تخطف مدينة العلمين الجديدة، وهي مازالت تحت الإنشاء عيون كل من يشاهد صورها وحجم العمل بها، وينتظرها الجميع بشغف باعتبارها عروس البحر المتوسط الجديد، ولمدينة العلمين تاريخ حافل ربما لا يعرفه الكثيرون، فقد أقيمت على أراضيها وحولها الكثير من معارك الحرب العالمية الثانية، والتي نسلط عليها الضوء من خلال السطور التالية بمناسبة ذكرى معركة العلمين الأولى والتي كانت في 1 يوليو عام 1942.
وبدأت تلك المعارك في 1 يوليو واستمرت حتى 26 يوليو عام 1942، بين قوات المحور بقيادة الجنرال الألماني إرفين روميل والملقب بـ "ثعلب الصحراء"، وبين الجيش الثامن البريطاني، والتي انتهت بفوز الجيش الثامن البريطاني بعد قتال ضاري في صحاري مرسي مطروح 25 يوما.
الهجوم الأول 1 يوليو
في تلك المعركة شنت قوات المحور هجمات في الساعات الأولى من صباح 1 يوليو، وتقدمت الفرقة 21 بانزر التابعة لفيلق أفريقيا، ولكن اصطدمت بمقاومة قوية من الوحدات الهندية في دير الشين جنوب مدينة العلمين، للتوقف بسبب حقول الألغام الكبيرة التي واجهتها، ثم استأنفت هجومها في وقت لاحق وتمكنت من احتلال الجزء الأكبر من دير الشين في آخر اليوم.
الهجوم الثاني 1 يوليو
في الساعة 3.20 من صباح نفس اليوم، وعلى جبهة أخرى شنت القوات الألمانية وتحديدا الفرقة الألمانية 90 الخفيفة، ثم توقفت في الساعة 7.00 أمام خط مدينة العلمين القوى، واستأنفت الهجوم في الساعة 16.00، ولكن اصطدمت هي الأخرى بقصف بريطاني عنيف للدرجة التى أجبرها على التوقف واستنجادها بقيادة الجيش المحوري لعجز مدفعيتها عن صد الهجوم، ورغم الدعم لم تتمكن من استكمال هدفها.
استمرار جمود الموقف
خلال اليومين 2 و3 يوليو، كان الموقف مشابها للقوات الألمانية في اليوم الأول، فقد استمر القصف المركز من الجانب البريطاني الذي يجبرهم على التوقف، في حين تعرضت فرقة أريتي الإيطالية لهجوم نيوزلندي تسبب في انهيارها، و تمكنت ألمانيا من صد الهجوم بصعوبة.
في ضوء كل تلك الظروف والاشتباكات المضطربة بين الطرفين، اضطر الجنرال الألماني إرفين رميل إلى إيقاف هجومه عدة من 4 إلى 8 يوليو، تمكن خلالها من صد الهجمات المحدودة التي شنتها القوات الإنجليزية.
لا فائز ولا خاسر
استمرت الاشتباكات بعد ذلك خلال الأيام التالية، تكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة من الجنود والدبابات، ولكن كانت أبرز النتائج هي فشل الجيش الثامن البريطاني في معركة العلمين الأولى في طرد قوات المحور والقوات الألمانية، ولكنه نجح في إيقاف زحفهم نحو الشرق لينقذ بذلك الاسكندرية وقناة السويس والقاهرة من الوقوع في قبضة القوات الألمانية.
هدنة شهر
وكما وسادت حالة من الهدوء على جبهة العلمين طول شهر أغسطس، حتى شن روميل هجومه الجديد المعروف باسم علم حلفا في 31 أغسطس، ولكنه فشل أيضا في استمرار الزحف، فلم يكن أمامه سوى انتظار هجوم مونتغمري الجديد وهو المعروف باسم معركة العلمين الثانية في 23 أكتوبر 1942.