كان مايرج يقدم المشاريب لزبائنه كالمعتاد في أحدى مقاهي إقليم تيجراي شمال إثيوبيا، قبل أن يفاجأ بغارة جوية دمرت كل شيء، وأسقطت حطام المقهى على رأسه، في حلقة جديدة من المجازر الدموية للجيش الإثيوبي منذ بداية الصراع في الإقليم المحاصر.
وقال المواطن الإثيوبي لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية: "كان كل شيء مغطى بالدخان الأسود.. لقد كان الأمر أشبه بالجحيم"، ثم بدأ يتذكر مشاهد الدماء التي تغطي الشوارع جراء ضربة جديدة للحكومة الإثيوبية على سوقا شعبيا في إقليم تيجراي.
وقُتل 7 أشخاص في المقهى فقط وأصيب نحو 30 بجروح، بمن فيهم شقيقة زوجته، التي أصيبت بحروق في الوجه واليدين والقدمين، بل يؤكد مايرج أنه رأى عشرات الجثث في الخارج، ثم شاهد رعب الناجين الذين أدركوا أن الجنود الإثيوبيين يمنعون وصول المساعدات الطبية.
وأضاف في تصريحاته للوكالة الأمريكية "نشعر بالغضب الشديد لأنه كان من الممكن إنقاذ الكثير من الأرواح".
وظهرت شهادات مروعة عن مجازر الجيش الإثيوبي في تيجراي، عقب غارة جوية استهدفت سوقا مزدحما في في بلدة توجوجا في تيجراي، حيث يؤكد مسؤولو الصحة سقوط 64 قتيلا على الأقل وإصابة العشرات خلال القصف.
كوارث متواصلة
وحسب عاملين في مجال الصحة، لقي الكثيرون حتفهم عندما منع الجنود الإثيوبيين الفرق الطبية من الوصول إلى الجرحى، أو من نقلهم إلى المستشفيات في العاصمة الإقليمية ميكلي.
ويزعم الجيش الإثيوبي أن الغارة الجوية استهدفت مقاتلين مسلحين في إقليم تيجراي، لكن شهادة الأطباء تؤكد أن الرجال المسلحون لم يكونوا في المنطقة يوم الهجوم، وأن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال.
وتعد الغارة الجوية على السوق شعبي في تيجراي، مثالا واحدا على المذابح التي ترتكبها القوات الإثيوبية في هذا الإقليم الغارق في النزاع منذ نوفمبر الماضي، حيث قتل آلاف المدنيين منذ أن شنت حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد حملة عسكرية لنزع سلاح قادة جبهة تحرير شعب تيجراي.
وقال أحد المزارعين من تيجراي كان يشتري ملابس وقت الغارة التي وقعت الأسبوع الماضي "لم يكن هناك أي مقاتلين في السوق"، مؤكدا أنه رأى حوالي 60 جثة على الأرض بعد القصف.
وفي وقت سابق، انتقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الهجمات العسكرية على المدنيين ومنع وصول المسعفين وعاملي الإغاثة للمنطاق المضارة، وذلك عقب قصف الجيش الإثيوبي للسوق الواقع قرب ميكلي عاصمة تيجراي.
يأتي ذلك في وقت يبدي فيه المجتمع الدولي قلقا متصاعدا إزاء العنف في تيجراي، وسط تقارير عن انتهاكات بالغة بحق المدنيين ترتكبها القوات الإثيوبية، وهو ما اعتبرت الأمم المتحدة أنه قد يرقى لجرائم حرب ومجازر ضد الإنسانية.