بعد سكوت دام طويلا للرئيس التركي، ومحاولته هو ورجال دولته في استمالة العالم بتصحيح المسار التركي في ليبيا وعلاقته بمصر ودول الجوار اليونان وقبرص، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليعلن صراحة بأن الوجود التركي في ليبيا وأذربيجان وسوريا وشرق المتوسط سيستمر.
وفي لهجة تصعيدية للأزمات القائمة في المنطقة أكد الرئيس التركي خلال تفقده مصنع جنازير الدبابات بولاية صقاريا شمال غربي تركيا أن أنقرة ستنتزع حقوقها المشروعة وستستمر في التنقيب بشرقي المتوسط ومحيط قبرص.
تصريحات الاستهلاك المحلي
وفي هذا الشأن قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسيةوالاستراتيجية والباحث في الشأن التركي، إن تصريحات الرئيس التركي تقع محل التهديدات فقط وإن مسألة تنفيذها له شأن آخر، موضحا أنه من المعروف جدا عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يدلي بتصريحات عنترية كثيرة ويتراجع عنها في النهاية.
وأوضح عبد الفتاح خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إنه في حال استمرار الرئيس التركي أردوغان في تصريحاته العنترية وتعنته في منطقة الشرق الأوسط وليبيا، فإن المجتمع الدولي وأمريكا ستتصدى له بعقوبات وضغوطات سياسية، ولكن يمكننا التأكيد أن تلك التصريحات غرضها هو الاستهلاك المحلي فقط ولن يقدر على تنفيذها بسبب الأوضاع التركية السيئة داخليا وخارجيا.
العلاقات الأمريكية التركية
ولفت الباحث في الشأن التركي إلى أن العلاقات بين أمريكا وتركيا متدهورة للغاية لأسباب عدة، ولكن لن تصد إلى حد الصدام الكبير لأن أنقرة عضوا في الناتو وتؤدي دور محدد لخدمة أمريكا، وطالما أنها تقوم بهذا الدور فإن الخلافات بين البلدين لن تصل إلى حد الصدام، خاصة أن أنقرة تعرض حاليا حماية مطار كابول بعد انسحاب أمريكا لتقوم أنقرة بدور الوكيل نيابة عن واشنطن في تلك المنطقة بما سيجعلها محتفظة بجزء من التفاهم مع السياسات الأمريكية رغم توتر العلاقات.
تجميد المفاوضات
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أكد توقف المباحثات المصرية التركية في الوقت الحالي، نافيا مزاعم توجه وفد مصري إلى أنقرة لبحث استئناف المباحثات فريبا.
وأوضح شكري أنه لا يوجد أي موعد محدد لاستئناف الجلسات الاستكشافية للنظر في إعادة تطبيع العلاقات المصرية التركية، خاصة بسبب تحفظ القاهرة على عدد من السياسات التركية.