مسئول مصري يفضح أكاذيب مفاوض إثيوبيا
شكري يلتقي رئيس مجلس الأمن.. ويؤكد: كل الحلول متاحة
السعودية: ندعم مصر والسودان في الحفاظ على حقوقهما المائية المشروعة
يترقب العالم تطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي المتصاعدة، وذلك قبل يومين من جلسة مجلس الأمن الدولي، التي دعت إليها مصر والسودان، حيث تواصلت ردود الفعل الدولية، أمس الثلاثاء، على خطوة أديس أبابا الأحادية بإخطار الخرطوم والقاهرة ببدء الملء الثاني للسد، بينما واصلت إثيوبيا الترويج لأكاذيبها التي تكشف عن سوء نواياها.
تحركات مصر والسودان
والتقى وزير الخارجية سامح شكري، أمس الثلاثاء، في نيويورك بالمندوبين الدائمين لروسيا والصين لدى الأمم المتحدة، شرح للمندوبيّن الدائمين لروسيا والصين الأبعاد المختلفة للموقف المصري من قضية سد النهضة، والمتمثل في ضرورة التوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل السد يُراعي مصالح الدول الثلاث ولا يفتئت على الحقوق المائية لدولتي المصب.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير شكري شدَّد في هذا الإطار على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته للدفع قُدمًا نحو التوصل إلى الاتفاق المنشود.
ونوه شكري بمواصلة إثيوبيا سياسة التعنت ومحاولة فرض الأمر الواقع بالمخالفة للقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة ولاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام ٢٠١٥.
كما التقى شكري مجموعة ترويكا الاتحاد الأفريقي المكونة من الكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا والسنغال لشرح أبعاد الموقف المصري من قضية سد النهضة، في إطار اتصالات وزير الخارجية المُكثفة في نيويورك ارتباطاً بقضية سد النهضة الإثيوبي، قبل جلسة مجلس الأمن المقرر عقدها الخميس المقبل.
توجه وزير الري السوداني، ياسر عباس، إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وقالت وزارة الري السودانية في بيان، إن الوزير ياسر عباس توجه مساء أمس إلى الولايات المتحدة الأمريكية استعدادا للمشاركة وحضور فعاليات جلسة مجلس الأمن حول ملف سد النهضة والتى ستعقد يوم الخميس المقبل بمقر المجلس بنيويورك.
وقال عباس فى مؤتمر صحفى قبل مغادرته العاصمة السودانية الخرطوم، إن استجابة مجلس الأمن لطلب السودان بعقد جلسة خاصة بملف سد النهضة تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة يعد نجاحا للدبلوماسية السودانية وتاكيدًا واضحًا على حجة السودان بأن الملء الأحادى الثانى يمثل تهديدا للأمن والسلم الإقليميين، لافتًا إلى دفع السودان بأربعة مطالب تتمثل فى عقد جلسة لمناقشة الأزمة ومنع إثيوبيا من القيام بتدابير أحادية الجانب وتحويل دور اللجنة الرباعية إلى وسطاء بقيادة الاتحاد الأفريقى بدلا من دور المراقبين ودعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى للمساعدة فى دفع التفاوض بين الدول الثلاثة.
وقالت الخارجية السودانية في بيان، إن الملء الثاني لسد النهضة يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي واتفاق المبادئ والاتفاقيات والممارسة المستقرة المُنَظّمة لتبادل المنافع للأنهار المشتركة، وفقًا لوكالة الأنباء السودانية (سونا).
وتابع البيان: "يعيد السودان التأكيد على أن الملء الأحادي للعام الثاني دون اتفاق يمثل خطرا وتهديدا وشيكا علي السودان.
وقال وزير الخارجية سامح شكري إن مصر والسودان، تسعيان لشرح ملف سد النهضة لأعضاء مجلس الأمن خلال الجلسة المقررة بعد غد الخميس، مشددا على أن المفاوضات بشأن سد النهضة لن تكون إلى ما لا نهاية وأن "جميع الخيارات مفتوحة لتحقيق مصالحنا الوطنية".
كما التقى شكري السفير نيكولا دو ريفيار المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للشهر الجاري لإطلاعه على الموقف المصري والسوداني.
إثيوبيا تشكو الجامعة العربية لـ مجلس الأمن
أرسلت إثيوبيا، الثلاثاء، خطاباً إلى مجلس الأمن تعرب فيه عن ما وصفته بـ"استيائها من تدخل الجامعة العربية في مسألة سد النهضة".
وقال وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، في خطاب لمجلس الأمن، إن بلاده تشعر بخيبة أمل من جامعة الدول العربية لمخاطبتها الأمم المتحدة بشأن مسألة لا تدخل في اختصاصها.
وزعم الخطاب الإثيوبي أن جامعة الدول العربية معروفة بدعمها غير المقيد وغير المشروط لأي مطالب قدمتها مصر بشأن قضية النيل.
وردا على البيان الإثيوبي "الغريب"، أعربت جامعة الدول العربية، عن انزعاجها الشديد من رسالة إثيوبيا التي تطالبها بعدم التدخل في ملف سد النهضة.
قالت جامعة الدول العربية إن إثيوبيا تحاول الوقيعة بين الجامعة والاتحاد الإفريقي، كما تسعى أديس أبابا لتصوير قضية سد النهضة كصراع عربي أفريقي.
وطالبت جامعة الدول العربية إثيوبيا بالتوقف عن نهجها غير البناء بشأن ملف سد النهضة.
السعودية تعلن دعم مصر والسودان
أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، استمرار دعمها ومساندتها لمصر والسودان في المحافظة على حقوقهما المائية المشروعة، على إثر تصاعد التوتر بشأن أزمة سد النهضة.
