مع دخول أزمة سد النهضة حيز التصعيد من جانب أثيوبيا التي أعلنت عن بدء الملء الثاني لخزان السد الأثيوبي، رفضت مصر والسودان إجراء أثيوبيا الأحادي وألقت بالكرة في ملعب المؤسسات الدولية لحل الأزمة.
وأعلنت 3 دول دعمها لمصر والسودان وقضيتها، منها دولتين عربيتين ( السعودية وتونس ) بينما صرحت واشنطن بأن الملء الثاني سيزيد التوتر.
جلسة طارئة لمجلس الأمن
وزارة الخارجية المصرية أرسلت الخطاب الموجه من الدكتور وزير الموارد المائية والري إلى نظيره وزير إثيوبيا، إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لإحاطة المجلس - والذي سيعقد جلسة حول قضية سد النهضة يوم الخميس ٨ يوليو ٢٠٢١ - بهذا التطور الخطير والذي يكشف مجدداً عن سوء نية إثيوبيا واصرارها على اتخاذ إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع وملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث ويحد من أضرار هذا السد على دولتي المصب.
موقف واشنطن
اتّسم الموقف الأمريكي تجاه الأزمة بالدبلوماسية ما بين التصريحات المؤيدة لحق مصر في المياة، وحق أثيوبيا في التنمية داخل أرضها.
وفي مارس الماضي، ذكر السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، تفاصيل إتصال هاتفي بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة؛ حيث رحب الرئيس بالجهود الأمريكية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكدا تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.
وأوضح الرئيس بايدن تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري، مشيرا إلى عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، وقد تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.
وبالأمس، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن ملء إثيوبيا لخزان سد النهضة سيزيد التوتر على الأرجح، وحثّ جميع الأطراف على الإحجام عن التحركات الأحادية إزاء السد، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
بيان حاسم من السعودية
موقف السعودية تجاه أزمة سد النهضة، كان الأقوى والأكثر دعمًا لمصر والسودان سواء على المستوى الإقليمي العربي أو العالمي.
وقبيل جلسة مجلس الأمن الطارئة، حاولت السعودية ممارسة الضغط من خلال بيان عاجل يرفض إجراء أثيوبيا بـ الملء الثاني.
السعودية جددت - في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية - تأكيدها على أهمية استقرار الأمن المائي لكل من مصر والسودان والعالم العربي والقارة الأفريقية.
وشددت السعودية على دعم مصر والسودان لاحتواء هذه الأزمة ومطالباتهما بحلها وفقاً لقواعد القانون الدولي، كما تدعم التحركات الدولية الرامية إلى إيجاد حل ملزم لإنهائها، وتدعو المملكة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإيجاد آلية واضحة لبدء التفاوض بين الدول الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا) للخروج من هذه الأزمة بما يتوافق مع مصالحهم ومصالح دول حوض النيل ومستقبل شعوب المنطقة وفق رعاية دولية وبالتوافق مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
تونس: مشروع قرار عربي لدعم مصر والسودان
تونس بصفتها ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن وزعت مشروع قرار بشأن سد النهضة، وفق ما ذكرت مصادر لقناة العربية.
وقالت إن مشروع القرار الذي وزعته تونس في مجلس الأمن يحظى بدعم من مصر والسودان وكذلك لجنة المتابعة العربية.
وتسعى المجموعة العربية بمجلس الأمن لتمرير قرار بشأن سد النهضة، يطالب كل من مصر والسودان وإثيوبيا بمواصلة التفاوض بهدف التوصل لاتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي خلال ستة أشهر.