حكم ضياع الأمانة.. قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن عدم رد الأمانة إلى صاحبها عند طلبها هو سُحت، وأن أكل أموال الناس بالباطل نهى عنه الله تبارك وتعالى.
وأضاف عثمان فى إجابته على سؤال «ما هو الحكم فى شخص أؤتمن أمانة ولم يردها إلى صاحبها عندما طلبها؟»، أن الإنسان دائمًا يسعى إلى أن يؤدى ما عليه من حقوق أخذها من الناس إما عن قصد أو من غير قصد وإلا سيحاسب على ذلك فعليه أن يجتهد فى البحث عن صاحب الحق وأن يجتهد فى البحث عن رد الأمانة إلى صاحبها وإن لم يجد صاحب هذا الشيء ولم تصل لأحد من أقاربه فعليه أن يتصدق بها بنية أن يصل ثواب هذا الى صاحبها لقوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
وأشار إلى أن عدم رد الأمانة إلى صاحبها سيولد صراعا بين أطياف المجتمع، وأن الإسلام نهى عن خيانة الأمانة لتجنب هذه الصراعات والفتن التى ستنتج عن هذا الفعل المشين والقبيح، وتابع قائلا: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به".
ما حكم ضياع الأمانة
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه “كنت عاين أمانة عند حد قريبي عبارة عن أجهزة كهربائية، والمخزن اتسرق باللي فيه، فهل يحق لي أن أطلب أمانتي علما بأن حالتي صعبة؟”.
إذا فرض هذا الشخص في الحفاظ على هذه الأمانة فوقتها عليه أن يعيدها مرة أخرى ويجوز لصاحبها المطالبة بها، أما إذا كان حافظا له واتخذ الإجراءات التي تؤمنها وتحافظ عليها فوقتها لا يحق المطالبة بالأمانة لأنه لم يقصر فيها.
حكم من خان الأمانة
تلقى عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا يقول: "ما حكم من خان الأمانة؟".
وقال أمين الفتوى إن سيدنا محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ )، منوها بأن أول من يرفع من الارض هي الأمانة، وأنها ترفع من قلوب الرجال.
وأضاف عثمان، عبر فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على يوتيوب، أنه يجب علينا أن نتعلم من أخلاق النبي محمد والتي أوصي بها بأن يكون الانسان أمينًا، لأن الأمانة كانت صفة من أجمل صفات النبي محمد- صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أمين الفتوى أن المشركين كانوا يأتمنون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أموالهم مع انهم لم يرضوا بدينه ولا برسالته، وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين.
وأشار أمين الفتوى إلى أن عدم رد الأمانة إلى صاحبها عند طلبها هو سُحت، وأن أكل أموال الناس بالباطل نهى عنه الله تبارك وتعالى".
وتابع أن الإنسان دائمًا يسعى أن يؤدى ما عليه من حقوق أخذها من الناس إما عن قصد أو من غير قصد وإلا سيحاسب على ذلك فعليه أن يجتهد فى البحث عن صاحب الحق وأن يجتهد فى البحث عن رد الأمانة الى صاحبها وإن لم يجد صاحب هذا الشيء ولم تصل لأحد من أقاربه فعليه ان يتصدق بها بينة ان يصل ثواب هذا الى صاحبها لقوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
وأشار إلى أن عدم رد الأمانة إلى صاحبها سيولد صراعا بين أطياف المجتمع، وأن الإسلام نهى عن خيانة الأمانة لتجنب هذه الصراعات والفتن التى ستنتج عن هذا الفعل المشين والقبيح، وتابع قائلا: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به".
آيات وأحاديث تدعو إلى الأمانة
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الأمانة هي معادلة التكليف الكبرى التي قامت من أجلها السماوات والأرض والجبال وهي من أخلاق الإسلام العظمى التي حث عليها ودعا إليها خالق الأكوان سبحانه في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الأكرم صلوات الله عليه وسلامه.
