دعاء التوكل على الله .. اللجوء الى الله والتوكل عليه أفضل أمر يفعلها الإنسان، فجعل رب العالمين التوكل عليه من صفات العباد المؤمنين الصادقين الذين يكون على يقين بأنه عز وجل علاه هو نعم الوكيل لهم في كافة الأمور الخاصة بهم، ففي التوكل على الله من الأعمال القلبية التي لا تكون باللسان، ويمكن تعريفه على أنه صدق الاعتماد على الله في تسيير الأمور وجلب المصالح، إذ أن العبد المسلم يكون على ثقة بما عنده تعالى وراضيا به، وهذا ما يستوجب الاستمرار في دعاء التوكل على الله في سائر الأوقات والأحوال.
دعاء التوكل على الله
- بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم ولا داء، بسم الله أصبحت وعلى الله توكلت.
- بسم الله على قلبي ونفسي، بسم الله على ديني وعقلي، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على ما أعطاني ربي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، الله ربي لا أشرك به شيئًا، الله أكبر الله أكبر، وأعز وأجل مما أخاف وأحذر.
- عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل سلطان شديد، ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، ومن شر قضاء السوء.
- ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم وأنت على كل شيء حفيظ إن وليي الله الذي نزل الكتاب، وهو يتولى الصالحين، فإن تولوا فقل حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم.
- بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله الذي لا يغلبه أحد، توكلت على الجبار الذي لا يقهره أحد، توكلت على العزيز الرحيم الذي يراني وتقلبي في الساجدين.
- توكلت على الحي الذي لا يموت، توكلت على من بيده نواصي العباد، توكلت على الحي الذي لا يعجل، توكلت على المعبود الذي لا يجور، توكلت على الصمد الذي لم يلد ولم يولد، توكلت على القادر القاهر العلي الصمد.
دعاء التوكل على الله والتوفيق
- اللهم بك استعين وعليك اتوكل ، اللهم ذلل لي صعوبة امري وسهل لي مشقته وارزقني من الخير كله أكثر مما أطلب واصرف عني كل شرـ رب اشرح لي صدري..
- ويسر لي امري ياكريم اللهم يسر لي الخير حيث كنت وحيث توجهت، اللهم سخر لي الأرزاق والفتوحات في كل وقت وساعة ويسر علي كل صعب وهون علي كل عسير واحفظني بما ينزل من السماء ومايخرج منها وما يرى عليها يا كريم.
- اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك، اللهم إني استودعتك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعًا، وأعوذ بك من شر ما يبلس به إبليس وجنوده.
تعريف التوكل على الله
التوكل يعنى الاعتماد على الغير لتسيير أمرٍ ما وتفويضه؛ فعندما نقول: (وكلت أمري لفلان) فذلك يعني: أنني اعتمدت عليه، والوكيل الذي يقوم بأمر موكله، بينما التوَكُّل في علم الكلام هو: جمع العزم على الفعل في اطمئنان القلب إليه تعالى، واصطلاحًا يفهم منه أنه: صدق الاعتماد على الله في تسيير الأمور، واستجلاب المصالح، ودفع مضارّ الدنيا والآخرة، فيكون العبد واثقًا مما عند الله – تعالى-، وراضيًا به، ويائسًا ممّا في أيدي الناس، قال تعالى: «وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»، [سورة المائدة: الآية 23]، وقال تعالى: «إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ»، [سورة يونس: الآية 84].
أقسام التوكل على الله
- التوكل على الله في إصلاح النفس دون مقارنتها بأنفس الآخرين.
- التوكل على الله في إقامة دينه، ونصرته، وهداية الناس، وبيان طريق الحقِّ لهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودفع المُحرّمات من إثمٍ أو فاحشةٍ.
- التوكل على الله في تحقيق الأمور الدنيويّة؛ مثل: الرزق، والزواج، وردّ الظلم، وعندما يُطبّق العبد النوع الأول والثاني من أنواع التوكل فإنّ الله –تعالى- يُحقّق له أهدافه، ورغباته، وغاياته الدنيوية كجزاءٍ على توكله.
