انسحب جنود من قوات إريتريا المتحالف مع الجيش الإثيوبي برئاسة آبي أحمد من 3 بلدات رئيسية في إقليم تيجراي بعد يوم من سيطرة مقاتلي تيجراي على عاصمة الإقليم وتراجع القوات الإثيوبية وإعلان حكومة آبي أحمد وقفاً فوريا لإطلاق النار من جانب واحد.
وحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، أدى التحول السريع في الحرب التي استمرت قرابة 8 أشهر إلى جعل الناس يتدافعون لفهم الآثار المترتبة على الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة، حيث كانت الاتصالات معطلة إلى حد كبير. وفق ما قاله أشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بشهود أكدوا الانسحاب شريطة عدم الكشف عن هويتهم حفاظًا على سلامتهم.
غادر الجنود الإريتريون، الذين اتهمهم شهود عيان بارتكاب أسوأ فظائع الحرب، بلدات شاير وأكسوم وأدوا، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانوا قد غادروا مجتمعات أخرى، أو إلى أين يتجهون، أو ما إذا كان الانسحاب مؤقتًا. ولم ترد وزارة الإعلام الإريترية، التي وصفتها جماعات حقوق الإنسان على أنها من أكثر دول العالم قمعا، على الفور على الأسئلة.
قال القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، روبرت جوديك ، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، تايوم الثلاثاء:"لا نعرف بعد ما إذا كانوا ينسحبون". وأضاف أن الولايات المتحدة لم تر حتى الآن أي بيان من إريتريا ولا من مقاتلي تيجراي يقولون إنهم ملتزمون بوقف إطلاق النار.
وقال جوديك إن زعماء تيجراي السابقين قالوا إنهم يسيطرون الآن على العاصمة الإقليمية ميكيلي بعد "ما يبدو أنه انسحاب كبير لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية من تيجراي".
ودعا قادة تيجراي، الذين شنوا حرب عصابات منذ نوفمبر بعد خلاف سياسي مع حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، في بيان صدر ليلاً، أنصارهم إلى "تكثيف نضالهم حتى يغادر أعداؤنا تيجراي".
ووجه جوديك تحذيرا شديد اللهجة إلى إثيوبيا وإريتريا مهددا باتخاذ واشنطن المزيد من الإجراءات قائلا إنه على إثيوبيا وإريتريا توقع المزيد من الإجراءات من جانب الولايات المتحدة إذا لم يؤد الإعلان عن وقف الأعمال العدائية إلى تحسينات في إقليم تيجراي، "لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الفظائع في تيجراي"
وقالت الوكالة إنه لم يتسن على الفور الوصول إلى المتحدث باسم قوات تيجراي، جيتاشيو رضا. ولم يرد متحدث باسم الجيش الإثيوبي على الهاتف.
ثم انتقل مقاتلو تيجراي إلى شاير يوم الثلاثاء، في أحدث مكاسب لهم بعد بعض من أعنف المعارك في الحرب في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان. شهدت مدينة شاير في الأشهر الأخيرة وصول مئات الآلاف من الأشخاص الفارين من الترهيب في غرب تيجراي وهي منطقة انطلاق رئيسية للمساعدات الإنسانية.
وقال وليام دافيسون المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في بيان إن قوات تيجراي تسيطر الآن على جزء كبير من المنطقة بعد هجوم مضاد كبير حظي بدعم شعبي جماهيري.
قال دافيسون إن منع تزايد المجاعة في المنطقة "يجب أن يكون أولوية لقيادة جبهة تحرير شعب تيجراي، نظرًا لأن قواتها الآن في وضع يمكنها من تسهيل الوصول إلى العديد من المناطق التي كان يصعب الوصول إليها سابقًا"، وحث الحكومة الإثيوبية عدم تخريب المساعي الانسانية العاجلة.
.ورجح دبلوماسيون، اليوم الثلاثاء، عقد جلسة طارئة بمجلس الأمن بشأن إقليم تيجراي الإثيوبي، يوم الجمعة المقبل، وفقا لـ"العربية".
ومن جانبها، استنكرت منظمة "يونيسيف" اقتحام عناصر من الجيش الإثيوبي، مكتبها في إقليم تيجراي.
فيما كشف دبلوماسيون، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وأيرلندا طالبوا بعقد اجتماع لمجلس الأمن حول إقليم تيجراي الإثيوبي.