أعلنت جبهة تحرير تيجراي الشعبية المتمردة على الحكومة الإثيوبية، عن عدم توقف المعارك بالإقليم قبل تحرير كل إقليم تيجراي من القوات الإثيوبية والميليشيات المعاونة لها في الهجوم على الإقليم وتعريضة لمجاعة هائلة، وفق ما ذكرت صحف دولية عدة.
وفي إعلان صريح من المتمردين للنأي بأنفسهم عن أي جرائم تكون قد ارتكبت بحق المدنيين، ذكرت جبهة تيجراي "إننا نطالب بتحقيق دولي في المجازر التي ارتكبتها القوات الإثيوبية في تيجراي" التي تحركت إلى تيجراي بأوامر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وبدعم القوات الإريترية.
وقالت الجبهة المعارضة :"سنتعاون مع المنظمات الدولية لإيصال الإغاثة لأكثر من مليوني نازح".
وتنفي إثيوبيا منع وصول المساعدات الإنسانية لإقليم تيجراي في شمال البلاد حيث يواجه الآلاف شبح المجاعة، زاعمة إنها تعيد بناء البنية التحتية وسط اتهامات لها باستخدام الجوع سلاحا.
وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميك ميكونن لدبلوماسيين في أديس أبابا إن "القول بأننا نحاول تضييق الخناق على شعب تيجراي بمنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الجوع كسلاح في الحرب إدعاء مرفوض"، مؤكدا أن بلاده "تبذل كل ما بوسعها لإعادة بناء البنية التحتية وإعادة الكهرباء واستعادة الاتصالات والإنترنت والخدمات المصرفية".
وقبل السيطرة على ميكيلي عاصمة تيجراي بقليل، قالت وكالة رويترز إن مراسليها شاهدوا قافلة تضم 34 شاحنة من المساعدات الغذائية متوقفة في بلدة ماي تسيبري في تيجراي وعلى مقصورات القيادة أعلام زرقاء لبرنامج الأغذية العالمي.
وانتظرت الشاحنات 4 أيام عند نقطة تفتيش وفي النهاية، أفرغت الشاحنات حمولتها من الغذاء دون أن تصل إلى المنطقة التي كانت تريد بلوغها.
كانت الأمم المتحدة قالت مطلع يونيو إن ما لا يقل عن 350 ألفا من سكان تيجراي يواجهون خطر المجاعة، فيما قدرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية العدد الأسبوع الماضي بنحو 900 ألف.
من جهته، دق برنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر بشأن تدمير جسر عبر نهر تيكيزي قبل أمس الخميس، وقال مسؤول ببرنامج الأغذية العالمي للصحفيين في جنيف الجمعة "أصبح لدينا طريق واحد ممكن إلى تيجراي أطول بكثير ويستغرق وقتا أطول للوصول إلى المناطق الأشد تضررا في تيجراي".
وقال تومي تومبسون منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج"علق عملياته لنحو 48 ساعة فحسب، وبعدها سرعان ما بدأنا العمل في الشمال الغربي وربما ننجح بحلول مطلع الأسبوع في الوصول إلى نحو 40 ألفا".
وأعرب عن "تفاؤل حذر" بإمكانية إقامة جسر جوي في الأيام المقبلة لتسريع توصيل المساعدات.
كما حذر مسؤولون بالأمم المتحدة مجلس الأمن من أن أكثر من 400 ألف في إقليم تيجراي يعانون المجاعة حاليا، ومن احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات في المنطقة برغم إعلان وقف إطلاق النار.
وبعد ست مناقشات سرية، عقد المجلس أول اجتماع علني له منذ بدء القتال في نوفمبر بين الحكومة، المدعومة بقوات إريترية، ومقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم سابقا.
تدمير سد تكازي
كما يأتي الاجتماع عقب إعلان مكتب الطوارئ الإثيوبي أمس الجمعة، أن "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" دمّرت سد تكازي شمالي البلاد، بهدف عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في الإقليم.
وقال راميش راجاسينجام القائم بأعمال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، للمجلس إن الوضع الإنساني في تيجراي "تدهور بشكل حاد" في الأسابيع القليلة الماضية، حيث زاد عدد الذين يعانون من المجاعة حاليا بنحو 50 ألفا.
وأضاف "تشير التقديرات إلى أن أكثر من 400 ألف شخص يعانون المجاعة و1.8 مليون آخرين على حافة المجاعة، فيما يشير البعض إلى أن الأعداد أكبر من ذلك حيث يعاني 33 ألف طفل من سوء التغذية الحاد".
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت الاثنين الماضي وقف إطلاق النار من جانب واحد وهو ما رفضته الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ووصفته بالمزحة.
وتحدثت تقارير عن استمرار الاشتباكات في بعض المناطق مع تزايد الضغط الدولي على جميع الأطراف.