ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي, حيث قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان ( سوريّة والدبلوماسية الميتة ) : صدر عن اجتماع روما الوزاري لتحالف هزيمة تنظيم داعش، بيان مشترك حول سورية، وأكد على وحدتها وسلامة أراضيها، وأن قرار مجلس الأمن الدولي (2254) الذي ينصّ على انتقال سياسي في سورية، هو الحلّ الوحيد للصراع السوري.
وعلى غرار هذا الاجتماع، وكلّ الاجتماعات السياسية ذات الصلة بالقضية السورية التي طرحتها جهات أممية ودولية وإقليمية، سواء في روما أم القاهرة أم فيينا أم جنيف أم الأستانة أم سوتشي وغيرها، لم يكتفِ المسيّر لأعمال هذه الاجتماعات، المبعوث الأممي لسورية جير بيدرسن بأن يُعلن فشلها، بل بثّ روح التشاؤم حول صلاحية كل هذه الاجتماعات والمسارات.
ورأت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها بعنوان ( الديون .. جائحة ما بعد الجائحة ) : يحاول العالم بأسره الإفاقة من جائحة فيروس كوفيد - 19 عقب التداعيات والخسائر جراء هذا الفيروس بانتشاره العالمي على الدول كافة وتوقف الأعمال في القطاعات التجارية والاقتصادية دون استثناء بسبب سياسات الإغلاقات، ولقد كان الهدف الأساسي في الصراع الذي دار بين البشرية جميعا من جانب، وهذا الفيروس القاتل والمنتشر بسرعة من جانب آخر هو الحفاظ على الأرواح، ثم العودة بشكل تدريجي للحياة الطبيعية، وقد تحققت نسبة جيدة في المحافظة على الأرواح، خاصة بعدما تم اكتشاف اللقاحات، فإن مسار العودة للحياة الطبيعية يبدو متعرجا، والنجاح فيه قد يستغرق وقتا أطول مما تم تقديره.
وتابعت : ولا شك أن فيروس كوفيد - 19 قد غير كثيرا من المفاهيم حول سلامة الإمدادات حول العالم، فالتركيز الشديد في صناعة معينة في دولة واحدة أو إقليم يعد مخاطرة بشرية كبيرة، حتى لو لم تكن هناك تصرفات احتكارية حتى لو أن الأسعار معتدلة، فإن سلامة سلاسل الإمداد تعد ذات أهمية كبرى. إن ما تعانيه صناعة أشباه الموصلات والصناعات المرتبطة بها دليل على ما يمكن أن تسببه مثل هذه الظواهر، ذلك أن التعهدات الأساسية بضمان الإمداد لم تكن تتنبأ بحدوث حالة إغلاق عالمي بهذا الحجم الذي حدث، ولا نقص في الأيدي العاملة كما تسببت فيه الأزمة.
وأضافت : ومع الأسف إن حجم الانكشاف على المشكلات العالمية ذات الصلة التي كبدتها الكارثة لم يزل غير معلوم تماما امتداداتها، وهناك مفاجآت قادمة ليست من هذا القبيل، وليست أكثر وضوحا إلى هذا اليوم من التكهنات بنتائج تراكم الديون على عديد من الدول النامية. وواقعيا فإن أزمة الديون تعد أزمة عالمية تهدد عديدا من الدول بموجة من الفقر والجوع والاضطرابات الاجتماعية والصراعات في الدول النامية حول العالم، بسبب تداعيات فيروس كورونا وانتشاره المخيف الذي غطى كل دول العالم.
وأردفت : لقد جاهدت الأمم المتحدة لمكافحة الفقر من خلال برامج كثيرة ووضع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي خططا مستمرة لمعالجة الأسباب الرئيسة الكامنة وراء هذا الكابوس الخطر، وخلال رحلة عالمية مضنية استطاعت الأمم المتحدة تحقيق نجاح ملموس منذ عام 2000، عندما بدأت منحنيات الفقر تتراجع، لكن الفقر في تعريف الأمم المتحدة ليس الافتقار إلى الدخل أو الموارد بل يشمل الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على التعليم والخدمات الأساسية التي يتطلبها الإنسان في حياته اليومية، إضافة إلى التمييز الاجتماعي، هكذا كانت الحال قبل انتشار الفيروس وإذا كان معظم الفقراء يعيشون اليوم في إفريقيا ودول أمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا، فإن الأزمة المقبلة ستجعل من ظاهرة الفقر أكثر منها، والسبب هو حجم الديون على حكومات تلك الدول.
جرائم إيران
من جانبها قالت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان ( جهود السلام.. وأيادي الإجرام ) : استمرار نظام إيران في منهجيته الإرهابية، أمر لا يهدد استقرار المنطقة فحسب، بل يعطل كافة المساعي التي من شأنها الوصول لحلول سياسية في مناطق أرهقها الـنزاع، الـتي تستمر طهران في دعم وتسليح أذرعها من الميليشيات الخارجة عن القانون؛ لكي تستمر في تنفيذ الجرائم والاعتداءات؛ تحقيقا لغاياتها الخبيثة.. الأمر الذي أسهم أيضا في تدهور الأوضاع الإنسانية في دول عربية مثل اليمن والعراق ولبنان وسوريا، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا..
وأكدت : ويأتي تصريح قوات التحالف عن استمرار محاولات الميليشيات الحوثية تعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية.. مؤكدا أن هـذه أذرع إيران في اليمن لا تزال مستمرة في تنفيذ أوامر نظام إيران، ولا نية في أن يصل هذا الأمر لنهاية ما لم يتم اتخاذ موقف مسؤول من قبل المجتمع الدولي. دعوة المملـكة الـعربية الـسعودية طرفي اتفاق الـرياض لـلاستجابة الـعاجلـة لما تم الـتوافق عليه، ونبذ الخلافات والعمل بالآلية المتوافق عليها، وتغليب المصلحة العامة لاستكمال تنفيذ بقية بنود الاتفاق لتوحيد الصف لمختلف أطياف الشعب اليمني وحقن الدماء ورأب الصدع بين مكوناته، واستكمال مسيرته لاستعادة دولته وأمنه واستقراره.. دعوة المملكة تأتي دلالـة أخرى على حرص الدولة وجهودها المستديمة الداعمة للتوصل إلى حل سياسي شامل، ينهي الأزمة في الـيمن.. وكذلـك تعكس تضحيات المملـكة الـلا محدودة في سبيل تحقيق سلام واستقرار المنطقة، بما يمتد آفاقه لاستقرار العالم.