قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما هو التصوف وحكمه وهل اتباع الطرق الصوفية حلال؟.. دار الإفتاء ترد

التصوف
التصوف
×

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "ما هو التصوف وما حكمه ؟ وهل يندرج تحته الطرق الصوفية المنتشرة حاليا وهل هي حلال أم حرام؟

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الطرق الصوفية ليست هي التصوف وإنما هي وسائل لحصول التصوف، بما لا يخالف الكتاب والسنة.

وأذكر أن معنى التصوف هو خلق والترفع عن الآثام وأن يجعل الدنيا في يد المسلم لا في قلبه، وهو الإحسان والنظر بعين الشفقة للمخلوقات، فالتصوف هو كل الأخلاق الجميلة.

وأشار التصوف يحصل للمسلم سواء كان تابعا لطريقة صوفية أم لا طالما التزم بمنهجه ووصل إلى مراده، منوها أن الطرق الصوفية فيها تعاون على البر والتقوى ويكون فيها شيخها الذي يرشد مريديه وأتباع الطريقة الصوفية لحصول التصوف.

أصول وضوابط التصوف


قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن التصوف نشأ ليضع أتباعه في خضم الأحداث الاجتماعية والسياسية في المجتمع الإسلامي لا ليكونوا في معزل عن تلك الأحداث‏,‏ بل عمل على إعدادهم ليكونوا في خدمة الدين والأمة والوطن‏.‏

وأضاف علي جمعة عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أنه لم يقف التصوف ولا الصوفية عند حالة الذكر والزهد والتعبد الفردي أو الجماعي, بل أصبح للتصوف مؤسسات كبيرة لها امتداد في العالم أجمع, وصارت تقوم بدور تنموي وسياسي واجتماعي; فقد أفرزت الصوفية على مر العصور علماء ورجالا وقامات يزخر ويزدهر التاريخ الإسلامي بهم استنادا إلى شعبيتهم الجارفة, وحب جماهير المسلمين لهم, وما وصلوا إلى هذه المكانة وتلك المرتبة إلا بحسن التأسي والسلوك على المنهج القويم الثابت عن الكتاب والسنة واحترام علماء الأمة والسعي إلى وحدة المسلمين وابتغاء تماسكهم, ولذا لم يقتصروا على جهاد النفس فحسب كما يردد من لا يعرفهم, ولكنهم جمعوا إلى ذلك القوة في محاربة الأعداء والطغاة, ومن نماذج هؤلاء الإمام الغزالي ومحيي الدين بن عربي والعز بن عبد السلام والإمام النووي, وفي العهد غير البعيد حمل الصوفية لواء الثورة الوطنية في مصر في مواجهة أمراء المماليك, حيث قاد الإمام الدردير الصوفي الكبير ثورة كبيرة ضد المماليك قبل الثورة الفرنسية بثلاث سنوات, أجبرت المماليك على الاعتراف بأن الأمة مصدر السلطات، ومنعتهم من فرض ضرائب جديدة إلا برأي الشعب, مع الإقرار الكامل بحرية الأمة وكرامتها.

وأشار “جمعة” إلى أن للتصوف أصول وضوابط كبرى هى: التمسك بكتاب الله, والاقتداء بسنة رسوله ﷺ, وأكل الحلال, وكف الأذى, واجتناب المعاصي, والتوبة، وأداء الحقوق, فالتصوف إنما يكون بالصبر على الأوامر واليقين في الهداية، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:24], وقد نص الصوفية على أنه: لا يصلح للتصدر في طريق الصوفية إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها, وتبحر في لغة العرب حتى عرف مجازاتها واستعاراتها وغير ذلك, وهو ما حكاه العارف بالله عبد الوهاب الشعراني في مقدمة كتابه "الطبقات الكبرى", وقال كذلك: إن طريق القوم محررة على الكتاب والسنة كتحرير الذهب والجوهر, فيحتاج سالكها إلى ميزان شرعي في كل حركة وسكون (لطائف المنن والأخلاق 1/2).

وارتبط التصوف بحب آل البيت وإقامة الموالد وحلقات الذكر, مما ساعد على جذب المريدين إلى محبة المساجد وآل البيت, وهو الأمر الذي أسهم في بلورة الإسلام الوسطي وتشكيل الهوية الدينية, وهذه المحبة لا يشترك فيها الصوفية فقط, بل إن المسلمين جميعا سنة وشيعة يشتركون في محبتهم لآل البيت رضي الله عنهم.