قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هي دي مصر الحقيقية.. مريض كورونا يحكي قصة شفائه بـ مستشفى العبور

مستشفي العبور الجامعي
مستشفي العبور الجامعي
×

أعلن الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، اختيار مستشفى العبور الجامعي التابع لمستشفيات جامعة عين شمس، ليكون بطل عام ٢٠٢١/٢٠٢٠ ، وذلك نظراً للدور البطولي الذي قام به المستشفى منذ ظهور جائحة كورونا العالمية وتحويله لمستشفى للعزل.

وعالج مستشفى العبو ٢٦٥٨ حالة حتى الآن، منهم ١١٦٩ حالة رعاية مركزة لمرضى كورونا طوال الـ ١٦ شهرا الماضية منذ دخول فيروس كورونا المستجد مصر في مارس من عام ٢٠٢٠.

ووجه الدكتور محمود المتيني الشكر لفريق عمل المستشفى بقيادة الدكتور شريف محسن مدير مستشفى العبور الجامعي، وجميع الأطقم الطبية والتمريضية والعاملين والإداريين بالمستشفى.

كان الدكتور محمود المتيني كرَم خلال العام الماضي جميع الأطباء والأطقم الطبية وكل المساهمين من أعضاء المجتمع الجامعي في تنفيذ خطة جامعة عين شمس الشاملة والاستباقية لمواجهة فيروس كوفيد-١٩.

في سياق متصل، أعرب عدد من المتعافين من الفيروس الذين تلقوا العلاج والرعاية الصحية داخل مستشفى العبور الجامعي عن امتنانهم وتقديرهم للمنظومة الصحية الدقيقة عالية الجودة والكفاءة والتي يتم تتفيذها داخل المستشفى بلا كلل ولا ملل.

وأطلق الأستاذ دكتور محمد طاهر حجازي أستاذ ورئيس قسم الرمد السابق بكلية طب بنها، وأحد المتلقين للخدمة الطبية داخل مستشفى العبور الجامعي جراء الإصابة بفيروس كورونا، لقب "مصنع الشفاء" على مستشفى العبور الجامعي، لما لاقاه من رعاية صحية على أعلى مستوى.

وهذا نص ما قاله الدكتور محمد طاهر حجازي:

"عاوز أكتب لكم عن تجربة مررت بها خلال الأيام الماضية. أنا اسمى محمد طاهر حجازى ٦٢ سنة أستاذ متفرغ بكلية طب بنها.

في آخر يوم من رمضان شعرت بتكسير بسيط قبل بالجسم أثناء الصلاة وارتفاع طفيف بالحرارة (نص درجة)، وفي نهاية اليوم زادت الحرارة إلى ٣٨ فقط ولكنني لم أشعر بأي تعب آخر، اتصلت بزميل أستاذ أمراض صدرية وعلمت منه أن هذه ٩٩٪ كورونا وتحتاج علاج + غذاء + راحة تامة لمدة ١٤ يوم وإن شاء الله بسيطة وتعدى.

بعد ٣ أيام لم أشعر بأي تعب آخر غير الحرارة التى كانت تحت السيطرة بالأدوية، وللاطمئنان طلب منى زميلى العزيز عمل CT ( أشعة مقطعية) على الرئة، وكانت المفاجأة أن الرئة اليمنى أصيبت بنسبة أكثر من ٨٠٪ (بدون شكوى محسوسة) والرئة اليسرى بنسبة ١٠٪ وطلب منى زميلى أستاذ الصدر سرعة دخول المستشفى.

(وده من أهم وأخطر حاجة فى الكورونا وهى عدم الشعور بتعب إلا فى مرحلة متأخرة).

بفضل وكرم ربنا سبحانه وتعالي استطعت دخول مستشفى جامعة عين شمس للعزل بمدينة العبور (علما بأن هذه المستشفى عليها ضغط شديد من كثرة الحالات ومن الصعوبة إيجاد مكان بها)، وكان من كرم ولطف الله بي دخولى هناك، (ليه) هأقول لكم:

طبعا وبصراحة شديدة وأثناء إجراءات الدخول تناجيت مع ربي سبحانه وتعالى إن كانت هذه نهاية الرحلة فأنا والحمد لله راضى رضى كامل بكل ما كتبه لي. وكنت أعيد التذكر لما حدث مع معظم الأقارب والأحباب:

كورونا + دخول المستشفى = نهاية الرحلة.

أنا دخلت مستشفى جامعة عين شمس للعزل بمدينة العبور يوم ١٨ مايو وطبعا كنت متخوف من وجودى بمستشفى جامعى حكومى وليس خاص استثمارى وهل ستكون العناية جيدة أم لا؟ أمضيت بالمستشفى ١٤ يوماً بين الرعاية وفترة التعافى بالقسم الداخلي وخرجت بحمد الله بعد تمام شفائى. لهذا قررت أن أكتب لكم اليوم عن تجربتي في هذا المكان الجميل الذى لم أكن أتوقع أن يكون بمثل هذا المستوى الممتاز.

