الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل سيأخذ مجلس الأمن موقفًا عادلًا من سد النهضة؟!

غدًا يجتمع مجلس الأمن من أجل مصر والسودان، ليناقش مشكلة سد النهضة التي هي مسألة حياة أو موت لأكثر من 150 مليون نسمة.

 

الموضوع جد خطير خاصة مع إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد وكأنها تقول للعالم: قراراتكم "بلوها واشربوا ميتها" وأنها بلا فائدة أو معنى.

 

المعلومات الحقيقية غائبة عن كثير من الدول بدليل ما قاله نيكولا دو ريفيير رئيس مجلس الأمن والمندوب الفرنسي بأن المجلس ليس لديه الكثير الذي يمكنه القيام به في أزمة سد النهضة بين السودان ومصر وإثيوبيا. وقال ليس لدينا سوى جمع الأطراف معا للتعبير عن مخاوفهم، ثم تشجيعهم للعودة إلى المفاوضات للوصول إلى حل ، ولا أعرف إن كان سيادته يعرف أن الدول الثلاث في مفاوضات متصلة منذ عشر سنوات وأن هذه المفاوضات تكسرت أمام التعنت الإثيوبي والإصرار على عدم التوقيع على اتفاق ملزم لتشغيل السد يضمن عدم تعرض حقوق دولتي المصب للخطر، ومن الذى بيده الكثير لوقف المجاعة المنتظرة التي تهدد طبيعة الحياة على هذا النهر منذ خلقها الله، وقبل أن توجد منظمتنا الدولية ومجلسها الموقر وقبل عصبة الأمم وكل الأمم المعنية بالسلام في عالم اليوم!

 

أدهشني أن يتحدث المندوب الدولي بأعصاب باردة وهدوء مستفز رغم أن مصر والسودان طالبتا مجلس الأمن بالنظر في أزمة سد النهضة الإثيوبي فورا وبشكل عاجل، لوقف تخطيط إثيوبيا لتنفيذ المرحلة الثانية من ملء الخزان هذا الصيف دون اتفاق مع السودان ومصر، وردّت إثيوبيا بصلف على طلب مصر قائلة إن "حق إثيوبيا في ملء سد النهضة يتماشى مع مبادئ الاستخدام العقلاني لمياه النيل!

 

"البجاحة"- وآسفة على التعبير - أن وزير الري الأثيوبي أرسل خطاباً رسمياً يفيد ببدء إثيوبيا في عملية الملء للعام الثاني لخزان سد النهضة الإثيوبي، ورغم رد مصر بتوجيه خطاب رسمي إلى الوزير الإثيوبي لإخطاره برفض مصر القاطع لهذا الاجراء الأحادي الذي يعد خرقاً صريحاً وخطيراً لاتفاق إعلان المبادئ! إلا أن هذا التصرف يعتبر ضربا للإرادة الدولية ، وعدم مراعاة للحق والقانون والمبادئ المعروفة على مر التاريخ.

 

سامح شكري، وزير الخارجية قام بإرسال الخطاب الموجه من وزير الموارد المائية والري إلى الوزير الاثيوبي ، الى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لاحاطة المجلس - بهذا التطور الخطير والذي يكشف مجدداً عن سوء نية إثيوبيا وإصرارها على اتخاذ  إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع ، وتوقعت أن تثور الدول الأعضاء وتعلن احتجاجها ورفضها لما تقوم به إثيوبيا لأن هذا التصرف سيزيد من حالة التأزم والتوتر في المنطقة، وسيؤدي إلى خلق وضع يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو التهديد الذى عبر  عنه سامح شكري، في رسالة  وجهها إلى مجلس الأمن يؤكد تأييد وتضامن مصر الكامل مع دعوة السودان لعقد جلسة طارئة للمجلس، قائلا إن "الوضع يشكل تهديدًا وشيكًا للسلم والأمن الدوليين، ويتطلب أن ينظر فيه المجلس على الفور.. تطورت المسألة إلى حالة تتسبب حاليًا، كما جاء في نص المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة، أن يمكن حدوث احتكاك دولي، يُعرّض استمرار السلم والأمن الدولي للخطر.

 

الكل يتابع غدا مجلس الأمن ونتمنى أن يصدر عنه ما يؤكد أنه منصة تحمي الحقوق وتدافع عن الشعوب في حقها في الحياة. فهل يمكن أن تمنع ألمانيا المياه عن سويسرا أو عن فرنسا أو تتدخل دولة بغوغائية لتحرم شعبا أو شعوبا من الحياة .

 

حضارة مصر القديمة قامت على ضفاف النيل ، وحضارة مصر الحديثة سوف تستمر على ضفاف النيل تنهل من مياهه رغم أنف الحاقدين والمتآمرين وأصحاب المصالح.. كلمة الله هي الغالبة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط