ظُهْر الجمعة الماضي، سمع سكان العقار رقم 13 في شارع مرسي بدر، بمنطقة العطارين، التابعة لحي وسط الإسكندرية، صوت "طقطقة" غريبة فيجدران المنزل، وعلى الفور هرولوا على سلالم العقار المتهالكة لإنقاذ حياتهم، لكن القدر لم يمهل 4 منهم؛ ليلقوا حتفهم تحت أنقاضه.
لافتة "الحياة لا تعطيك كل ما تطلبه لكنها قد تعطي غيرك" تلخص المأساة
وعلى بقايا جدران المنزل المتهالك، صمدت عبارة "الحياة لا تعطيك كل ما تطلبه لكنها قد تعطي غيرك"، كأنها تحكي حال هؤلاء السكان المساكين الذين انقطعت بهم السبل فجأة بعدما انقلبت حياتهم وأحلامهم في لحظة.
وتمثل العقارات القديمة المتهالكة بمحافظة الإسكندرية أزمة كبيرة لجميع الجهات التنفيذية بالمدينة الساحلية، فانهيار العقارات القديمة أضحت خبرًا عاديًا بالثغر.
أقرأ أيضًا:
محافظ الإسكندرية يشيد بمساهمة ميدور في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية
والمشكلة تعود إلى عقود مضت، ولها تفرعات كثيرة، وقد تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيًا أكثر من مرة لحل أكثر من أزمة ونقل المواطنين إلى منازل أخرى،بعد انهيار العقارات التي يقطنون بها.
انهيار عقار وانتشال 4 ضحايا تحت الأنقاض
وبدأت الواقعة عندما وردبلاغ إلى غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة تفيد انهيار عقار قديم كائن ب ١٣ شارع مرسى بدر بمنطقة العطارين بنطاق حي وسط.
وعلى الفور، هرع الدكتور أحمد جمال نائب المحافظ، واللواء عبدالفتاح تمام السكرتير العام بالمحافظة، واللواء خالد جمعة السكرتير العام المساعد بالمحافظة إلى مكان الحادث وذلك للاطمئنان علي الوضع، وفتح الحركة المرورية بالشارع. وذلك بحضور رجب النقيدي رئيس حي وسط، وهدي أبو كليلة مدير عام المتابعة بالمحافظة وجميع الجهات المعنية.
وتمكنت قوات الحماية المدنية بالإسكندرية، من انتشال أربغ ضحايا من أسفل أنقاض العقار المنهار بمنطقة العطارين، وسط الإسكندرية.
وأوضح رئيس حي وسط أن العقار مأهول بالسكان ومكون من أرضي و4 أدوار علوية، وصادر له قرار ترميم رقم 17 لسنة 2018، وقرار إزالة للدور الخامس برقم 44 لسنة 2018، مؤكدا أنه تم نقل قاطني العقار المنهار إلي مدرسة بمعرفة مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية.
وقالت أحد سكان العقار إنها سمعت صوت "طقطقة" غريبة في جدران العقار، وعلى الفور أخبرت الجيران، وما هي إلا لحظات حتى بدأ العقار بالتصدع، وانهار بالكامل، ليترك الجميع ذكرياته داخل العقار المنهار.
وأكد أغلب شهود العيان وأصحاب المحلات بالشارع إن أغلب سكان عقار العطارين المنهار وسط الإسكندرية، استشعروا بوجود هزة بالمنزل وخرجوا سريعا قبل دقائق من انهياره.
وطالب أهالي العقار المنهار بتوفير سكن بديل بعدما أصبحوا بلا مأوى، وجميع ممتلكاتهم باتت ركامًا تحت حطام العقار المنهار.
وقدانتقل فريق نيابة العطارين وسط الإسكندرية، أول أمس الجمعة، إلى موقع انهيار عقار مكون من أرضي و5 طوابق مأهول بالسكان.
وطالبت نيابة العطارين بالإسكندرية، ملف العقار المنهار وسماع أقوال شهود العيان الواقعة، للوقوف عن أسباب الانهيار.
وتعليقًا على مشكلة العقارات القديمة والآيلة للسقوط بالإسكندرية، قال النائب إيهاب أبوكليلة، عضو مجلس الشيوخ، والأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بالإسكندرية، إن هناك تحديات كثيرة تواجه النواب فيما يتعلق من تشريعات يجب طرحها لإيجاد حلول مهمة بشأن العمارات الأيلة للسقوط، ولابد من التنسيق بين الحزب والحكومة لإيجاد حل لمشكلة العقارات القديمة لنكفل الحق في السكن الكريم الأمن، ومن هنا جاءت مبادرة حياة كريمة التي طرحها الرئيس ومن هنا جاءت فلسفتها.
وتابع أن هناك شق ثاني من المشكلة يتعلق بقانون الإيجارات القديمة، فالمساكن القديمة تتجاوز 60 عامًا، ولذلك لابد من طرح تشريع عادل يحقق التوازن بين الساكن والمستأجر، وهذا التشريع سيكون محل نظر خلال دور الانعقاد الأول للمجلسين نظرًا لأهميته، حتى نصل إلى تشريع عادل ويحقق مصلحة جميع الأطراف.
وقال المهندس السيد حسن، مهندس استشاري تصميم المنشآت الخرسانية وعضو بنقابة المهندسين بالإسكندرية: إن ظاهرة انهيار العقار في الإسكندرية لها عدة أسباب وعوامل للانهيار، من بينها وجود منشآت قديمة يتراوح عمرها أكثر من 100 عام، وموجودة بالتحديد في الإسكندرية القديمة، كأحياء الجمرك ومنطقة أبوقير ومحرم بك.
وأشار إلى أن الخرسانة الخاصة بهذه العقارات تكون متهالكة بسبب انتهاء عمرها الافتراضي، مضيفًا أن من أهم أسباب انهيار العقارات عدم ترميم وصيانة ورفع كفاءة العقارات القديمة كل هذا يزيد من المشكلة، ويعقدها، لأن الأهالي يتركون العقار على حالته دونما ترميم أو صيانة لفترات طويلة.
وأكدعضو نقابة المهندسين في الإسكندريةأن ترميم العقارات وتطويرها ومتابعتها باستمرار تزيد من العمر الافتراضي للعقار، ولكن ترك العقارات دون ترميم تقصر من العمر الافتراضي للعقار.
وأوضح أن محافظة الإسكندرية بطبيعتها مدينة ساحلية معرضة للنوات الشديدة وخاصة في موسم الشتاء، وهذا يكون له تأثير كبير على عمر هذه العقارات.
وطالبعضو نقابة المهندسين في الإسكندريةبضرورة وجود آلية لحصر جميع هذه العقارات بجميع أنحاء المحافظة، وتشكل لجان فنية مختصة من نقابة المهندسين، وكلية الهندسة من أجل تقييم حالة العقارات ووضع الخطط اللازمة لها سواء بالترميم أو بالإزالة، وإعادة البناء، مؤكدًا أهمية دور المجتمع المدني ورجال الأعمال لمساندة الدولة في حالة إزالة بعض العقارات من أجل توفير سكن ملائم وحياة كريمة للمصريين، وفقًا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "حياة كريمة لشعب عظيم".