عوائق التوكل على الله
- عدم معرفة مقام الله تعالى وأسمائه وصفاته.
- إصابة النفس بالغرور والزهو، فتشعر بأنها ليست بحاجة أحد.
- الاعتماد على الخلق في قضاء الحاجات، والركون إليهم، مما يتنافى مع معنى التوكل على الله الحقيقيّ والصادق.
- حبُّ الدنيا، والانبهار بها، وهذا يوجِد حاجزًا بين العبد والتوكل على الله تعالى.
ثمار التوكل على الله
- تحقيق الإيمان الصادق.
- الشعور بطمأنينةٍ وسكينةٍ في النفس.
- تحقيق الله تعالى لغايات العبد، ورغباته، وكفايته في جميع شؤونه جزاءً على حقِّ توكّله.
- الحصول على المنافع في الدنيا والآخرة، ودفع المضار.
- قوّة القلب والشجاعة، وتحدي الأعداء والظالمين، وعدم الخوف من البشر.
- الصبر وتحمّل المصاعب والمصائب، والاطمئنان بأقدار الله - عز وجل-.
تحقيق التوكل على الله
يوجد أمور كثيرة إن فعلها العبد المسلم تحقق لديهِ التوكل على اللهِ سبحانه، منها:
- البعد عن الذنوب والمعاصي التي تُغضب الله - عز وجل-؛ فإقدام العبد على فعل معصيةٍ ينافي مفهوم التوكل على الله سبحانه، حيث قال- تعالى-: «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى».
- يتحقق التوكل على الله بإيمانِ العبد بأنَّ ما كتب الله سبحانه نافذٌ، وما قدّره الله له كائنٌ، وإن بدت الأمور بعكس ما يريد العبد فعليه الإيمان بأنَّ الله – سبحانه- قد اختارَ لهُ الأفضل. فقال تعالى: «قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ».
- تحقيق التوكل لدى العبد لا ينافي السعي والأخذ بالأسباب، التي قدَّر الله -عزّ وجل- المقدورات بها، وجرت سنة الله في خلقهِ بذلك، فالله سبحانه وتعالى أمر العبد بالأخذ بالأسباب، كما أمرهُ بالتوكلِ عليه سبحانه، فالسعي في الأسباب يكون بالجوارحِ طاعة لهُ، والتوكل على الله يكون بالقلبِ إيمانًا بهِ سبحانه، قال الله تعالى:« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ»، وقال سبحانه: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ»، كما قال سبحانه في سورة الجمعة: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ».
الواجب عند التوكل على الله
يجب على المسلم أن يتذكر أمورًا ثلاث عند التوكل على الله وهي:
- ليس هناك تعارضٌ بين التوكّلِ والأخذ بالأسباب؛ فيجب على المسلم الأخذ بالأسباب، وإن كانت في نظرهِ ضعيفة في نفسها أو ليس لها تأثيرٌ، فهذه السيدة مريم عندما أراد الله – سبحانه- أن يُطعمها، أمرها بهزِ جذعِ النخلةِ، فأخذت بالأسبابِ رغم ضعفها، كما روى عن معاذ بن جبل قوله: «كنتُ ردفَ النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ -على حمارٍ يقال له عفيرٌ، فقال: يا معاذُ، هل تدري حقَّ اللهِ على عبادِه، وما حقُّ العبادِ على اللهِ. قلت: اللهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: فإنَّ حقَّ اللهِ على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللهِ أن لا يعذبَ من لا يشرك به شيئًا. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أفلا أبشر به الناسَ؟ قال: لا تبشِّرهم فيتَّكلوا».
- عدم الاعتماد بشكلٍ أساسي وقاطعٍ على الأسباب فقط، وإنَّما يعتمدُ المسلمُ في البداية والنهاية على الله – سبحانه-، مع أخذهِ بالأسباب، فالله يُقدّر الأمور بأسبابها.
- يتحقق التوكل على الله بمعرفةِ المسلم أنَّ بتوكلهِ هذا ينالُ رضا الله- سبحانه- ومحبته، حيث قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، ويُجازى المتوكل بالجنة، والتي هي أسمى أماني المؤمن، فقال تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ*الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ».