الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية «خالتي فرنسا» الأصلية.. كفاح 30 سنة وراء لقمة العيش

صدى البلد

اعتدنا سماع قصص الكفاح العظيمة التي تُضرب في وصف السيدة المصرية، ومن أرض الجمالية يبرز اسم واحدة من تلك النماذج «خالتي فرنسا» أو «أم محمود» ضحت بعمرها من أجل تربية أبنائها الخمسة بعد انفصالها عن زوجها، معروفة بجدعنتها وشهامتها وحبها لمساعدة الغير.
 

خالتي فرنسا هو لقب أطلقه عليها والدها، إيماناً منه بقدرتها على اخذ حقها مثل الفرنسيين، وجسدت شخصيتها الفنانة عبلة كامل بالفيلم المعروف، ويجمعهم شبه كبير في الحقيقة، وهو لقب قريب من قلبها، لا يتسبب لها بأي نوع من الخجل بل بالعكس يسعدها شهرتها به بالجمالية. 
 

تعمل أم محمود ببيع الطعمية بالنكهات المبتكرة؛ بالبيض والبسطرمة ومحشية بالجبنة، وتجذب رائحتها الشهية كل من يمر على حي الجمالية، زبونها يأتي لها مخصوص من كل مكان، حتى من السعودية والإمارات ومحافظات مصر المختلفة. 
 

مشوار حياتها يتلخص في ٣٠ سنة كفاح وراء تربية أبنائها، وتحصد ثمار تعبها فيهم، فمنهم خريجي الكليات وطلاب بالثانوية العامة، وتفخر بأنها ربت ابنائها على صفات الرجولة والشهامة في زمن أصبح الشاب الصالح فيه عملة نادرة. 
 

تبدأ يومها كل يوم مع آذان الفجر، تتجه لمحلها لتبدأ بتحضير العجين وتستفتح على الله لرزقها، لينتهي يومها مع الثالثة عصراً، ويبدأ دورها كأم في بيتها، وتوارثت مهنتها من والدها فكانت تساعده من عمر ال٧ سنوات، فمنذ طفولتها يعتمد عليها ويعتبرها ب١٠٠ راجل.
 

ويحبها كل أهالي الجمالية، ويأتي إليها المحتاجين لطلب الطعام، ولا ترد سائل من مبدأ الخير من عند الله، ويصفها كل سكان المنطقة بأنها «ست جدعة»، كافحت لسنوات وصبرت على كثير من الابتلاءات مقابل تربية أبنائها بالحلال.
 

وتتمنى أن يحافظ الله على أولادها، وتراهم نماذج ناجحة ونافعة بالمجتمع، وتحلم بزيارة بيت الله الحرام، وأن يخفف الله عنها تكاليف واعباء الحياة، لتلبي كل ما يحتاجه ابنائها دون الحاجة لسؤال أحد.