقع حدوث أمر مكروه، العجز عن رد هذا المكروه أو توقيه، تأثير الخوف على إرادة الخائف، معيار تحقق وجود الخوف، التأصيل الشرعي للخوف من عدوى كورونا وأثره في أهلية المكلف، أثر الخوف من الإصابة بالأوبئة على أهلية المكلف.
الخوف من كورونا
أما المطلب الثاني من الكتاب فهو بعنوان "أثر الخوف من جائحة كورونا في التطبيقات الفقهية"، ويشتمل على عدد كبير من المسائل أبرزها: أثر الخوف من جائحة كورونا في التطبيقات الفقهية المعاصرة والعاجلة، أرجحية حفظ النفس في التعامل مع الجائحة، جريمة الإفساد في الأرض بتعمد نشر كورونا، وجوب رد الأمر لولي الأمر في التعامل مع الجائحة، الالتزام بالعزل المنزلي للوقاية، تجريم احتكار السلع والخدمات وقت الأزمة، تغليظ مخالفة النظم والتعليمات، حقوق من مات بفيروس كورونا، دفن الميت حق شرعي مؤكد لكل إنسان، مقاومة الجائحة بالصدقات تقي مصارع السوء، أثر الخوف من العدوى في التطبيقات الفقهية التراثية أو المدونة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الخامس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٢ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.