ذكرت مجلة "ديبلومات" الدولية أمس الأحد، أن منطقة آسيا الوسطى الكبرى تستعد لرحيل القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول سبتمبر مشيرة إلى أنه بينما تقترب حرب واشنطن "الأبدية" من نهايتها، تشعر حكومات دول المنطقة بالقلق من تسلل العنف المحتمل مرة أخرى من أفغانستان.
وأوضحت المجلة إن إحدى هذه الدول هي كازاخستان، التي لديها العديد من المبادرات، بما في ذلك الاستثمار في تعليم المرأة الأفغانية والتعاون العسكري مع الجيش الأفغاني لمساعدة أفغانستان في الأوقات العصيبة المقبلة، مشيرًا إلى أن واشنطن ونور سلطان (عاصمة كازاخستان الجديدة)، ناقشتا مستقبل أفغانستان في منتصف يونيو، عندما التقى الرئيس قاسم جومارت توكاييف والممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد في العاصمة الكازاخستانية.
وخلال مؤتمر صحفي عقد في 13 يونيو، تعهد خليل زاد بأن واشنطن ونور سلطان ستواصلان العمل "معًا لتعزيز السلام، وفي نفس الوقت للعمل معًا لتوفير مستقبل اقتصادي أفضل ومساعدة شعب أفغانستان".
وعندما سُئل خليل زاد عن التكهنات الجارية بشأن القواعد العسكرية الأمريكية المحتملة في آسيا الوسطى، والتي يمكن أن تنفذ عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان، لم ينف ذلك بشكل مباشر كخيار، على الرغم من أنه قال "لست هنا للإعلان عن أي شيء أو للقول إننا توصلنا إلى [اتفاق] معين مع [دولة] معينة بشأن خطوات عسكرية معينة في هذا الوقت".
وأضاف أن الحكومتين ناقشتا "جهود السلام، وجهود التنمية الاقتصادية، والجهود الإنسانية والاحتياجات الأمنية لمساعدة قوات الأمن الأفغانية في الحفاظ على نفسها وإعالة نفسها، وكذلك الاستجابة للتهديدات الإرهابية المحتملة معًا".
وقالت المجلة، التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها، إنه من غير المرجح أن توافق كازاخستان على استضافة منشأة عسكرية أمريكية على أساس دائم نظرا لعلاقاتها الوثيقة مع كل من الصين وروسيا.
وأضافت المجلة أنه بصرف النظر عن العمل مع واشنطن، تقوم كازاخستان بتنفيذ مبادراتها الخاصة تجاه أفغانستان مشيرة إلى أن تعليم المرأة الأفغانية هو أحد القضايا الجديرة بالملاحظة.. وبفضل برنامج قيمته مليونا يورو أطلقه الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكازاخستان في عام 2019، تدرس حوالي 50 امرأة أفغانية في جامعات كازاخستان وأوزبكستان.
وبالنسبة لقطاع الدفاع، فقد تم توقيع اتفاقية تعاون بين الحكومتين هذا الشهر بين مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب ووزير الدفاع الكازاخستاني نورلان يرميكباييف في نور سلطان. وستمهد الوثيقة "الطريق للدعم العسكري المُتبادل عبر مختلف المجالات"، وفقًا لبيان صدر في 18 يونيو عن مكتب مجلس الأمن القومي الأفغاني، وتنطوي على إمكانية "التدريبات المشتركة والتعاون في مجال الطب العسكري، وتحديث المعدات، والدعم اللوجستي والتقني، والتدريب القتالي والتعاون الاستخباراتي العسكري بين البلدين".
وقالت المجلة إنه لا ينبغي المبالغة في أهمية اتفاقية الدفاع هذه ففي ظل مشاركة القوات الكازاخستانية حاليًا في عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، ولا سيما في لبنان (اليونيفيل)، وفي ظل مشاركتها السابقة في طاجيكستان خلال الحرب الأهلية في التسعينيات وفي عمليات غير قتالية في العراق، فمن غير المرجح أن تسمح نور سلطان للقوات بأن تكون يتم نشرها في منطقة صراع شديدة الخطورة مثل أفغانستان والمشاركة في العمليات القتالية وعليه يكون تدريب وتجهيز القوات الأفغانية هو السيناريو الأكثر احتمالا.