وجددت السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، تأكيدها على أهمية استقرار الأمن المائي لكل من مصر والسودان والعالم العربي والقارة الأفريقية.
وشددت السعودية على دعم مصر والسودان لاحتواء هذه الأزمة ومطالباتهما بحلها وفقاً لقواعد القانون الدولي، كما تدعم التحركات الدولية الرامية إلى إيجاد حل ملزم لإنهائها، وتدعو المملكة المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإيجاد آلية واضحة لبدء التفاوض بين الدول الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا) للخروج من هذه الأزمة بما يتوافق مع مصالحهم ومصالح دول حوض النيل ومستقبل شعوب المنطقة وفق رعاية دولية وبالتوافق مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
الأمم المتحدة تهاجم إثيوبيا
طالبت الأمم المتحدة، بضرورة عدم اتخاذ إجراءات أحادية بشأن سد النهضة، من شأنها أن تقوض البحث عن حلول للأزمة القائمة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه “يجب ألا يكون هناك عمل أحادي بشأن سد النهضة يقوض البحث عن حلول”.
وأضاف: “ندعم بقوة الدور الذي يقوم به رئيس الاتحاد الإفريقي في تسهيل المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا”.
وتابع: “ندعو رئيس الاتحاد الإفريقي لمواصلة العمل مع مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة”.
وأردف: “أي حل بشأن سد النهضة يجب أن يعتمد على مبدأ الاستخدام المنصف والالتزام بعدم التسبب في ضرر كبير”.
رد أمريكا على الملء الثاني
طالبت وزارة الخارجية الأمريكية، ، جميع أطراف قضية سد النهضة بالامتناع عن الخطوات أحادية الجانب بشأن سد النهضة، مشيرًا إلى أن بدء إثيوبيا الملء الثاني للسد يزيد التوتر بين الأطراف الثلاثة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “مستمرون في دعم جهود الحوار والتعاون للتوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة”.
وأضاف: “ندعم جهود الاتحاد الأفريقي لخفض التوتر في قضية سد النهضة وتسهيل عقد مفاوضات مثمرة”.
وتابع: “واصلنا دعم الجهود المتواصلة بين السودان ومصر وإثيوبيا لحل مسألة سد النهضة بشكل بناء”.
وأردف: “ندعو جميع أطراف قضية سد النهضة إلى الامتناع عن الخطوات أحادية الجانب التي من شأنها توسيع الفجوات بين المواقف”.
وتابع: “بدء إثيوبيا الملء الثاني لسد النهضة من شأنه زيادة التوتر”.
إثيوبيا تواصل الأكاذيب .. ومصر والسودان تفضحانها
أحرج عارف غريب عضو بالوفد المصري لمفاوضات سد النهضة نظيره الإثيوبي خلال مداخلة على الهواء مباشرة، حيث كشف كذب ادعاءات الأخير بشأن اتفاق مصر والسودان وإثيوبيا على ملء سد النهضة بموجب اتفاق إعلان المبادئ، في الوقت الذي وصفت فيه مصر والسودان الملء الثاني لسد النهضة بأنه خطوة أحادية تهدد الأمن والاستقرار وتخالف القوانين الدولية.
أكد عضو الوفد المصري بمفاوضات سد النهضة أن اتفاق إعلان المبادئ لم ينص على قواعد التعبئة والتشغيل للسد، وقال إن "إثيوبيا لم تشارك مصر والسودان دراسات السد".
وأضاف أن "بدء إثيوبيا التعبئة الثانية لسد النهضة خطوة أحادية، وإخطار مصر والسودان بالملء الثاني جاء ليرتبوا أوضاعهم".
ولا تزال إثيوبيا تواصل نشر أكاذيبها التي تفضح سوء نواياها بشأن سد النهضة، حيث قال إن الملء الثاني للسد والذي بدأ بالفعل، تم بالاتفاق مع مصر والسودان، اللتان تعارضان الملء وتؤكدان أنه خطوة أحادية تهدد الأمن وتخالف القوانين الدولية.
وقال عضو في الوفد الإثيوبي لمفاوضات سد النهضة في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية، إن "تعبئة وتشغيل السد أمر تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ".
ويشار إلى أن اتفاق إعلان المبادئ بين الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، ارتبط بضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وهو ما رفضته إثيوبيا وأظهرت التعنت البالغ خلال المفاوضات التي استمرت نحو 10 سنوات.
وأضاف عضو الوفد الإثيوبي لمفاوضات سد النهضة إن إثيوبيا تقوم بملء وتشغيل سد النهضة في وقت متزامن.
وتابع أن "عملية التعبئة الثانية لسد النهضة بدأت في شهر يوليو".
وبدوره، قال عثمان التوم وزير الري السوداني السابق إن "الدفع السياسي لقضية سد النهضة عقد الأزمة، وأن المواطنين في إثيوبيا والسودان ومصر يعانون جراء أزمة سد النهضة".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إثيوبي قوله إن الملء الثاني لسد النهضة أمر ضروري ولا يمكن تأجيله، في ترويج لأحدث أكاذيب أديس أبابا بشأن الأزمة.
وزعم مسؤول كبير وزارة الري الإثيوبية في تصريح للوكالة أن "الملء يتماشى مع البناء، وإذا كان هطول الأمطار كما تراه الآن في يوليو، فلا بد أن يبدأ (الملء)".
وأوضحت الوكالة أن إثيوبيا تجادل بأن إضافة المياه إلى خزان السد، خاصة خلال الفترة في شهري يوليو وأغسطس، والتي تشهد هطول الأمطار الغزيرة، هي جزء طبيعي من عملية بناء السد.