غطى السواد، الهباب الأسود، أوراق أشجار المانجو بمحافظة الإسماعيلية قبيل طرح ثمار المحصول الذي ينتظره مزارعو الإسماعيلية، منتصف شهر يوليو، من كل عام لتحقيق مكاسبهم.
أصيب محصول المانجو الإسمعلاوي بنسبة كبيرة من الهباب الأسود والذي أدي بدوره الي تلف المحصول وانتهاء الموسم قبل بدايته نظرا لقلة الإنتاج وتعرض الثمار للمرض.
وتقدمت آمال رزق الله عضو مجلس النواب بطلب احاطة، بشأن انتشار مرض الهباب الأسود الذى أصاب محصول المانجو، موجهة اللوم لتقاعس الجهات المسئولة عن توفير المبيدات الحشرية وغياب دور الإرشاد الزراعي وتوعية الفلاحين، مؤكدة أنها من أسباب انتشار مرض "الهباب الأسود" الذي التهم عشرات من حدائق المانجو المثمرة بقرى أبو دهشان والسبع أبار والسماكين بالإسماعيلية، وسط توقعات بضعف الإنتاج وخسائر بالجملة يواجهها الفلاحون خلال موسم 2021.
وأكدت آمال رزق الله، أن محصول المانجو وهو المصدر الرئيسي للفلاحين بالإسماعيلية يتعرض للتدمير بسبب مرض الهباب الأسود وهو مرض يصيب الأشجار ناتج من انتشار حشرة المن وهي حشرة تترك سائل لزج عفن يتسبب في سد مسام الأوراث ويمنع عملية التمثيل الغذائي الضوئي وبالتالي يؤثر على عملية الإثمار وإنتاجية المحصول.
وتابعت أن المرض يقضي على شيحة الشجرة وعلى أزهارها حتى وصل نسبة الإزهار في نوع المانجو الزبدة صفر % داخل بعض الحدائق.
وانتقد ياسر دهشان، مزارع، أداء الحكومة لحماية حقوق الفلاحين ودعمهم، مؤكدا علي اهمال الزراعة المزارعين وعدم تقديم لهم أي دعم وسط زيادة أسعار الأدوية والمبيدات وعدم توافر الأسمدة.
وأشار دهشان إلى تخاذل اداء الجمعيات الزراعية والتي لم يعد لها أي دور و تخلت عن مسئوليتها بالكامل.
اضاف:" إن بنك التنمية والائتمان الزراعي كان في السنوات الماضية يوفر المبيدات الحشرية اللازمة لمواجهة مثل هذه الامراض، لكنه توقف عن توفير هذه المبيدات، وهو ما تسبب في إصابة الأشجار وانتشار العدوى بين المزارع".
من جهته قال المهندس محمد فؤاد مدير إدارة المكافحة بالقنطرة شرق، أن العفن الهبابي يتكون بسبب توالد ثلاث أنواع من الحشرات هى «المن والبق الدقيقى والحشرة القشرية».
وأضاف: "ترتكز الحشرة القشرية على الوجه السفلى لأوراق الأشجار، وتنتج مادة عسلية لزجة تكون بيئة حاضنة للفطريات".
وتتسبب المادة اللزجة فى تحول لون سطح الأوراق إلى اللون الأسود، مشيرا إلى قيام اللون الأسود بمنع عملية التمثيل الضوئى واكتمال الغذاء، وهو ما يسميه الفلاحون «الهباب الأسود».
ولفت إلى أن ارتفاع الأشجار يسبب انتشار العفن الهبابي وهو ما يتسبب فى تشابك أغصانها، ومنع أشعة الشمس من الدخول لباطن الأشجار وإكمال النمو.
من جهته قال المهندس محمود عبد القادر مدير إدارة المكافحة بزراعة الاسماعيلية، إن عدم وصول الشمس للأغصان ينتج عنه رفع درجات الرطوبة التى تؤدى إلى نشاط الفطريات المسببة للمرض، حيث يتم استخدم رش الزيت المعدني الصيفي على الحشرات القشرية التي تفرز الندوة العسلية، الموجودة في السطح السفلي للورقة، ثم يتم تغطية الأشجار بمحلول الرش بعد 3 أيام من رش الصابون الزراعي، و يتم تكرار الرش مرة أخرى بعد 15 يوم حسب شدة الإصابة، بالإضافة الي إجراء عمليات التقليم السليم والتطهير لأغصان الأشجار.
وأشار عبد القادر إلى أن الغرض من التقليم إزالة الأفرع الجافة وفتح قلب الشجرة لدخول الشمس، مع مراعاة التخلص من مخلفات التقليم فورا خارج المزرعة.
واختتم أنه يجب تقليل ارتفاع الأشجار، بحيث لا يزيد عن 5 أمتار لكي تسهل عملية المكافحة، مع القضاء على الحشائش الموجودة في البستان، لأنها مأوى للآفات والأمراض والحشرات الماصة، وعدم تحميل محاصيل أخرى أسفل أشجار المانجو.