وأضاف علي جمعة عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، إنه ورد الحث على الأمانة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا فمن الآيات التي ورد فيها الحث على الأمانة قوله سبحانه في اللوم على بني آدم في عدم مراعاة الأمانة: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا» (الأحزاب:72).
وتابع: “وقال سبحانه في الأمر الصريح بأداء الأمانات إلي أهلها: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا» [النساء:58]، وفي النهي عن الخيانة وذم الخائنين قال جل وعز: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ» [الأنفال:27] وقال سبحانه وتعالى: «وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ» [الأنفال:58]”.
وواصل: “وقال الله تعالى: «وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا» [النساء:107] وقال تعالى: «وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ» [يوسف:52]، بل إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الخائنين أنفسهم فقال سبحانه: «إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا» [النساء:105]”.
وأكمل: “أما في سيرته العطرة -صلى الله عليه وسلم- وسنته المشرفة فقد كانت الأمانة من أهم صفات سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل كان يشهد بها أعداؤه فقد سموه الصادق الأمين وقد طمأنته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما نزل عليه -صلى الله عليه وسلم- الوحي عندما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرًا» قالت: معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث» (رواه البيهقي في الدلائل)”.
وقالت الدكتورة نادية عمارة الداعية الإسلامية، إن ضياع الأمانة عند الشخص بإهمال منه يوجب عليه ردها وإعادتها مرة أخرى لصاحبها وتعتبر هذه الأمانة دينا عليه.
وأضافت “عمارة”، فى لقائها على فضائية "الحياة"، ردا على متصلة: “واحدة ادتنى مال لأساعد به المحتاجين ولكنه ضاع فما الحكم؟ أن الإنسان قبل أن يتحمل الأمانة يجب عليه أن يعرف أنه قادر على المحافظة عليها فإن لم يكن على قدر التحمل فلا يأخذها من صاحبها ويعتذر له”.
بعد قبول الوديعة.. ما حكم رد الأمانة ناقصة
تلقى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، من سائل يقول: “إذا كان لشخصٍ ما على شخصٍ آخر مبلغ ما على سبيل الأمانة، وحينما طالبه برد الأمانة ما كان من الشخص المُؤتمَن إلا أن رده إليه بعد أن خصم منه قيمة أشياء كان قد أعطاها لصاحب الأمانة قبل هذا على سبيل الهدية. فهل يحقُّ له ذلك؟”.
أجاب جمعة، في فتوى له، أن قبول الودائع مستحبٌّ، وقد أوجب الحقُّ تبارك وتعالى على المودَع أن يحفظ الأمانة، وأن يردها إلى المودِع عندما يطلبها؛ فقال عز وجل: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، وجعل الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم خيانةَ الأمانة من علامات النفاق؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» متفق عليه.
وعليه وفي واقعة السؤال، فعلى المؤتَمن أن يردَّ الأمانة إلى صاحبها متى طلبها كاملة غير ناقصة، وبخصوص العلاقة السابقة التي كانت تتعلق بأشياء قد أعطاها المؤتمن لصاحب الأمانة على سبيل الهدية فإنه لا يجوز شرعًا استرداد الهدية أو بعضها إلا بإذنٍ ورضًا من المهدَى إليه إلا في هدية الوالد لوالده؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يحل لأحد أن يعطي عطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده» رواه الترمذي.
كانت دار الإفتاء ذكرت أن الأصل في الشريعة الإسلامية أن أخذ مال الغير بدون حق محرمٌ شرعًا، فلا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ» متفق عليه.
وأضافت «الإفتاء» في فتوى لها أن السرقة نوع من أنواع الأخذ بدون حق، وقد ورد النهي عنها في أحاديث كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ الله السَّارِقَ؛ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ» متفق عليه، وذكر الله سبحانه عقوبتها في كتابه المجيد، وهو قطع اليد في قوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ [المائدة: 38].