أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن انسحاب قواتها العسكرية من أفغانستان لا يعني التخلي عنها، مؤكدةً أن واشنطن مستمرة في دعم كابول على الأصعدة كافة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس خلال مؤتمر صحفي، أمس: "ليس صحيحا على الإطلاق أن الولايات المتحدة تعتزم التخلي عن أفغانستان برغم الانسحاب المزمع للقوات من البلاد".
وأضاف برايس: "نعم، نسحب قواتنا.. لكننا نعتزم الحفاظ على وجود دبلوماسي في كابول".
وتابع المسؤول الأمريكي: "هذا شيء مهم بالنسبة لنا، نظرا لرغبتنا المتأصلة في استمرار الشراكة مع الحكومة الأفغانية وبشكل مصيري مع الشعب الأفغاني. لذا، ليس الأمر على الإطلاق أننا نعتزم التخلي عن أفغانستان".
انسحاب قبل الموعد
والثلاثاء الماضي، أكد مسؤولون أمريكيون أن الجيش الأمريكي على بعد أيام على ما يبدو من إتمام انسحابه من أفغانستان مستبقا بفترة كبيرة تاريخ سبتمبر، الذي حدده الرئيس جو بايدن موعدا نهائيا لإتمام سحب القوات، وإنهاء أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.
ولن يشمل سحب القوات والعتاد من أفغانستان، قوات ستظل لحماية الدبلوماسيين بالسفارة الأمريكية والمساعدة على الأرجح في تأمين مطار "حامد كرزاي" في العاصمة كابول، الذي يعتبر بوابة رئيسية لأفغانستان على العالم الخارجي.
وتوقف الجيش الأمريكي عن الكشف علنا عن تفاصيل انسحابه من أفغانستان بعد استكمال أكثر من 50% منه في وقت سابق من يونيو الماضي.
ويأتي الكشف عن الوتيرة السريعة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان في وقتتكثف فيه حركة طالبان هجماتها في أنحاء البلاد. وتشير تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إلى أن الحركة تسيطر حاليا على 81 من مناطق البلاد البالغ عددها 419.
وتؤكد واشنطن عزمها الانسحاب الأمريكي ومواصلة “دعم الشعب الأفغاني”، فيما أعلن البيت الأبيض، الخميس، عن إرسال ثلاثة ملايين جرعة من لقاح ”جونسون أند جونسون“ لمساعدة البلاد على مواجهة جائحة كورونا.
لكن عددا من النواب والخبراء الأمريكيين، يخشون أن يستعيد المتمردون السيطرة على أفغانستان وأن يفرضوا نظاما أصوليا مشابها للنظام الذي أقاموه بين عامي 1996 و2001، حيث يبدو أن حكومة أشرف غني المدعومة من المجتمع الدولي، تعاني من عزلة متزايدة.