قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كارثة في إثيوبيا.. هل يواجه إقليم تيجراي مجاعة حقيقية؟

إقليم تيجراي
إقليم تيجراي
×

أوضاع مأساوية، حياة غير مستقرة، القتال يحتد فى أى وقت، وبدون سابق إنذار تري الموتي والمصابين حولك فى كل مكان، هكذا هى الحياة داخل إقليم تيجراي، لا مستشفيات لا اغاثات تصل إلى المدنين فقط تصل إليها القذائف فوق رؤساهم ضربات صاروخية تتراشق عليهم كالحجارة، فهم داخل صراع محتدم مع قوات الجيش الأثيوبية، ونار آبي أحمد رئيس الوزراء.

المجاعة الكارثية

التشريد واللاجوء هي أمور كارثية تنتج عن الدخول فى حرب، تلك الأوضاع تنتطبق على سكان إقليم التيجراي الذين يواجهون المجهول بسبب تعنت آبي أحمد ومنع قواته من دخول المساعدات للقليم وفصلهم عمن حولهم من أجل الإنتصار على حساب الشعب والمدنين داخل المنطقة.

العملية العسكرية التى بدأها آبي أحمد فى إقليم تيجراي بنوفمبر الماضي وعلى مدار 8 شهور، أدت إلى وجود مايقرب من 4 مليون شخص يواجه الجوع الشديد، وأكثر من 350,000 منهم يعيشون ظروف المجاعة الكارثية، بحسب بيانات جديدة أصدرتها الأمم المتحدة حول حجم حالة الجوع الطارئة التي تجتاح تيجراي والمناطق المجاورة لها.

الرقم الذي أعلنت عنه الأممم المتحد يعد الأكبر فى أفريقيا منذ المجاعة فى الصومال عام 2011، الأمر الذي يعكس خطورة الوضع داخل أثيوبيا خاصة إن الاحصائيات تتحدث عن وجود 5.5 مليون شخص أى مايقرب من 61 في المائة من سكان المنطقة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يعاني 3.1 مليون شخص من حالة أزمة غذاء ومعيشة حادة و2.1 مليون شخص في حالة إغاثة إنسانية ومرحلة طارئة .

قلق شديد بشأن الوضع

الأرقام التى أعلنتها الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني فى تيجراي كشفت الستار عن الاعمال الوحشية التى يواجهها سكان الإقليم جراء آبي أحمد وقواته، حيث أن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، أعربوا عن قلق بشأن الوضع في إقليم تيجراي، حيث يلوح شبح المجاعة في الأفق، ما لم يستمر توسيع نطاق المساعدات الغذائية وسبل العيش وغيرها من التدخلات المنقذة للحياة، وضمان الوصول دون عوائق ووقف الأعمال العدائية.

نزوح جماعي

الخطير فى الأمر هو النزوح الجماعى لسكان إقليم تيجراي وهوربهم من جحيم الحرب، ليكون النزوح الحل لإيجاد حياة وسبيل للعيش، ولكن ليس سبيلا لإيجاد الطعام او الماء او الدواء، فـ هناك أسر لا تستطيع الحصول على الغذاء وبالتالي أصبح هؤلاء على شفا المجاعة.

بدون وصول المساعدة فإن أكثر من 400,000 شخص يوجه ظروفا كارثية، كما أن المساعدات التى تقدمها منظمات الإغاثة بالكاد تكفي المحتاجين، فالجميع يعاني داخل إقليم تيجراي حتى المنظمات الإنسانية، حيث أكد المدير التنفيذ لـ برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، "الواقع القاسي لموظفينا في تيجراي هو أنه مقابل كل أسرة نصل إليها بالطعام المنقذ للحياة، هناك عدد لا يحصى لا سيما في المناطق الريفية الذي لا يمكن الوصول إليه. لقد وجّهنا نداء من أجل وصول المساعدات الإنسانية، لكن الجماعات المسلحة لا تزال تمنعنا".

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، في 53 قرية زارتها فرق الوكالة، يعاني 50 في المائة من الأمهات وما يقرب من ربع الأطفال الذين خضعوا للفحص من سوء التغذية. والملايين من الناس بحاجة ماسة إلى الغذاء، بدونه، سيموت الكثير منهم.

الأطفال يدفعون ثمنا باهظا نتيجة الصراع

الحرب لا تفرق بين الناس فالجميع معرض للقتل أو للنزوح أو المجاعة والأمراض وغيرها من كوارث إلى أن ما يحدث فى إقليم تيجراي يدعو إلى ضرورة التحرك من قبل المجتمع الدولي خاصة أن 1.6 مليون شخص على الأقل، من بينهم أكثر من 720,000 طفل، نزحوا بسبب القتال في تيجراي وفقا لما أفادت به منظمة اليونسيف.

