أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أمس عن إدارج تركيا على القائمة الأمريكية للدول المتورطة في تجنيد الأطفال، بسبب علاقة الحكومة التركية مع فصيل "السلطان مراد" المسلح في سوريا.
وكشفت أمريكا في بيان وزارة خارجيتها عن تقرير باسم "الاتجار بالبشر عام 2021"، والذي أفاد بإدراج تركيا ضمن الدول المتورطة في تجنيد الأطفال للقتال، وتعد هذه المرة الأولى التى تتخذ فيها واشنطن خطوات ضد دولة في حلف الناتو.
وأكدت الخارجية الأمريكية في تقريرها بشأن تجنيد الاطفال للقتال، أن تركيا تقدم دعما كبيرا لفصيل السلطان مراد الذي يقاتل في سوريا، وهو فصيل معارض ومسلح يحظى بدعم انقرة منذ أمد طويل ويستخدم الأطفال كمقاتلين.
أمريكا تفتح النار
وفي هذا الشأن قال المحلل السياسي مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، إن هناك العديد من الخلافات بين أمريكا وتركيا في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحا أن واشنطن تضغط على أنقرة في كثير من الملفات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط، وخاصة تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وردود أفعاله التي دفعت أمريكا لفتح جميع الملفات ضده وكان آخرها ملف تجنيد الأطفال في الحروب، وهو ما يعد جريمة حرب ترتكبها أنقرة.
وأضاف عفيفي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه بسبب تلك الحالة السيئة في العلاقات بين البلدين فإنه هناك عقوبات مرتقبة أغلبها ستكون عقوبات اقتصادية لأنها ستكون الأكثر تأثيرا على السياسات التركية.
تحذيرات متكررة
وأكد عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أن أمريكا حذرت تركيا أكثر من مرة وحثتّها على عدم التدخل في الملفات وشؤون الدول في الشرق الأوسط، كسوريا وليبيا والعراق، ولكن لم يكن هناك استجابة من أنقرة.
تعنت أمريكي وتراجع تركي
وأشار إلى أن العلاقات الآن أصبحت متوترة بشكل كبير بين البلدين ولا يوجد أمل رغم المحاولات التركية لاسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت ذلك من خلال موقفها في منظومة الصواريخ، بجانب تحسين تركيا طرق حوارها مع دول الجوار مثل مصر، لكن هناك ملفات كثيرة مفتوحة وبعد أن تم اتهام أنقرة بهذا الشكل فإنه ستكون هناك عقوبات بكل تأكيد.
عقوبات للمرة الأولى
ولفت عفيفي أن العقوبات الأمريكية على تركيا ستكون اقتصادية بالدرجة الأولى، ومن الممكن أن تفرض عقوبات أخرى على أفراد معينين في النظام التركي وحظرهم من السفر إلى أماكن معينة، وفي حال لم يكن هناك رد فعل تركي إيجابي فإن أمريكا ستضغط بشكل أكبر على تركيا لأن واشنطن لا تعتقد أن تركيا حليف يمكن الآن عليه في الوقت الحالي.