أدت الفجوة الواضحة بين خطاب الرئيس جو بايدن وأفعاله عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، إلى المخاطرة بتقويض رسالته واستراتيجيته.
وفقا لتقرير لمجلة "ذي ناشونال انترست" الأمريكية، أكمل بايدن أول رحلة خارجية له، الشهر الماضي، حين سافر إلى أوروبا لحضور اجتماعات مجموعة السبع، وأجرى مناقشات مع قادة الناتو، وعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن الممكن أن توفر أولي رحلات الرئيس الأمريكي الخارجية، عدة أدلة على توجهات السياسة الخارجية لبايدن.
ويبدو أن جو بايدن وإدارته يؤسسون لسياسته المتعلقة بالأمن القومي حول موضوعات مهمه مثل المنافسة بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، والتزام أمريكا بالتحالفات الخارجية. لكن مع ذلك، فإن الفجوة الواضحة بين خطاب الرئيس بايدن وأفعاله، قد تخاطر بتقويض كل من رسالته واستراتيجيته. وعلاوة على ذلك، قد يكون للخطاب السياسي الخاص به عواقب وخيمة علي بناء تحالفات قوية لمواجهة الصين.
واستنادًا إلى أول رحلة خارجية لبايدن، يبدو أنه وإدارته يركزون على ثلاث رسائل أساسية:
أولاً: المنافسة بين الديموقراطية والأنظمة الاستبدادية. ثانيًا: فكرة أن أمريكا عادت بقوة علي الساحة العالمية.وثالثًا: التزام أمريكا بتحالفاتها "الناتو"، الالتزام المحدد بالمادة 5.
ومن المرجح أن تشكل هذه الأفكار أساس نهج السياسة الخارجية لبايدن، بما في ذلك إستراتيجيته للأمن القومي، والارتباطات الخارجية، وعقيدة الأيديولوجية.
ولوحظ أن خطاب بايدن يبدو لا يتماشي بشكل كبير مع أفعاله. وأشار الرئيس الأمريكي مرارًا وتكرارًا إلى التنافس بين الديموقراطية والأنظمة الاستبدادية، بما في ذلك من خلال الترويج لاجتماعاته مع دول الشرق ودول البلطيق، لكن إدارته لا تتخذ موقفًا متشددًا بشأن خط أنابيب نورد ستريم 2، الذي يشجع روسيا الاستبدادية بشكل واضح على حساب أوكرانيا الديمقراطية.
وأكد بايدن أن التزام أمريكا بالمادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي، والمعروفة أيضًا باسم التزام الدفاع المشترك. لكن المادة 5 تعتمد على المادة 3، وهي التزام حلفاء الناتو بتطوير والحفاظ على القدرات الدفاعية الفردية، والتي لم تحظ باهتمام كبير. وعلى الرغم من أن الرئيس بايدن كرر أن "أمريكا عادت" خلال رحلاته الخارجية، مما يشير إلى أن القيادة الأمريكية لسلفه"دونالد ترامب" كانت غائبة، ويبدو أن مفهوم القيادة عند إدارته هو أنها كسب ود الحلفاء وتعزيز الانسجام بين الأفراد.
وتقوم إدارة بايدن بتعريف الديمقراطية بمصطلحات "بسيطة جدًا" لتشمل فقط دولًا مختارة. واقترح ويس ميتشل "مدير في مبادرة ماراثون ومساعد سابق لوزيرة الخارجية لأوروبا وأوراسيا خلال إدارة ترامب" مؤخرًا أن إدارة بايدن تكرر أخطاء فترة حكم أوباما في تعريف أوروبا على أنها ألمانيا وقيادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وفي وقت سابق، تطرق الرئيس دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي عقب قمه عام 2018 في هلسنكي مع بوتين، إلى موضوع محوري وقال: "أفضل المخاطرة السياسية سعياً وراء السلام بدلاً من المخاطرة بالسلام سعياً وراء السياسة".
ولكن مع تطوير إدارة بايدن لسياستها الخاصة بالأمن القومي، قد تستفيد من هذا التعريف للقيادة، واتخاذ إجراءات ملموسة لدعم أولوياتها الثلاث، والتأكد من أن كلمات الرئيس لا تقوض سياساته واستراتيجيته عن غير قصد.