قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

خطيب المسجد الحرام: حق على العاقل ألا يغفل عن 4 ساعات

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام
×

قال الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن نقد المرء ذاته من أنبل المهمات وظيفة، وأجرؤها شجاعة، إبان ثقلها على نفس المرء، وما يتبعها من كسر كبريائها وأطرها على الصواب أطرا.

وأضاف «الشريم» خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: و ذلك لأن بها تصحيح الخطأ، واستبدال الزين بالشين والحسن بالسيئ، ولا أحد أدرى بعيب المرء وخطئه من نفسه مهما خلق لنفسه من معاذير ، فقال تعالى: « بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ»، حيث إن الفرد بحاجة ماسة إلى أن ينقد كل فرد منا ذاته دون تردد أو وجل أو تسويف؛ ليصقلها صقلا يحجبه عن إبصار عيوب الآخرين والعمى عن القذاة في عينه.

العاقل لا يغفل عن 4 ساعات

وأوضح أن في قول الله : « وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ » لدليل بين على أهمية نقد الذات ولومها وتقويمها ومعاهدتها دون غفلة، وإن الله لا يقسم في كتابه إلا بشيء ذي شأن عظيم، مبينأً أن النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك ، وقد قال بعض السلف: “حقٌّ على العاقل أن لا يَغفُل عن أربع ساعات: ساعةٍ يناجي فيها ربَّه، وساعة يحُاسب فيها نفسَه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويَصْدُقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات، وإجماما للقلوب”.

ونبه إلى أنه ينبغي لناقد ذاته أن يبني نقده ذلك على ثلاث مراحل: الاعتراف بالخطأ إن وجد، وألا يحجزه الكبرياء والأنفة عن ذلك، وأن اعترافه بخطئه خير من تماديه فيه، وأن الخطأ لا يسلم منه أحد، كيف لا وهو نهج نبوي معتبر كما في الحديث الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون “.

احذر تسويف الاعتراف

وحذر قائلاً: ألا فليعلم حينئذ أن تسويفه للاعتراف أو تعاميَه عنه يحدث تراكما يصعب معه الفرز والمحو، فيغلب عليه استثقال التصحيح إلى أن يصبح آيسا من تصفير أغلاطه فيزداد تماديا دون توقف، والثانية هي الإقلاع عن الخطأ وتصحيحه بالانتقال منه إلى الصواب بكل تواضع وانقياد، والاعتذار من غلطه للمغلوط عليه، وألا يكون اعتذاره أقبح من خطئه فيقع في غلطين من مسلك واحد، والمرحلة لثالثة الحذر من تكرار الخطأ نفسه، فالمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، والحذر كذلك من الوقوع فيما وقع فيه الآخرون، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه.

أنفع النّقد

ونبه إلى أن أنفع النّقد هو نقد الذّات، فلا أحد أولى بنفس المرء من نفسه، فهي أولى الأشياء معاهدة من قبله، وإصلاحا وتحسينا، وحماية لها من كل ثلمة جديرة بتفكيك نفسه واعتلالها، ولو أنَّ كل واحد منا تعاهد نفسه بمثل ذلكم وقدم نقد ذاته على نقد الآخرين، لحسنت الحال، وقل الشقاق، وسلت السخيمة من النفوس، ولتصافحت قلوب الأصفياء في الطرقات.