شنت القوات الجوية الأمريكية، عدة غارات على منشآت المليشيات المدعومة من إيران في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، لتسقط 5 قتلى من صفوف تلك القوات، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
أوامر بايدن
أكد المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعطى الأمر بهذه الضربات بعد استهداف جماعات تدعمها إيران مصالح أمريكية في العراق، مشيرا إلى أن المليشيات الإيرانية تستغل تلك المناطق لمهاجمةأفراد ومنشآت أمريكيةفي العراق باستخدام طائرات بدون طيار.
وتأتى تلك الضربات في مرحلة حساسة تلقى فيها الولايات المتحدة اللوم على فصائل عراقية مرتبطة بإيران في الهجمات الأخيرة على منشآت عراقية تؤوي أمريكيين، في ظل أنها تأمل في العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن تلك الضربات تشكل عملا ضروريا للحد من مخاطر التصعيد، ولكن أيضا من أجل بعث رسالة ردع واضحة لا لبس فيها ضد طهران.
تأكيد التواجد
وفي هذا الشأن قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، إن الغارات الأمريكية في سوريا والعراق هدفها الرئيس هو التأكيد على التواجد الأمريكي في منطقة الخليج وفق الأهداف الاستراتيجية لحكومة واشنطن، موضحا أن أمريكا تؤكد في ظل تلك الضربات على عدم تغيير سياستها الحالية عن السياسة السابقة.
رسائل هامة
وأضاف الدكتور طارق فهمي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه بالرغم من إعلان الولايات المتحدة عن تخفيض تواجد قواتها في عدة مناطق ولكن تؤكد تلك الغارات الأمريكية على عدة رسائل أهمها:
- أن أمريكا تؤكد على تواجدها في الخليج العربي والشرق الأوسط.
- التأكيد على ملاحقة العناصر الإرهابية في هذه المناطق وتثبيت أقدامها.
مفاوضات فيينا
وأشار الدكتور طارق فهمي، إلى أن تلك الغارات ستؤثر على العلاقات الأمريكية الإيرانية، خاصة في ظل توقف مفاوضات فيينا بشأن العقوبات والاتفاق النووي وما تلى ذلك، موضحا أن هناك ضغوط مباشرة من أمريكا ضد إيران للتسريع في عملية التفاوض، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية من عدم الدخول في المفاوضات أصلا، أو تأجيلها وتهديد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي بوقف المفاوضات باعتباره يمثل خطرا كبيرا على السياسة الأمريكية.
استمرار الغارات
واختتم الدكتور طارق فهمي، قائلا: "إن الغارات الأمريكية على مناطق المليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق تمثل تهديدا وخطر على طهران وتؤكد أن أمريكا مستعدة لإثبات تواجدها في أي وقت، ولا أعتقد أن تلك الغارات ستتوقف، بل ستستمر خلال المرحلة المقبلة، لتأكيد الاستراتيجية الأمريكية في الخليج العربي خاصة سوريا والعراق".
تهديدات إيرانية متكررة
كانت الولايات المتحدة تعرضت لعدة هجمات متكررة في العراق على مدار الأشهر الأخيرة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، في حين نَسَبَ الأمريكيون تلك الهجمات، للفصائل التابعة لإيران في العراق.
ومنذ بداية العام الجاري، استهدف أكثر من 40 هجوما المصالح الأمريكية في العراق، حيث ينتشر حوالي 2500 جندي أمريكي في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في تلك المنطقة.