شهدت الجزائر ارتفاعا لافتا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، خلال الأيام الأخيرة، مما جعل المختصين يشددون على ضرورة العودة الحتمية إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية و الوقائية اللازمة.
وبحسب وسائل إعلام جزائرية، ففي ظل انتشار الكبير للسلالات المتحورة، كـ السلالة البريطانية التي برزت بكثافة في المدن الكبيرة و خاصة في ولايات وهران، تلمسان، سطيف، البليدة، عين الدفلى، الجزائر العاصمة، تيارت، قد ينتج عنه إنهاك للأطقم الصحية، التي تستعد للاستفادة من الاجازات السنوية على قلة عدد أيامها هذه السنة بعد تخفيضها إلى أسبوعين، وذلك بعد أن حرمت منها منذ أكثر من سنة ونصف.
و في هذا الجانب، يرى أحمد صبايحية، وهو متخصص في الطب الوقائي بولاية مستغانم غرب الجزائر، أن التراخي في استعمال الوسائل الوقائية و التمرد على قواعد السلامة، يوجب التأكيد على أن الجائحة لم تنته بعد، وأن أخطارها مازالت قائمة ويمكن أن تكون أشد فتكا في الأيام القادمة.
و للإشارة، فإن أعداد الحالات الايجابية المسجلة في الأيام الأخيرة، تعد خير دليل على عدم زوال الجائحة، بالإضافة الى ارتفاع معدل الوفيات بشكل لافت، ومع دخول موسم الصيف يتوقع حتما، زيادة عدد الإصابات بالتزامن مع موسم العطل و السفر، و التجمعات المرافقة للأعراس و الأفراح و شواطئ البحار المفتوحة جزئيا.
ومن جهة أخرى، قال عبد القادر بن شوية، وهو إطار في النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، أن وضعية الأطر الصحية " مجندة كما كانت وما زالت للتصدي للفيروس، الذي عاد إلى الانتشار مجددا"، متحدثا عن ارتفاع معدل الإصابات إلى الضعف في وهران على وجه التحديد، والتي سجلت بها 110 إصابة في الأيام الأخيرة، منها 12 حالة حرجة على مستوى قاعات الإنعاش، مضيفاً أن الأطقم الطبية مجندة لمواصلة كفاحها ضد الفيروس، سواء داخل مسارات العلاج بالوحدات الاستشفائية ومراكز اليقظة الوبائية، أو في محطات ومراكز التلقيح التي تسجل يوميا أرقاما لا بأس بها في أعداد الملقحين.
وأفاد المتحدث ذاته بأن الأطقم الصحية ستستعد ابتداء من شهر يونيو المقبل للاستفادة من مدة أسبوعين فقط على دفعات من عطلها السنوية الموقوفة منذ سنة ونصف، خاصة عقب الإنهاك والاستنزاف المهني والاجتماعي والنفسي الذي أصابها طيلة المدة الماضية، مشيرا إلى أن الحالة الوبائية المتعلقة بتفشي المرض عرفت على امتداد شهر يونيو، الذي يشارف على نهايته، تفاوتا بين الاستقرار والزيادة في مؤشر العدوى من 0,8 في المائة و1,1 في المائة، إذ لوحظ في الآونة الأخيرة، امتلاء أسرة الإنعاش في مستشفيات مدن كبيرة من الجزائر، كما هو الحال لوضع المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران، وحالة من الاستقرار التي تعرفها ولايات أخرى التي تسجل بين 1 إلى 3 حالات مؤكدة في اليوم الواحد. وأورد أيضا أنه على مستوى الأرقام، فإنه لا تزال المؤشرات الوبائية متحكما فيها على الرغم من ارتفاع الحالات الإيجابية اليومية والحالات النشطة التي ما زالت تخضع للعلاج.
الحالات الحرجة
أما الحالات الحرجة التي تشكل عبئا وبائيا ومهنيا على العاملين بالقطاع، فإنها تقدر بين 12 إلى 14 حالة في بعض الولايات التي شهدت عدوى جديدة، فيما ينحصر فيها معدل ملء أسرة الإنعاش في 3 بالمائة، ويبقى معدل الفتك مستقرا كذلك في حدود 1.8 في المائة.
ويسجل الإطار النقابي في قطاع الصحة أن عملية التلقيح ضد فيروس كوفيد-19، التي يرتقب أن تصل في نهاية الشهر الجاري إلى 5 ملايين جرعة، يبقى مفعولها وفعاليتها ثابتا علميا وعمليا وحمايتها أكيدة، وخير مثال على ذلك أن جل الحالات الحرجة أو التي توجد بأقسام الإنعاش رفضت أو لم تخضع للتلقيح، بينما كل الحالات الإيجابية للفيروس، بعد تلقيها اللقاح، تبدو عليها علامات طفيفة للمرض في جلها ولا تتعدى أعراض الزكام الحاد، وهي تخضع للعلاج باستعمال البروتوكول العلاجي المنزلي.