إنهم فى هذا المكان خلية نحل يعملون بجد ونشاط علي مدار ٢٤ ساعة / ٧ أيام دون كلل أو تعب. الكل يعرف عمله ومهمته ويقوم بها على أكمل وجه. المستشفى به أعلى كفاءات علمية ومهنية لعلاج مرضى الكورونا.

وأنا على فكرة لم آخذ أي عناية خاصة لأننى طبيب، ففى الرعاية كانت رفيقتى بالحجره شابة بسيطة الحال من مدينة السلام وكانت حالتها مثل حالتي، وبالسرير المجاور لى كان مريض مسيحى، والجميع خرجوا بعد تمام الشفاء.

لا توجد أي تفرقة فى الرعاية الطبية بين الفقير والميسور الحال ولا بين المسلم والمسيحى، فالجميع مرضى والجميع سواسية. الله.. الله والله مصر دى حلوة بأولادها.

ولقد أثار انتباهى (كطبيب وأستاذ جامعي) أن المكان يعمل بمنظومة دقيقة منظبطة وكل فرد عارف بالضبط عمله وخطة العلاج لهذا المرض، وفى حدوث مضاعفات للمريض لأي سبب لا قدر الله عندهم من اليقظة والوعي وسرعة التصرف ما ينقذ المريض ليكمل رحلة الشفاء بإذن الله، فعلا الناس دى عرفة هى بتعمل ايه منظومة صحيحة ١٠٠٪ وده جعلنى أسمى المكان “مصنع شفاء” من الكورونا بفضل وكرم الله.

كمان ما أثار انتباهي أن معظم العاملين كتمريض وأطباء و إداريين من الشباب وطبعا كان أول سؤال أسأله لكل واحد منهم: إيه اللي رماك على كده.. تشتغل فى مكان كله وباء وتعالج مصابين بالكورونا وانت تعلم أنك ستصاب في أي لحظة؟ هل هي المرتبات والمميزات؟ وكانت المفاجأة أنه لا توجد أي ميزة من الناحية المادية للعمل في هذا المكان، وعندما ألحيت لمعرفة السبب علمت من الجميع أن ده أكل عيشنا ولازم نشتغل ولو احنا قلنا لا وغيرنا قال لا، طيب مين حيعالج المرضى دول، كمان علمت منهم إن ده طمع فى ربنا سبحانه وتعالى وأن هذا العمل مع هذا الوباء وفي بلدنا تحت هذه الظروف ممكن أن يكون كرم من ربنا عليهم ليسترهم و يعافيهم هم وأولادهم (منتهى الإيمان بالمولى عز وجل).

سبحان الله هم دول المصريين اللى بجد وهى دى مصر الحقيقية.

كمان حاجة أثارت انتباهي أثناء وجودى بالمستشفى وهي قلة الإمكانيات المادية مع هذا الجهد المبذول لأن المستشفى يدعم من الموارد المالية الحكومية البسيطة لهذا في رأيى أننا كمصريين يجب أن نتكاتف ليستمر هذا المكان في خدمة اكبر عدد من المرضى ولا يتوقف لضعف الموارد وذلك بتقديم الدعم المادى والتبرع بالمستلزمات الطبية على طول.

أخيراً الحمد لله رب العالمين على نعمته وفضله وكرمه أن من الله علينا وعلى المرضى المصاحبين لي فى رحلتي المرضية بالشفاء.

ولا أعرف لمن أتوجه بعد شكر المولى عز وجل بالشكر، مين ومين ومين، هذه المنظومة الجميلة فيها أسماء كثيرة خايف لا تسعفنى الذاكرة.. أحمد.. محمد.. محمود.. مس شفا.. مس سنية.. مستر أحمد محمود.. الممرضة منى.. خايف أنسى حد.

وطبعا كان السؤال الطبيعى من هو مايسترو خلية النحل الجميلة هذه، فعلمت أن الأستاذ الدكتور أيمن ثروت مدير المنظومة والرعاية، والأستاذ الدكتور شريف محسن مدير المستشفى، والمعاونين من أطباء على أعلى مستوى كلهم لهم الفضل فى تكوين واستمرارية هذا الصرح وعطائه للمرضى الفقراء والأغنياء.

ولقد تشرفت بلقائهم وشكرهم.

أسأل الله لهم جميعا دوام الصحة والعطاء والعمل لوجه الله ولهم منى ومن جميع المرضى كل الحب والشكر والتقدير.

دكتور/ محمد طاهر حجازى

أستاذ ورئيس قسم الرمد السابق - كلية الطب جامعة بنها.

فخر والله على صدورنا جميعاً هذا الكلام اللي خارج من القلب.