تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن مسألة تحديد الشيخ الذي نأخذ عنه ديننا ونسمع منه، منوها أن الأمر يكمن في المرجع.
وقال علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، إن الإفتاء لا يصدر إلا من المتخصصين، كذلك الطب لا يمكن لأحد أن يفتي فيه إلا باستشارة الطبيب المتخصص نفسه.
وأضاف، أن الشيخ لابد أن يكون على علم ودراسة ولديه جهة اعتماد حتى نحكم عليه بأنه مرجع نعود إليه في المسائل الدينية، منوها بأننا في مصر لدينا الأزهر الشريف فهو المرجع وكذلك جامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار العلماء، فهذه الأماكن هي بمثابة مراجع يمكن اعتماد الشيوخ من خلالها حتى نثق في كلامهم.
وأشار إلى أننا فور سماعنا لكلام شيخ في مسالة دينية وهو غير معتمد من مرجعية الأزهر، فعلينا أن نعود بكلام هذا الشيخ لمرجعيتنا وهو الأزهر الشريف، ونأخذ رأي الأزهر في ما يقوله هذا الشيخ لاعتماده من عدمه.
الفتوى بغير علم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الشخص الذي يتصدر للفتوى من غير أن يتعلم، يسمونه "ضال مضل".
وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الدين علم وعمل، والعلم له أركان وأركان العلم خمسة: الأستاذ والتلميذ والكتاب والمنهج والجو العلمي المحيط والذي ينتقل فيه العلم.
وأشار إلى أن الشخص الذي يقرأ كتاب ولم يوجد له أستاذ ولا منهج ولم يدرس العلوم المساعدة، ولم يحتك بجو علمي شامل، واكتفى فقط بقراءة الكتاب، فلا يصح ولا ينبغي أن يكون هذا الشخص عالما في أي شئ.
منع غير المتخصصين من الإفتاء
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، تعليقا على مسألة وجود تشريع يمنع غير المتخصصين من الإفتاء، ويحدد المتصدرين للفتوى ويمنع غيرهم من التصدي لها، إن القضية تحتاج إلى وعي مجتمعي.
وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الوعي يكون في المقام الأول، ثم يأتي التشريع بعد ذلك يساند هذا الوعي المجتمعي، منوها بأن التشريع ليس هو الحل في الأمور الاجتماعية لأنها أكثر تعقيدا.
وتابع: “مسألة ختان الإناث بعد تشديد عقوبة فاعليه، فإنه حتى الآن ما زال يمارس بكثرة وبعنف في المجتمع.. التشريع ليس عصا سحرية، وإنما يمكن أن يكون سند، وعلينا بذل مجهود في الثقافة والإعلام والتعليم، لكن التشريع بمفرده لن يأتي بنتيجة”.