قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحكومة والرقم الوظيفى

×

موظف بلا عمل , وموظف لا يستطيع ان يتنفس من كثرة العمل , موظف يتقاضى أربعون الف جنيه شهرياً , وموظف يتقاضى الفين جنيه شهرياً , على الرغم من ان كلاهما يحمل نفس الدرجة الوظيفية , وكلاهما خريج نفس الكلية وربما نفس الدفعة ونفس التقدير عند التخرج , لكن أحدهما أوُجدت له وظيفة بهذا المرتب فى مكان ما , والآخر أستطاع بشق الانفس الحصول على وظيفة فى مكان آخر , كلاهما يعمل داخل دولة واحدة , وكلاهما خاضعان لميزانية واحدة , ولكن ليس كلاهما على نفس الدرجة من الحظ أو ربما الواسطة .

لذا وجب علينا اليوم البحث عن تطبيق لتكافؤ فى الفرص , وتساوى الامتيازات والواجبات بين كل موظفين الحكومة فى مصر , عن طريق عمل نظام موحد يُطبق على كل من يلتحق بوظيفة حكومية يتقاضى فيها راتبه من ميزانية الدولة , نظام يضمن العدالة للجميع , نظام يحقق الرضى النفسى للجميع بما ينعكس أيجابياً على أداء الموظف لعمله أينما كان ومتى كان , سواء كان يعمل فى الكهرباء أو التنمية المحلية , سواء كان يعمل فى البترول أو فى التربية والتعليم , سواء كان يعمل فى العدل أو فى الصحة , وهكذا فى كل الهيئات والوزارات المصرية .

ويمكن بسهولة تطبيق ذلك عن طريق عمل توصيف وظيفى لكل وظيفة فى مصر , توصيف يشمل المؤهلات المطلوبة لشغل الوظيفة والواجبات والحقوق , وعمل رقم وظيفى لكل موظف يتقاضى راتبه من ميزانية الدولة , رقم خاص به مثل الرقم القومى والرقم التأمينى , ومن خلال هذا الرقم يتم نقل الموظفين بين الوزارات والهيئات المختلفة حسب العجز والزيادة فى كل مكان , دون الرجوع للرئيس المباشر أو الوزير المختص كى نغلق باب الواسطة والمحسوبية , على ان يراعى ان يتم النقل داخل نفس المدينة أو القرية كى لا نتسبب له فى اى ضرر من حيث الاستقرار فى السكن و الاقامة .

ساعتها لن تجد مدرسة فيها عجز مدرسين ومدرسة أخرى مغلقة لعدم وجود مدرسين , وقد حدث ذلك فى أحدى الادارات التعليمية فى صعيد مصر البعيد عن العاصمة , وسبق ان شاهدت فى ديوان أحدى المحافظات زحام شديد للموظفين فى حجرة التوقيع بالحضور والانصراف , وعندما سألت لماذا ترك الموظفين مكاتبهم للتزاحم على التوقيع , قالوا لى لا توجد لهم لا مكاتب ولا كراسى للجلوس عليها , هم يأتون ليوقعوا على الحضور ثم ينصرفوا لأى مكان , ثم يعودون للتوقيع على الانصراف , فلا مكان لهم غير هذه الحجرة .

كل ذلك يمكن بسهولة شديدة التغلب عليه وتصحيح كل هذه الاخطاء المتراكمة عبر عقود مضت , من خلال الرقم الوظيفى الموحد لكل موظف يعمل فى الحكومة , وتعديل قانون الخدمة المدنية بما يسمح بنقل الموظفين بين الوزارات والادارت المختلفة , من خلال جهاز أدارى وظيفى تابع لرئاسة مجلس الوزراء مباشرة , جهاز مستقل يتولى تنسيق وتوزيع الموظفين حسب الاحتياج الفعلى , ويتولى وضع جدول رواتب موحد لكل درجة وظيفية , بغض النظر عن الوزارة أو الهيئة التى فيها هذه الدرجة الوظيفية .

عندئذ سنجد عدالة فى اتاحة الفرص الوظيفية , وعدالة فى توزيع الاعباء الوظيفية , وشعور بالعدل والانصاف بين كل الموظفين فى كل الهيئات والوزرات المصرية مما سينعكس بالايجاب على الاداء الوظيفى للجميع عند اداء وظائفهم , فما دام الكل يحمل الجنسية المصرية , وما دام الكل يعمل لدى الحكومة المصرية , فالكل يجب ان يتساوى فى الحقوق والواجبات , ويتساوى فى الاعباء والامتيازات الممنوحة له بحكم عمله لدى الحكومة المصرية .