ليس ذلك وفقط بل أشارت المنظمة إلى أن حجم وخطورة انتهاكات حقوق الطفل لا يشيران إلى أي علامة على التراجع عن القتال بعد سبعة أشهر تقريبا منذ اندلاع النزاع في شمال إثيوبيا.

“الأطفال يدفعون ثمنا باهظا لهذا الصراع.. والأوضاع في مواقع النزوح ومخيمات اللجوء مكتظة، وغير صحية وغير آمنة، مما يزيد من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، وسوء المعاملة والاستغلال، والأمراض المنقولة عن طريق المياه”، هكذا قالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، هنرييتا فور.

و وفقا لإحصائية اليونيسف، تم تحديد أكثر من 6,000 من الأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم، وتم تسجيلهم للحصول على الحماية والمساعدة.

لا يزال الكثير من مناطق تيجراي، وفقا لليونيسف، بعيدا عن متناول يد العاملين في المجال الإنساني. ومنذ بداية أبريل، تمت إعاقة ما لا يقل عن 31 مهمة من قبل الفريق المتنقل المتخصص بالصحة والتغذية والمياه – الذي تدعمه اليونيسف والشركاء - إما بسبب انعدام الأمن أو بسبب تعرضه للمضايقة ومنعه من المرور.

عنف جنسي ضد النساء

وقالت المسؤولة الأممية: "لا تزال النساء والفتيات يتعرّضن لأعمال عنف جنسي مروعة. أكثر من 540 من الناجيات حصلن على المساعدة عبر برامج اليونيسف منذ اندلاع القتال في نوفمبر 2020، ولكن انعدام الأمن العام والخوف من الانتقام يتركان أعدادا لا تُحصى من الناس غير قادرين على تلقي الرعاية والخدمات التي يحتاجون إليها بشكل عاجل".

انعدام الأمنوقتل عمال الإغاثة

الوضع الأمني العام في منطقة تيجراي بإثيوبيا لا يزال شديد التعقيد، فضلا عن استمرار العنف والهجمات ضد المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، فمنذ بداية الصراع، قُتل تسعة من عمال الإغاثة في تيجراي، وجميعهم من الإثيوبيين.وفقا لما ذكره مسؤلي الأمم المتحدة.

في الفترة من 27 مارس إلى 31 مايو، وصلت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها إلى أكثر من 2.8 مليون شخص من أصل ال5.2 مليون شخص المستهدفين بالمساعدات الغذائية، وتم الوصول إلى حوالي 430 ألف شخص، أي ما يعادل 15 في المائة فقط من الأشخاص المستهدفين البالغ عددهم 3 ملايين شخص، بالمأوى الطارئ والمواد غير الغذائية.

وكانت أعربت الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية عن الحزن الكبير لمقتل ثلاثة من موظفي منظمة ’أطباء بلا حدود‘ في تيجراي، بإثيوبيا، مطالبة بتقديم الجناة إلى العدالة وإنزال أشد العقاب بهم لقتلهم أبرياء كانوا يساعدون المحتاجين والمتضررين من النزاع الدائر.

وبالمثل قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، في تغريدة على تويتر، إنه مصدوم من النبأ الفظيع الصادر من تيغراي، حيث قتل ثلاثة زملاء من أطباء بلا حدود "بوحشية" - بينما كانوا يحاولون ببساطة مساعدة الآخرين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.

ونيابة عن برنامج الأغذية العالمي، قال بيزلي إن أفكارنا وصلواتنا مع عائلاتهم وأصدقائهم خلال هذا الوقت العصيب.

وكانت قد بدأت الحرب فى منطقة تيجراي بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، فى 4 نوفمبر الماضي، شن عملية عسكرية داخل الإقليم وفرض حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، في هذا الإقليم الذي أجرى في سبتمبر الماضي انتخابات محلية تعتبرها حكومة أديس أبابا غير شرعية.

ولفت البيان إلى أن هذا القرار يأتي لأن الحكومة تتحمل "المسئولية الدستورية عن سلام وأمن وسلامة مواطني البلاد، ولمنع الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات وتقويض الاستقرار".

فيما قال الجيش الإثيوبي، حينها إن الحكومة المركزية "دخلت في حرب مع السلطات المتمردة" في إقليم تيغراي شمالي البلاد.