قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الفرار القاتل.. تفاصيل ساعات الانسحاب الخفي للقوات الأمريكية من أهم قاعدة جوية في أفغانستان

قاعدة باجرام
قاعدة باجرام
×

ساد الظلام على قاعدة "باجرام" الجوية في أفغانستان، بعدما انسحبت القوات الأمريكية منها وتركتها للنهب والسرقة، عندما خرجوا منها في منتصف الليل بعد تواجد لمدة عقدين من الزمن، فلم تخطر الولايات المتحدة حلفائها الأفغان بهذا الأمر.

وحسب تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية، أثار انسحاب القوات الأمريكية بطريقة سرية من قاعدة باجرام الجوية، والتي تعتبر مهمة وحيوية لأمن كابل، غضب الأفغان.

ورأى كثيرون في ذلك رمزًا لانسحاب يقولون إنه يتم تنفيذه بالكامل ليلائم الجدول السياسي الأمريكي، دون أي اهتمام بالوضع الأمني ​​المنهار على أرض الواقع.

وقال مسؤول أفغاني كبير: "الأمريكيون لم يسألوا الأفغان عن المجيء إلى هنا، ولم يستشيروا الأفغان بشأن المغادرة".

وكنتيجة لذلك، سقط جزء كبير من شمال أفغانستان، الذي كان ذات يوم معقلًا مناهضًا لطالبان، في أيدي الحركة خلال الأسبوعين الماضيين، بعد هجوم كثيف وتقدم كبير في جميع أنحاء البلاد.

ويوجد في أفغانستان ما يزيد عن 400 منطقة، وتسيطر طالبان الآن على ما يقرب من النصف، وتقاتل من أجل المزيد.

هروب خفي

ووفقًا لما ذكرته "جارديان"، اكتشف القائد الجديد لقاعدة باجرام الجوية، الجنرال مير أسد الله كوهستاني، أن الأمريكيين ذهبوا بعد عدة ساعات من رحيلهم في الثالثة صباحًا.

وأضاف خلال جولة في القاعدة التي تم إخلاؤها والتي نُهبت: "لم نكن نعرف الجدول الزمني للمغادرة.. لم يخبرونا عندما غادروا".

وأشار لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية: "سمعنا بعض الشائعات بأن الأمريكيين غادروا باجرام.. وأخيرًا بحلول الساعة السابعة صباحًا، فهمنا أنه تم تأكيد ذلك".

وقال عبد الرؤوف، وهو جندي خدم أيضًا في معاقل طالبان في إقليمي هلمند وقندهار، "إنهم أوقفوا الكهرباء عند خروجهم من القاعدة، وكان الظلام المفاجئ بمثابة إشارة إلى دخول اللصوص".

وحسب الصحيفة، دخل اللصوص من الشمال، وحطموا الحاجز الأول، ونهبوا كل شيء لم تأخذه القوات.

وقال جندي آخر إن رحيل القوات الأمريكية خلسة أضاع 20 عاما من النوايا الحسنة.

غضب في أفغانستان

وكان هناك بالفعل غضب واسع النطاق في أفغانستان بشأن التعليقات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما تجاهل الأسئلة حول نهاية الوجود الأمريكي في أفغانستان بقوله إنه يريد التحدث عن "أشياء سعيدة" في عطلة 4 يوليو بدلاً من ذلك.

وكان من المتوقع أن تنهي القوات الأمريكية والبريطانية مهامها في البلاد في نهاية الأسبوع ، باستثناء عدد قليل من القوات الأمريكية سيتواجدون هناك لحراسة سفارة واشنطن في كابل.

ولكن مع سقوط منطقة تلو الأخرى في يد طالبان، بدا أن واشنطن غيرت موقفها بشكل مفاجئ حول الانسحاب.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أن الانسحاب من المرجح أن يكتمل في أغسطس المقبل.

وحذت المملكة المتحدة حذو أمريكا، وألقت باللوم على "الرسائل المختلطة" في الإحاطات، مشيرة إلى أنها ستعيد أيضًا القوات العسكرية في 4 يوليو.

وبحسب ما ورد، تفكر بريطانيا وأمريكا في الاحتفاظ بقوات خاصة في البلاد لدعم القتال ضد طالبان وداعش، لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من قاعدة باجرام الجوية، فإن مهمة واشنطن الرئيسية في أفغانستان قد انتهت بالفعل.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان، اليوم الثلاثاء، إن عملية الانسحاب اكتملت بنسبة 90٪.

وجاءت التفاصيل الجديدة للانسحاب السري الأسبوع الماضي، في الوقت الذي نشرت فيه السلطات الأفغانية المئات من القوات الخاصة والميليشيات الموالية للحكومة، اليوم الثلاثاء، لمواجهة هجوم طالبان في الشمال، بعد يوم من فرار أكثر من 1000 جندي حكومي إلى طاجيكستان المجاورة.

وأرسلت الحكومة تعزيزات من بينها قوات خاصة إلى عواصم المقاطعات التي تحاصرها حركة طالبان الآن بشكل فعال، وتعهدت بالرد.

لكن حجم الانهيار، ترك الكثير من السكان حتى في العاصمة التي لا تزال آمنة نسبيًا، يتساءلون عن المدة التي يمكن أن تصمد فيها الحكومة، ويخشون مما سيعنيه تقدم طالبان الإضافي لهم ولعائلاتهم.

كما تزيد الطوابير الطويلة خارج مكتب الجوازات كل صباح من المخاوف، خاصة أن معظم الأشخاص يتطلعون إلى الفرار إلى الخارج.