الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتائج مفزعة.. تحذيرات شديدة اللهجة من اليونيسيف بشأن أطفال لبنان

لبنان
لبنان

أطلقت منظمة اليونيسيف تحذيرا شديد اللهجة بشأن الأطفال في لبنان، حيث أكدت أنهم يعانون من وطأة أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية في العالم في الآونة الأخيرة وأن أكثر من 30 في المئة من هؤلاء الأطفال ناموا في فراشهم الشهر الماضي ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام.


وأضافت المنظمة أن الأزمات المتتالية التي تضافرت في تكوين الأزمة الكبيرة، بما فيها الانهيار الاقتصادي الكامل، أدت الى جعل الأسر والأطفال في لبنان في حال يرثى لها، وأثّرت تقريبا على كل جانب من جوانب حياتهم، وذلك في ظلِ شح الموارد وإستحالة الوصول واقعيا الى الدعم الإجتماعي.

وبدورها، ذكرت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو عن الموضوع قائلة : في ظل عدم وجود تحسن في الأفق، المزيد من الأطفال يذهبون إلى فراشهم ببطون خاوية تتأثر صحة الأطفال ومستوى تعليمهم وكل مستقبلهم، فالأسعار تحلق في شكل هائل ونسبة البطالة تستمر في الارتفاع ويزداد عدد الأسر في لبنان التي تضطر الى إتخاذ تدابير التأقلم السلبية لتتمكن من الصمود، كإلغاء بعض وجبات الطعام توفيراً لثمنها أو إرسال أطفالهم الى العمل، يكون غالباً في ظروف عمل خطيرة، أو اللجوء الى تزويج بناتهم القاصرات، أو بيع ممتلكاتهم.

وأشار المسح الذي أجرته اليونيسف حديثاً، إلى أن أكثر من 30 في المئة من الأطفال في لبنان نام في فراشهم، الشهر الماضي، ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام و77 في المئة من الأسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو من مال لشرائه. وترتفع هذه النسبة بين الأسر السورية الى 99 في المئة.

وأوضح المسح أن 60 في المئة من الأسر تضطر الى شراء الطعام عبر مراكمة الفواتير غير المدفوعة أو من خلال الإقتراض والإستدانة، وأن 30 في المئة من الأطفال في لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الأولية التي يحتاجون إليها.

وأعربت 76 في المئة من الأسر عن تأثرها الكبير بالزيادة الهائلة في أسعار الأدوية.

وقال المسح أيضا إن واحد من كل عشرة أطفال في لبنان أرسل الى العمل وأن 40 في المئة من الأطفال ينتمون الى أسر لا يعمل فيها أحد، و77 في المئة من تلك الأسر لا تتلقى مساعدة إجتماعية من أي جهة و 15 في المئة من الأسر في لبنان توقفت عن تعليم أطفالها و 80 في المئة من مقدمي الرعاية يتحدثون عن مواجهة الأطفال صعوبات في التركيز على دراستهم في المنزل إما بسبب الجوع أو نتيجة الإضطراب النفسي.

والمح المسح أيضاً إلى أن الركود الاقتصادي ليس سوى واحدة من جملة الأزمات التي تعصف في البلاد، التي تترنح تحت تأثير جائحة كوفيد-19 ونتائج التفجيرين الهائلين اللذين عصفا في مرفأ بيروت في اغسطس 2020، يضاف الى ذلك عدم الاستقرار السياسي المستمر. وفي حين يصنف 1.5 مليون سوري في عداد الأكثر ضررا، فإن عدد اللبنانيين الذين باتوا بحاجة الى دعم سريع يرتفع بسرعة قياسية.

وزادت موكو قائلة :  أن البنك الدولي وصف ما يحدث حالياً في لبنان بأنه أحد أكبر ثلاثة إنهيارات إقتصادية ظهرت منذ منتصف القرن التاسع عشر، وأن ما سلط الضوء عليه مسح اليونيسف، أن الأطفال هم الفريسة الأسهل للكارثة العميقة ويتحملون غالباً وطأتها.

وجددت اليونيسف دعواتها الى السلطات المحلية في لبنان من أجل التوسع السريع في تلبية الحاجات الملحة وتوفير إجراءات الحماية الإجتماعية، من أجل ضمان الحصول على تعليم جيد لكل طفل، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل.


وأتمت موكو تصريحاتها قائلة: “تعمل اليونيسف على توسعة برنامجها، بدعم من الجهات المانحة وستكون المنظمة مستعدة، كما دائماً، لمساعدة المزيد من الأطفال والأسر”.