أمانى سمير تكتب: فى ذكرى التحرير

المصرى إنسان مسالم هادئ وصبور بالفطرة .. لا يحب الدم ولا يعرف العدوان .. خُلق ليزرع ويحصد .. ويعيش .
يرمى البذرة فى الأرض الخصبة وينتظر .. ما يشعر به فى قلبه تجده على لسانه .. فقط يريد الطبطبة على الظهر ، وكلمة تقدير ،وعدل يحيا فى ظله
هذا هو الإنسان المصرى .. منذ بداية الحضارة .. وحتى يومنا هذا .. لا يطمع إلا فى احترام كفاءته وتقدير مجهوده ، يقيس بهجة حياته فى ما يتوفر لاحتياجاته .. لذلك حين يقترب أى خطر من بابه ينتفض ليموت دفاعاً عن حقه فى بلاده .. ولا يستخسر حياته فداء مصر .
الناس فى بلادى .. كلما كبرت مساحة الحرية فى حياتهم .. كلما أحسوا بالرضا والتفاؤل .. فالقيود تقزّم الهامات وتعرقل الغايات وتصنع الانتكاسات.
فى بلادى .. الناس تحتاج أمانة القول ومصارحة السلطة دون أذى .. لن يسعدوا بعودة الهمس والتنصت وتسجيل فضفضاتهم وتكميم الأفواه .. بات انفجار الصبر وشيكاً من تعب الحياة اليومية فى بلادى .. وقد يجرفنا الغضب لشواطئ مجهولة لأن مطالب الدولة من المواطن زادت .. بعضها عن حق .. وكثير عن غير حق .. فأصبح التحصيل من المواطن أهم من احتياجات المواطن .
فى الثالث من يوليو ٢٠١٣ كانت القلوب مليئة بالأمنيات .. اتساع الرقعة الحضارية والاعتماد على أحلام وسواعد الشباب وعقول وخبرات الكبار .. فى منظومة عملية تعمل على تقدم البلاد .. كانت هناك ثقة كاملة وتفاؤل كبير بنظام جديد يحمل الالتزام فى السلوك والانضباط فى الحركة والمسئولية فى المجتمع .. ومرت الأيام .. وتوالت ٣يوليو بتعاقب السنين .. ودارت عجلة التنمية للبنية التحتية وشبكة الطرق وتوفير الحياة الكريمة للطبقات الكادحة .. وفى خضم الدوران .. فُرمت الطبقة المتوسطة .. وأنّت تحت وطأة الزيادة فى مدفوعات التكلفة اليومية من ماء وغاز وكهرباء .. والناس يدفعون ويشتكون ويقارنون بين ما يعيشونه اليوم .. وعقود ماضيه .. هم فقط يريدون معادلة عاقلة رحيمة ، توازن بين البناء والتنمية ،وبين الحياة بكرامة دون معاناة .
أتمنى تقارب بين الحكومة والناس .. عموم الناس .. فاحتياجتنا مشروعة .. ماء وكهرباء وعلاج وتعليم .. لا أمانع فى تأدية التزماتى تجاه الدولة .. ولكن أتمنى أن يتبقى لى من الدخل .. ما أستطيع أن أحيا به بكرامة وراحة ، أتمنى أن أكتب رأي أو أقرأ رأى .. دون قلق أو توجس ، فالأنظمة القوية لا يهزها مقال رأى فى جريدة أو موقع تواصل .. فالصوت المعارض مصباح يضئ فى الطريق .. والنافذة المفتوحة تتيح تجدد الهواء .. وتبعد الأمراض الناتجة عن الكتمة .
أتمنى التحاور .. والتشاور بين القائمين على الحكم وأصحاب الخبرات والرأى .. فالشورى قد تكشف عن رأى جديد يرضى جميع الاطراف .. فالحكم شورى وليس صراع إرادات ..وحين تشح المعلومة .. تنتشر الشائعات ويعيث الفساد .. ويسهل الإفساد .
الناس فى بلادى ترى فى العقاب للمذنب حكمة .. فمن أمن العقاب .. أساء الأدب .
وكل سنة وانتوا طيبين .