قالت وزيرة العدل التونسية بالنيابة حسناء بن سليمان في جلسة استماع برلمانية أن ملف شبهات جريمة محاولة اغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد تم إغلاقها فيها وحفظ الملف لعدم كفاية الأدلة.
ونقلت وسائل إعلام تونسية، الاثنين، عن الوزيرة قولها أن الأبحاث حول قضية محاولة تسميم الرئيس قيس سعيد عن طريق الخبز تم حفظ الملف لعدم كفاية الأدلة وهي التي تعلقت بشبهة دس مادة مشبوهة بعجين الخبز في إحدى المخابز.
وكانت صحيفة “الشروق” المحلية، قد نشرت في وقت سابق من العام الجاري على صفحتها الأولى خبرا بعنوان “أسرار مخطط تسميم قيس سعيد”، مؤكدة أن أحد رجال الأعمال قام بتحريض عناصر لتسميم الخبز والمرطبات الذي تقتنيه مؤسسة الرئاسة من إحدى المخابز بالعاصمة”.
وتشهد تونس خلافات سياسية كبيرة بين الرئاسات الثلاث المتمثلة فى رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة.
لا تفاوض
ومنذ أيام، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أنه ليس مستعدا للحوار مع من وصفهم بـ"ناهبي مقدرات البلاد"، نافيا اتهامه لمنظمات قادت الحوار الوطني سنة 2013 بأنها "لا وطنية".
وقال سعيد خلال لقاء بالجالية التونسية في إيطاليا: "كنت مستعدا للحوار ولكن مع من؟.. لست مستعدا للحوار مع من نهب مقدرات الشعب، ثم حول أي موضوع تريدون الحوار؟ ولماذا لا يتم تشريك التونسيين وخاصة الشباب في هذا الحوار؟ نحن في سنة 2021 ولسنا في سنة 2013 أو 2014".
وأضاف: "لقد سمعنا ولم نهتم بذلك عندما تحدث البعض عن الحوار الوطني وغير الوطني وإنني اتهمت أطرافا باللاوطنية، والحال أني لم أتهم أحدا ولا أريد أن أتعرض لأحد لأنني صادق مع الله ومع نفسي ومع الشعب، وسأواصل العمل رغم العقبات، وواجب التحفظ يمنعني عن ذكرها، ولكن رغم هذه العقبات سأواصل العمل"، وفق تعبيره.
وتابع: "لن أقبل أبدا أن أعقد صفقات تحت جنح الظلام، المهم أن نحقق آمال الشعب وسأعمل على تحقيقها ولن أدخل في أية صفقة".
وأشار في كلمته إلى وقوع العديد من الأحداث خلال المدة الأخيرة نتيجة رفضه الدخول في هذه الصفقات.
دعوات للإستقالة
وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، قد دعا رئيس البلاد قيس سعيد إلى الاستقالة واصفا الوضع الحالي للبلاد بالـ"مقرف".
وقال الطبوبي في تصريح لإذاعة "شمس أف أم" : "يا تفضلوا احكموا البلاد وكونوا مؤتمنين على الشعب يا رجعوا الأمانة لأصحابها، وصاحب الأمانة هو الشعب التونسي وعمق الممارسة الديمقراطية إرجاع الأمانة إلى أصحابها".
وأضاف أن "السياسي المسؤول والمحنك والمؤتمن على الدولة يسعى إلى تجميع التونسيين في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد وإصلاح الوضع العام وليس العكس".
وأكد الطبوبي على هامش تدشين مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير، أنه لا يؤمن بالوساطات، وأن الحديث المتمحور حول الوساطات مردود على أصحابه.
وذكر الطبوبي أن تونس تنهار يوما بعد يوم في ظل انتشار جائحة كورونا وزيادة نسبة الفقر وارتفاع نسق الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا.
وتابع: "لا أحد يزايد على الاتحاد في وطنيته وفي عقلية الممارسة التقدمية والفكر التنويري والروح التقدمية وروح المسؤولية، ولكن البلاد وصلت إلى منحدر خطير ينعكس على الوضع الصحي والتربوي المتردي وعلى جميع الأصعدة.
وشدد أمين عام اتحاد الشغل: "نحن أصحاب باي وشريك أساسي في البلاد ولسنا وسطاء، والاتحاد تأسس قبل دولة الاستقلال، وسنبقى قوة اقتراح وقوة خير وبناء وتقدم".